موقع متخصص بالشؤون الصينية

الـتشارك في بناء”الحزام والطريق”، ودفع التعاون الجماعي الصيني العربي نحو نقطة انطلاق جديدة.. إنجازات وآفاق منتدى التعاون الصيني العربي

0


 

 

 

 

 

 

 

 

معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية

مركز دراسات منتدى التعاون الصيني العربي • شانغهاي

أيار/ مايو 2018

 

 

 

المقدمة

تضرب جذور التبادلات الودية بين الصين والدول العربية في أعماق التاريخ، وقد ساهم طريق الحرير البحري والبري القديم في التواصل العميق بين الأمتين الصينية والعربية. وفي عام 1949، بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية والاستقلال المتعاقب للدول العربية، خلقت حقبة جديدة من التبادلات الودية بين الصين والدول العربية.

وفي عام 1956، أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع جمهورية مصر العربية. وفي العام نفسه، تأسست علاقات بين الصين وجامعة الدول العربية، وبحلول عام 1990، أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع اثنتين وعشرين دولة عربية. وفي عام 1993، انشأت الجامعة العربية  مكتب التمثيل في بكين، وفي عام 1999، تم توقيع “مذكرة التفاهم بين وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية  بشأن إنشاء آلية للتشاور السياسي”. وفي عام2005، عينت الصين سفيرها لدى جمهورية مصر العربية ممثلا في جامعة الدول العربية.

وفي عام 2004، تأسس منتدى التعاون الصيني العربي الذي صار إطارا للتعاون الجماعي، ويشمل مجالات عديدة وتنبثق عنه أكثر من 10 آليات. كما لعب منتدى التعاون الصيني العربي دورًا متزايد الأهمية في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية في القرن الحادي والعشرين. وفي حزيران/ يونيو عام 2014 ، القى الرئيس الصيني شي جينبينغ خطابًا هامًا خلال حفل افتتاح المؤتمر الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني  العربي (بكين)، وطرح التشارك الصيني العربي في بناء”الحزام والطريق”، وإنشاء نمط جديد للتعاون الصيني العربي، واستجابت الدول العربية بشكل إيجابي، ودخل التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية حقبة جديدة  نحو التطور الشامل. وتتواصل التبادلات المتكررة رفيعة المستوى بين الجانبين على نحو متزايد، وتزداد الثقة الاستراتيجية المتبادلة، ولا سيما في كانون الثاني/ يناير عام2016، حيث زار الرئيس الصيني شي جينبينغ المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وألقى خطابًا في مقر جامعة الدول العربية شرح من خلاله “خطة الصين” و”الحكمة الصينية” لحوكمة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المفهوم الجديد والاستراتيجية الجديدة للتعاون الصيني العربي في الحقبة الجديدة، وحث قادة الدول العربية أيضاً على الزيارات المتواصلة للصين، والتخطيط سويا للتعاون الاستراتيجي في المستقبل.

ومنذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، ولاسيما منذ أن اطلقت الصين مبادرة “الحزام والطريق” في عام 2013، حقق التعاون الصيني العربي تقدما كبيرا وإنجازات هامة في مختلف المجالات، وشكلت مبادرة “الحزام والطريق” منصة جديدة للتعاون الصيني العربي، وأضافت له زخمًا جديدًا، ودفعت تسريع التقارب الاستراتيجي بين الصين والدول العربية، ومواصلة تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية، ومواصلة تعميق التعاون في مجال السلام والأمن، وتعزيز التبادل الإنساني والثقافي الثري والمتنوع، والتواصل بين الشعوب، وتطوير جميع الأنشطة المؤسسية على نحو منتظم وفي إطار منتدى التعاون الصيني العربي، وتشكيل وضع من التفاعل الحميد والطبيعي، وأيضا تحسين المنتدى بشكل مستمر.

ومنذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، يتقدم التعاون بين الصين والدول العربية بشكل مستمر، ويحقق نتائج مثمرة. ونظراً لضيق المساحة، لا يمكن لهذه الدراسة تغطية جميع الجوانب، ولكنها تشمل بشكل موجز جميع الإنجازات التي حققها التعاون الجماعي الصيني العربي خلال السنوات العشر الماضية. وتعرض الدراسة  جزءاً من العديد من انجازات التعاون بين الجانبين. ومع ذلك، هذا الموجزلا يوضح الإنجازات الرائعة التي حققها التعاون الصيني العربي منذ إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي فحسب، بل أيضا اتجاه عجلة تاريخ التعاون الصيني العربي سريعا نحو مسيرة جديدة.

