موقع متخصص بالشؤون الصينية

الأردن والصين والشؤون الإسلامية

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
فاروق أيوب خوري*

لم تنحصر العلاقات الأردنية الصينية منذ تأسيسها في الإطار الرسمي دون الشعبي، ولا في الشعبي دون الرسمي، بل تعدّتها إلى عناوين مختلفة، ومنها العنوان الإسلامي، الذي صار هو الآخر يجمع الأردن والصين حول مشتركات طيبة، للتنسيق في تعزيز المشتركات على الصعيدين الثنائيين، ولتعميق الفهم المشترك للشعبين في المجال الإسلامي أيضاً.

لقد لاحظت أن أحداً من أعضاء الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين، لم يكتب في هذا المجال الإسلامي بالتنسيق والانشغال بين الأردن والصين، برغم أهميته القصوى للشعبين والدولتين، وعلى الرغم من رحابته والإمكانيات الكبرى للعمل ضمنه، حيث لا ينتهي هذا العمل في مجال، بل يتوسع على الدوام في مجالات أخرى لا تخطر على بال، ومنها ربما الأخلاقيات الاسلامية الرفيعة والعالم العربي والصين، وسلوكيات الإنسان المسلم دينياً وتطبيقاً في بلاده، وتقريب العقول من بعضهما البعض في الدولتين، وتجسير الصّلات التي من شأنها التأكيد بدقة على الخير والسلام والأمان في الإسلام للشعوب، ولبناء عالم الاحترام والتعاون المتبادل.

وعندما تمد الصين طريق الحرير الجديد، وهو الحزام والطريق اختصاراً، فهي في حاجة إلى العقول والأيدي سويّاً. وهنا يبرز دور العامل الإسلامي والدين الإسلامي في هذا الموضوع، الذي ينعكس بالضرورة على حياة كل الناس بمزيد من التجارة والاستيراد والتصدير الفردي والواسع على حد سواء، وأخلاقيات التجارة وحماية تبادلاتها وفقاً لمعايير الشريعة، بالإضافة إلى الفضاءات الصناعية والتبادلات الإنسانية، بل والزواج والتصاهر، تماماً كصورة هذا الأمر لما شهده طريق الحرير القديم في ربوع الأردن، وما بين الصين والأردن، حتى غدا وسيلة إنسانية ورافعة للتفاهم المتبادل والعام.

ويُستشف من الأخبار وجود علاقات طيبة ومثمرة للغاية على صعيد إسلامي بين الأردن والصين، وقد سبق لسفراء صينيين لدى الأردن اللقاء مع وزراء ووزارات الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في المملكة، وبحث الجانبان إمكانية إقامة عددٍ من المشروعات، ومنها “مشروع القبة الفلكية”.

ويهتم الأردن في علاقاته بالصين بجانب آخر مهم هو “رسالة عمان”، وإطلاع الجانب الصيني على أعمال وإنجازات وزارة الاوقاف في جميع المجالات، وبخاصة إنجازاتها في القدس الشريف، وإشرافها المباشر على إدارة الأوقاف الإسلامية من خلال دائرة أوقاف القدس، وعناية الوزارة بالأوقاف الإسلامية في المملكة والقدس الشريف استثماراً ونماءً ونشر وسطية الإسلام بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، من خلال رسالتها وعلمائها وأئمتها ووعَاظها.

وفي هذا الإطار فقد سبق لرئيس مصلحة الأديان في الصين لونغ زون، أن زار الأردن قبل سنوات، وأعرب عن سروره لهذه الزيارة وللدور الإيجابي المهم للأديان في مجال تنمية المجتمعات في جميع مناحي الحياة، وبخاصة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مؤكداً ان الصين تعمل على تنمية الروح الإسلامية الوسطية وإثراء التعاون والتسامح، ونوّه إلى مبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني “أسبوع الوئام العالمي بين الأديان”، والذي أيّده الرئيس الصيني السابق هو جين تاو، انطلاقاً من الحرص للتعاون بين أتباع الديانات، وأن الصين كانت أكثر الدول استجابة له، حيث أن جميع الأديان في الصين تحتفل به، وقدم لونغ شرحاً حول أوضاع المسلمين في الصين، والبالغ عددهم 23 مليون نسمة.

 

هنالك وفود إسلامية أردنية كثيرة تزور الصين، ومقابلها وفود صينية تزور الاردن، وهي تنشغل بالعمل على تعميق التفاهم المشترك، والإطِّلاع على أحوال الصين ومسلميها، ومن هذه الوفود وفد معهد الدراسات الاسلامية بمقاطعة “قانسو” في جمهورية الصين الشعبية، وحينها بحث رئيس الجامعة الأردنية (الدكتور عزمي محافظة) معه علاقات التعاون المشترك، لا سيّما لإنشاء برامج أكاديمية مشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم لتمكين طلبة المعهد الصيني من إكمال دراستهم في برنامج البكالوريوس بالجامعة الأردنية. وفي تصريح له قال ممثل الوفد الصيني نائب رئيس المعهد الدكتور حسن بن إسماعيل، إن الزيارة هدفت الى بناء علاقات تعاون مميزة بين الجانبين، وعقد دورات تدريبية وتربوية، فضلاً عن تأسيس برامج لتبادل أعضاء هيئات التدريس والطلبة.
وبحسب المتاح عن هذا الوفد رسمياً، فقد قدّم حسن بن اسماعيل نبذة عن المعهد الصيني، الذي تأسس عام 1978، ويدرس فيه نحو أربعة الآف طالب وطالبة في تخصصات العلوم الإسلامية واللغة العربية. ورحّب محافظة، من جهته، بقبول مزيد من الطلبة المبعوثين من المعهد للدراسة في الجامعة في الأردن، وتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة العلمية.

حصيلة القول، إننا نريد مزيداً من التعاون الأردني الصيني في المجال الإسلامي، لأنه يرتدي أهمية قصوى، تؤثر في كافة المجالات الأخرى للتعاون بين البلدين والشعبين الصديقين.

*م. فاروق خوري: كاتب من الاردن وصديق قديم للصين منذ أكثر من أربعين سنة، وصديق لسفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الاردن، وصديق للقسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI، وعضو ناشط في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين ومنتديات القسم العربي لإذاعة ومجلة “مرافىء الصداقة” التي يَنشرها القسم العربي لإذاعة الصين الدولية CRI 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.