حظي مضمون هذه الدراسة بتأييد قوي وتوجيهات شاملة من إدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية والأمانة الصينية لمكتب منتدى التعاون الصيني العربي. ولهذا ، نود أن نعرب عن خالص امتناننا.

 

 

أولاً:رحلة جديدة للتعاون الصيني العربي بقيادة دبلوماسية القمة

منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي في كانون الثاني/ يناير عام 2004، تكثفت التبادلات رفيعة المستوى بين الصين والدول العربية على نحو متزايد، ولا سيما منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، وارتفعت وتيرة تبادلات دبلوماسية القمة بين الجانبين بشكل مطرد، وتعمقت الثقة الاستراتيجية المتبادلة، ولعب التعاون الصيني العربي المشترك دورًا قياديًا واستراتيجيًا بارزًا في خلق مستقبل أفضل للعلاقات الصينية العربية. وفي يكانون الثاني/ يناير عام 2016، خلال زيارة الرئيس الصينيشي جينبينغ للمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، تبادل مع رؤساء الدولتين وجهات النظر العميقة والمتنوعة حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتوصل إلى التوافق الواسع والهام، ووقع الرئيس الصيني شي جينبينغ مع نظيره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “البرنامج التنفيذي لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية الشاملة  بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية في السنوات الخمس القادمة”. بينما تم التوافق بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة. وألقى الرئيس شي جينبينغ في مقر جامعة الدول العربية خطاباً هاماً بعنوان “التشارك في خلق مستقبل أفضل للعلاقات الصينية العربية”، وشرح المفهوم الجديد والاستراتيجية الجديدة للتعاون الصيني العربي في الحقبة الجديدة، وطرح سلسلة من المبادرات الرئيسية لدفع التعاون العملي بين الصين والدول العربية، والتي أرست توجهًا تاريخيًا جديدًا لتطوير العلاقات التعاونية الاستراتيجية بين الجانبين، وفتح حقبة جديدة للتعاون الصيني العربي. ومن منظور الحوكمة العالمية، شرح الرئيس شي جينبينغ “خطة الصين” و”الحكمة الصينية” لدفع الحوكمة في الشرق الأوسط، مؤكداً على رغبة الصين في التعاون مع الدول العربية لحل قضايا التنمية في منطقة الشرق الأوسط، والمشاركة في بناء عملية السلام في المنطقة، ودفع عملية التنمية، ودعم عملية التصنيع، ودعم استقرارها، والشريك المتعاون في تعزيز الثقة بين شعوبها.

ومنذ عام 2014، تصاعدت وتيرة زيارات القادة العرب إلى الصين، والتخطيط المشترك مع الجانب الصيني بشأن التعاون الاستراتيجي المستقبلي. وفي حزيران/ يونيو عام 2014، زار رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح الصين، والتقى بالرئيس شي جينبينغ؛ وفي تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2014، زار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الصين، وأعلن رئيسا الدولتين بشكل مشترك عن إقامة شراكة استراتيجية بين الصين وقطر؛ وفي كانون الأول/ ديسمبر عام 2014، زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الصين، وعقبها زيارتين على التوالي في أيلول/ سبتمبر عام 2016 ووأيلول/ سبتمبرعام 2017، بناء على دعوة من الصين لحضور قمة مجموعة العشرين في هانغتشو، وجلسة حوار الأسواق الناشئة والدول النامية؛ وفي كانون الأول/ ديسمبرعام 2015، التقى ولي عهد أبو ظبي لدولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على هامش زيارته للصين، مع الرئيس الصيني شي جينبينغ؛ وفي أيار/ مايو عام 2016، زار الملك المغربي محمد السادس الصين، وأجرى مباحثات مع الرئيس شي جينبينغ؛ وفي آذار/ مارس عام 2017، استقبلت الصين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، واتفق الرئيسان على دفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين لتحقيق نتائج جديدة؛ وفي تموز/ يوليو عام 2017، استقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الفلسطيني محمود عباس، وقدم الرئيس شي جينبينغ اقتراحاً من أربع نقاط لدفع وتسوية القضية الفلسطينية. وفي تشرين الثاني/ نوفمبرعام2017، زار رئيس جمهورية جيبوتي اسماعيل عمرجيله الصين، وأجرى مباحثات مع  الرئيسشي جينبينغ.

وفي الحقبة الجديدة، قادت التبادلات الدبلوماسية بين رؤساء الدول إلى مرحلة جديدة  للتعاون الصيني العربي. ويجري الأن تنفيذ نتائج زيارة الرئيس شي جينبينغ إلى منطقة الشرق الأوسط وجميع المبادرات التي طرحها خلال خطابه في مقر جامعة الدول العربية، على سبيل المثال:

·        إطلاق”مشروع اعداد المترجمين من وإلى اللغة الصينية للمواطنين العرب”، في أيلول/ سبتمبر عام 2016، بدأت أول دورة تدريبية للمشروع بمدينة شانغهاي. وتم تأسيس المشروع من قبل وزارة الخارجية الصينية ووزارة التربية والتعليم الصينية وأمانة جامعة الدول العربية، وتتولى مسؤولية المشروع جامعة شانغهاي للدراسات الدولية. وتم تنفيذ دورتين بنجاح، الدورة الأولى شارك فيها ثلاثة عشر طالبًا وافدا من سبع دول عربية؛ وبدأت الدورة الثانية في أيلول/ سبتمبر عام 2017، بمشاركة تسعة طلاب وافدين من تسع دول عربية، وانطلقت الدورة الثالثة لقبول الطلاب في آذار/ مارس عام 2018.

·        تأسيس “مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية”، في نيسان/ أبريل عام 2017 بمدينة شانغهاي، تحت رعاية وزارة الخارجية الصينية، ووزارة التربية والتعليم الصينية، وحكومة مدينة شانغهاي. وتتولى جامعة شانغهاي للدراسات الدولية مسؤولية المركز. ويهدف إلى تنفيذ نتائج زيارة الرئيس شي جينبينغ لجامعة الدول العربية، وتعزيز تبادل الخبرات بين الصين والدول العربية في مجالات إدارة الحكم والتنمية الاقتصادية. وعقد المركز أربع دورات على التوالي، في نيسان/ أبريل عام 2017، وتشرين الثاني/ نوفمبر عام 2017، ونيسان/ أبريل عام 2018، وأيار/ مايو عام 2018، وحقق نتائج جيدة. وفي نيسان/ أبريل عام 2018، استضافت وزارة الخارجية الصينية ومركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية “المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية” بمدينة بكين، بحضور أكثر من خمسين ممثلاً للجانبين من مسؤولين رسميين وخبراء وباحثين: نائب وزيرالخارجية الصيني الأسبق يانغ فوتشانغ، ورئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف ورئيس المجلس الوطني السوداني السابق الفاتح عز الدين المنصور أحمد، وترأس مراسم الافتتاح مدير عام إدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، والرئيس الفخري لمركز الدراسات الصينية العربية للإصلاح والتنمية دنغ لي، وحضر مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شياو دونغ، وألقى خطابا مؤكداً أن الصين والدول العربية شريكان طبيعيان في المسيرة الجديدة للإصلاح والتنمية، ويمكنهما تحقيق التقدم المشترك في تبادل الخبرات، وتسريع تطوير المزايا التكميلية.

·        عقد “منتدى التعاون الصيني العربي لنظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية”، في أيار/ مايو 2017 بمدينة شانغهاي، تحت رعاية الأمانة العامة للجانب الصيني لمنتدى التعاون الصيني العربي، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومكتب إدارة نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية في الصين، والمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد وقع الجانبان على “بيان الدورة الأولى لمنتدى التعاون العربي الصيني لنظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية”، واتفق الجانبان على تعزيز تنفيذ المشروعات الكبرى على أساس التعاون القائم وبما يتفق مع المجالات ذات الأولوية واحتياجات التنمية العربية، ومواصلة ترقية مستوى تطوير مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية.

·        عقد “ندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية واجتماع المائدة المستديرة لمواجهة التطرف“، في آب/ أغسطس 2017 بمدينة تشنغدو بالصين، وتحت رعاية وزارة الخارجية الصينية وأمانة جامعة الدول العربية. حضر الندوة أكثر من 70 مسؤولًا وخبيرًا وشخصيات دينية من الصين و16 دولة عربية وجامعة الدول العربية. وتعد “ندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية واجتماع المائدة المستديرة لمواجهة التطرف” نشاطاً مؤسسياً هاماً في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، وأعتبر مدير عام إدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية دنغ لي في خطابه الرسمي، بأن الغرض من هذه المائدة المستديرة هو تعزيز التوافق والتعاون بين الصين والدول العربية لمواجهة التطرف في آليات حوار الحضارات، وتنفيذ نتائج زيارة الرئيس شي جينبينغ لجامعة الدول العربية.

·        عقد “ندوة للشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية المحبة للسلام”، في كانون الأول/ ديسمبر عام 2017 بكين، التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي بممثلي الطرفين. وتوصل الجانب الفلسطيني والإسرائيلي إلى وثيقة التوافق المشتركة “دفع تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين”، وأعربت الصين عن ترحيبها وتأييدها لهذه الوثيقة. فالصين تدعم دائما “حل الدولتين”، على أساس حدود عام 1967، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات السيادة الكاملة والقدس الشرقية عاصمتها.

إن العديد من الإجماع الاستراتيجي الذي توصلت إليه دبلوماسية القمة بين الجانبين، يقود إلى مسيرة جديدة للتعاون الصيني العربي في الحقبة الجديدة. ويجري تنفيذ الإنجازات المتعلقة بزيارة الرئيس شي جينبينغ لمنطقة الشرق الأوسط والعديد من الاقتراحات التي طرحها في خطابه بمقر جامعة الدول العربية، وكل هذا يشير إلى دخول التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية حقبة جديدة نحو التطوير الشامل.

 

 

ثانياً: مواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة

منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، تصاعدت التبادلات الرفيعة المستوى بين الصين والدول العربية بشكل متزايد، مما ساهم في مواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وزيادة التعاون العملي بشكل واقعي. وفي عام 2010، أقامت الصين والدول العربية علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة، وفي الوقت الحاضر، أسست الصين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة أوعلاقات الشراكة الاستراتيجية أو علاقات التعاون الاستراتيجي مع 10 دول عربية. وفي عام 1956، أقامت الصين علاقات مع جامعة الدول العربية. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2005، عينت الصين سفيرها لدى مصرممثلا في جامعة الدول العربية، وفي حزيران/ يونيو 2015، أنشأت وزارة الخارجية الصينية وأمانة جامعة الدول العربية آليات للحوار السياسي الاستراتيجي رفيع المستوى. وفي عام 2016، أصدرت الحكومة الصينية “وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية”، والتي وضعت الخطة الاستراتيجية الشاملة والتصميم رفيع المستوى للتنمية المستقبلية للعلاقات الصينية العربية في الحقبة الجديدة.

وتعمل آليات الحوار السياسي المختلفة في إطار منتدى التعاون الصيني  العربي بشكل منظم، وحتى الآن، عقدت سبع دورات للاجتماع الوزاري وأربعة عشر اجتماعا لكبارالمسؤولين، ثلاث جلسات للحوار السياسي الاستراتيجي رفيع المستوى بنجاح، وعزز الجانبان بشكل فعال التطور السريع للثقة السياسية المتبادلة والتعاون العملي بين الصين والدول العربية. كما أكد المؤتمر الوزاري السابع الذي عقد في الدوحة عام 2016، على الرغبة المشتركة لكلا الطرفين لتوطيد الصداقة التقليدية بين الصين والدول العربية، وصاغ المؤتمر العمل المشترك لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، والمنفعة الاقتصادية المتبادلة والتفاهم الثقافي المشترك، وأعرب الجميع عن التوقعات المشتركة لتعميق التعاون الاستراتيجي، ووقعوا على الوثيقتين المهمتين “إعلان الدوحة” و”البرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2016 و2018″. ولخص الاجتماع الرابع عشر لكبار المسؤولين الذي عقد في بكين في عام 2017، التقدم المحرز في الكثير من المشاريع منذ انعقاد الاجتماع الوزاري السابع للمنتدى، وتم تقييم الأوضاع التنفيذية لـ “الخطة التنفيذية لعمل المنتدى بين عامي 2016 و2018″، وتبادل وجهات النظر حول الأعمال التحضيرية للاجتماع الوزاري الثامن، والنظر في اعتماد الوثيقة الختامية للاجتماع.

ينتمي كل من الصين والدول العربية إلى العالم النامي، ويمثلان سُدس مساحة اليابسة وما يقرب من رُبع سكان العالم وثُمن حجم الاقتصاد العالمي، ويعزز الجانبان التآزر في التبادلات الدولية، والدعم المتبادل، والالتزام بالحفاظ  على أهداف “ميثاق الأمم المتحدة”، والمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، والتنفيذ الفعال لـ “إعلان منتدى التعاون الصيني العربي” و”البرنامج التنفيذي  لمنتدى التعاون الصيني العربي”، وبذل الجهود لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية يقوم على التعاون والكسب المشترك، والحفاظ على حقوق الدول النامية من خلال منظمة الأمم المتحدة، ومجموعة العشرين والساحة الدولية المتعددة الأطراف، ولذلك يعد التعاون الصيني العربي نموذجا للتعاون الدولي المعاصر.

إن الاحترام المتبادل والدعم الثابت للمصالح الجوهرية لكلا الجانبين هو حجر الأساس للتعاون السياسي بين الصين والدول العربية. ويدعم الجانبان الاستكشاف الذاتي لمسارات ونماذج التنمية الخاصة، والتي تتوافق مع الظروف الوطنية الخاصة، ودعم القضايا العادلة للشعوب العربية. كما منحت الدول العربية دعماً قيماً للصين بشأن القضايا المتعلقة بمصالح الصين الجوهرية والشواغل الرئيسية.

·        تدعم الصين بقوة الدول العربية في تعزيز وحدتها، وحماية سيادتها ووحدة أراضيها، وتدعو إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط على أساس “مبادرة السلام العربية”؛ وتدعم الصين بقوة عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، والقضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود 1967. وفي عام 2016، أعلنت الصين عن تقديم مساعدات نزيهة  قيمتها 50 مليون يوان إلى الجانب الفلسطيني.  وتلعب الصين دور الوسيط المحايد من خلال مبعوثها الخاص لقضايا الشرق الأوسط. وفي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة  مؤتمراً للاحتفال بـ “اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، وأرسل الرئيس شي جينبينغ برقية تهنئة إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤكدًا فيها على أن القضية الفلسطينية هي المشكلة الجذرية لقضايا الشرق الأوسط،  ولها أهمية حيوية في استقرار ورخاء منطقة الشرق الأوسط على المدى الطويل، وباعتبار الصين، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبلداً كبيراً مسؤولاً، فهي على استعداد لمواصلة  بذل الجهود الحثيثة للعمل سوياً مع المجتمع الدولي، لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط في الوقت المبكر. وتعتقد الصين أنه في التعامل مع وضع القدس، يجب أن نحترم التاريخ المتنوع، ونحافظ على العدل والإنصاف، وتطبيق الإجماع الدولي، وتحقيق التعايش السلمي.

·        تدعو الصين إلى دفع الحل السياسي للقضية السورية، وتشارك بإيجابية في محادثات جنيف بشأن القضية السورية، وتولي اهتماما للكارثة الإنسانية وإغاثة اللاجئين في سوريا،  واقترحت ثلاث نقاط رئيسية لتسوية الأزمة السورية؛ مكافحة الإرهاب والحوار وإعادة الإعمار.  كما عينت مبعوثا خاصا للقضية السورية لدفع محادثات السلام. وفي السنوات الأخيرة، قدمت الصين مساعدات طارئة للاجئين السوريين من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الأطفال. وحتى عام 2016، قدمت الصين مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 685 مليون يوان على تسع دفعات، إلى سوريا وبلدان أخرى في المنطقة.

·        تدافع الدول العربية أيضا عن مصالح الصين الجوهرية، وتدعم السيادة والسلامة الإقليمية للصين، وتشارك بإيجابية في  تخفيف الأزمات الإنسانية في الصين، وتعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ويلتزم الجانب العربي بمبدأ الصين الواحدة، ويعارض جميع أشكال “استقلال تايوان”، ولا يقيم أي علاقات رسمية أو ينخرط في أي تبادلات رسمية مع تايوان، ويدعم التنمية السلمية  للعلاقات بين الجانبين عبر مضيق تايوان والقضية الكبرى للتوحيد السلمي للصين، ويعارض القوى الدينية المتطرفة، والقوى الانفصالية الوطنية، والأنشطة التي تقوم بها القوى الإرهابية المتطرفة ضد الصين. وحول قضية بحر الصين الجنوبي، وفي أيار/ مايو 2016، وقع البيان الجماعي لـ “إعلان الدوحة” خلال الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي، وأعربت الدول العربية بالإجماع عن دعمها لموقف الصين المبدئي، وأكدت على ضرورة احترام سيادة الدول، وحق الدول المعنية في اختيار الطرق الخاصة بها لتسوية النزاع في إطار “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”، فهذه الطريقة ستساهم في إخفاق محاولات بعض البلدان في تدويل قضية بحر الصين الجنوبي. المؤازرة عند الشدائد؛ في أيار/ مايو 2008، تعرضت محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان الصينية لزلزال مدمر، وجاءت أكبر دفعة من المساعدات الخارجية التي تلقتها الحكومة الصينية من المملكة العربية السعودية، وتمثلت في مساعدات نقدية ومادية بقيمة تفوق 60 مليون دولار، وبعد ذلك، تبرعت المملكة العربية السعودية بـ 1460 مجموعة من المنازل المنقولة، وتبرعت بمبلغ 1.5 مليون دولار للمنطقة المنكوبة؛ وقدمت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة 50 مليون دولارللمنطقة المنكوبة في سيتشوان؛ كما قدمت الحكومة العمانية عددًا كبيرًا من المساعدات المادية للمنطقة المنكوبة بمقاطعة سيتشوان، وأنشات “قرية المساعدات العمانية” في مدينة قوانغيوان بمقاطعة سيتشوان، كما تبرعت الدول العربية الأخرى بالمال والمواد.

 

 

ثالثاً: مبادرة “الحزام والطريق” تُشكل منصة جديدة للتعاون الصيني العربي

في أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر عام 2013، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري في القرن الـ21″ مع الدول الواقعة على طول مبادرة “الحزام والطريق”. والهدف من مبادرة “الحزام والطريق” هو دعم مبادئ التشاور والتشارك والتقاسم، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي والإنساني، لتحقيق التواصل السياسي، وترابط الطرق، وتدفق الأعمال التجارية، وتداول العملات، والتفاهم بين الشعوب، ودفع التنمية المشتركة على طول الدول الواقعة على المبادرة.

تعتبر الدول العربية شريكًا هامًا في بناء مبادرة “الحزام والطريق” مع الصين. وفي حزيران/ يونيو 2014، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة من الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي ببكين، ألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ خطابًا بعنوان ” تجسيد روح طريق الحرير لتعميق التعاون الصيني العربي”، وشرح بعمق مفهوم تجسيد روح طريق الحرير المتمثل في “السلام والتعاون والانفتاح والشمول والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك”، وطرح بوضوح  التشارك الصيني العربي لبناء  “الحزام والطريق”. وشدد الرئيس شي جينبينغ: “أن طريق الحرير القديم كان فاتحة التبادل والتواصل بين الصين والعالم العربي، ومبادرة الحزام والطريق تتطلب منا البناء المشترك كشركاء طبيعيين”. وفي كانون الثاني/ يناير 2016، أكد الرئيس شي جينبينغ مرة أخرى في مقر جامعة الدول العربية، بأن الصين ترغب في بدء تنفيذ التشارك في بناء “الحزام والطريق”، ملتزمةً بمفهوم عملية السلام، والابتكار، والريادة، والحوكمة والتكامل، وتعزيز الاستقرار، والتعاون المبتكر، والمواءمة في مجال الطاقة الإنتاجية، وتعزيز الصداقة، والدفع المشترك من الجانبين لتجديد روح شباب الأمتين الصينية والعربية وتشكيل المزيد من التبادلات. وقد أشار خطابا الرئيس شي جينبينغ الهامان والموجهان إلى العالم العربي إلى مسار تنمية العلاقات الصينية العربية.

تلقت مبادرة التشارك الصيني العربي في بناء “الحزام والطريق” استجابات كبيرة من العديد من الدول العربية، وبدأت العديد من البلدان التخطيط بشكل ايجابي لمواءمة استراتيجياتها التنموية توافقًا مع مبادرة “الحزام والطريق”، مثلا: “خطة انتعاش الاقتصاد المصري” التي أعدتها مصر، و”رؤية السعودية 2030″، وإنشاء “مدينة الحرير” بالكويت، و”مدينة الملك محمد السادس للعلوم والتكنولوجيا” بطنجة المغرب، و”رؤية الأردن 2025″ وغيرها. ولقد خلقت مبادرة “الحزام والطريق” منصة وزخماً وفرصاً جديدة لتطوير التعاون العملي بين الصين والدول العربية في الحقبة الجديدة. ووقعت الصين اتفاقية “الحزام والطريق” مع تسع دول عربية، وأصبحت مبادرة التشارك في بناء “الحزام والطريق” سمةً تميز التعاون الجماعي الصيني العربي، والتي تنعكس على جميع جوانب التعاون الصيني العربي.

·        تشكيل المرحلة الأولى من معادلة التعاون الصيني العربي”1+2+3″.في حزيران/ يونيو 2014، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، التشارك الصيني العربي في بناء “الحزام والطريق”، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة كركيزة للمرحلة الأولى، ومجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار كجناحين، و3 مجالات ذات تقنية متقدمة وحديثة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقات الجديدة كنقاط اختراق لنمط معادلة التعاون الصيني العربي”1+2+3”. ولقد حقق بناء هذا النمط الجديد نتائج أولية. وفي عام 2016، استوردت الصين 5 ملايين و 98 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال من الدول العربية، وهو ما يمثل 19.9٪ من إجمالي الواردات؛ وفي عام 2017، استوردت الصين 1.57 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، وهو ما يمثل 37.03٪ من إجمالي الواردات؛ وبحلول عام 2017، بلغ عدد العقود الهندسية المبرمة حديثا مع الدول العربية 32 مليار و805 مليون دولار أمريكي؛ وشرع الجانبان في المشاريع الكبرى، مثل المواءمة في مجال الطاقة الإنتاجية، وتكرير النفط، وإنشاء الموانئ وغيرها من المجالات الأخرى؛ وتعتبر الصين ثانى أكبر شريك تجاري للدول العربية، وأيضا أكبر شريك تجارى لعشر دول عربية؛ وأقامت الصين مركزا لنقل التكنولوجيا في إطار المنتدى الصيني العربي، ووقعت اتفاقية نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية، ووصل الطرفان إلى اتفاق تعاوني بشأن إنشاء مركز التدريب النووي للاستخدام السلمي للطاقة النووية، ومركز الطاقة النظيفة؛ كما أطلقت الصين والدول العربية برنامج الشراكة في مجال العلوم والتكنولوجيا، وسوف يتم إنشاء عشرة مختبرات وطنية مشتركة في مجالات الطاقة، والصحة، والزراعة الحديثة والاتصالات والمجالات الأخرى؛ كما أطلقت الصين تعاونًا ثنائيًا في مجال الفضاء مع مصر والجزائر والإمارات والسعودية والسودان، ونجحت الصين في إطلاق القمر الصناعي للاتصالات الجزائري(1) في عام 2017، وتم تأسيس مركز بيدو الصيني العربي بتونس في عام 2018؛ حددت الصين والسعودية الدفعة الأولى من ثلاثين مشروعًا في مجال الاستثمار والطاقة الإنتاجية في عام 2017، وشرع  تنفيذ ثمانية مشاريع.

·        العمل باطراد على تطوير التعاون المالي. تشارك الدول العربية بإيجابية في بناء وتشغيل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، حيث أصبحت مصروالكويت وقطر وعمان والسعودية والإمارات والأردن أعضاء مؤسسين في بنك الاستثمار الآسيوي. كما تولى ممثلو المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية على التوالي كمدراء لاختيار دول من الشرق الأوسط والدوائر الانتخابية الأفريقية للاستثمار في البنك الأسيوي. وفي الوقت الحالي، وافق بنك الاستثمار الآسيوي على أربعة مشاريع شملت الدول العربية، وهي الرصيف التجاري في مدينة الدقم بسلطنة عمان، ومشروع إعداد نظام السكك الحديدية العماني، ومشروع البنية التحتية العرضية العماني، ومشروع الطاقة الكهروضوئية الشمسية المصري، وبلغ حجم القروض التي قدمها البنك 265 مليون دولار، وهو ما يمثل 15.67%. وفي كانون الثاني/ يناير 2017، قدم بنك الاستثمار الأسيوي قرضا بلغ قيمته 265 مليون دولار إلى سلطنة عمان، ويعتبر أول قرض مقدم للدول العربية. كما أنشأت الصين صندوق استثمار مشترك بقيمة 20 مليار دولار مع دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر.  كما تم إنشاء فرع للبنك الصناعي والتجاري الصيني في قطر، والبنك الزراعي الصيني في الإمارات ومصر لتسوية معاملات اليوان.

·        التبادل الإنساني والثقافي الثري والمتنوع. يعد التبادل الانساني الثقافي ركيزة هامة للتعاون الصيني العربي للتشارك في بناء “الحزام والطريق”، ويعتمد الجانبان على منتدى التعاون الصيني العربي لتعزيز التبادلات الثقافية والإنسانية بشكل إيجابي، وتطوير التعليم المشترك بين الحضارات، ومساعدة الشعوب على مواصلة تطوير وإثراء التواصل في مجال الثقافة والفن والتعليم والصحة ووسائل الإعلام والسياحة وغيرها من مجالات التبادل والتعاون الأخرى. وقد أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ في خطابه بجامعة الدول العربية إلى “أن مبادرة الحزام والطريق هي ملتقى تجمع وازدهار التبادلات الثقافية والإنسانية، وتتطلب الكفاح الدؤوب والطويل”. وبحلول نهاية عام 2017، وقعت الصين وإحدى عشرة دولة عربية على البرنامج التنفيذي السنوي الجديد لاتفاقيات التعاون الثقافي الثنائية، وتشجيع الزيارات المتبادلة لـ 53 وفداً ثقافياً على المستوى الوزاري للحكومات الصينية والعربية، وتنظيم 4604 زيارة لـ 196 فرقة مسرحية، وتعزيز التعاون بين 105 مؤسسات ثقافية عربية ونظرائهم الصينيين ودعوة 258 من المواهب الثقافية والفنية العربية للدراسة في الصين، وتعزيز مشاركة سبعة مسارح عربية في “اتحاد مهرجان طريق الحرير الدولي للفنون”، وانضمام خمس من اللجان المنظمة للمهرجان الدولي للفنون العربية  لـ “اتحاد مهرجان طريق الحرير الدولي للفنون”. وفي عام 2015، عقد “منتدى التعاون الصيني العربي للصحة” في ينتشوان، بمقاطعة نينغشيا؛ وفي نيسان/ أبريل 2016، عقد”جلسات الحوار بين الأحزاب السياسية الصينية العربية” في مدينة ينتشوان، والتي تستضيفها دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، تحت شعار “التشارك الصيني العربي في بناء مجتمع المصير المشترك – مهمة الأحزاب السياسية”؛ منذ عام 2016، وقعت الصين مذكرات تفاهم مع مصر والإمارات والسعودية واليمن وفلسطين لتعزيز التعاون الإعلامي؛ وخلال موسمي الشتاء والربيع لعامي 2017 و2018، وصلت عدد رحلات الطيران بين الصين والدول العربية ذهابًا وإيابًا إلى 150 رحلة أسبوعيًا.

 

رابعاً: العمل باطراد على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري

وقعت الصين اتفاقيات التعاون الثنائية بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري والفني مع 22 دولة عربية ودول مجلس التعاون الخليجي. ومنذ تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني، حققت الصين والدول العربية نموًا ملحوظًا في حجم التجارة المباشرة إلى الدول العربية، وحجم العقود المبرمة حديثًا مع الدول العربية (انظر الجدول أدناه).

أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية. وفي عام 2004، بلغ حجم التجارة بين الصين والدول العربية 36.7 مليار دولار، وفي عام 2008، تجاوز 100 مليار دولار، وفي عام 2012، تجاوز 200 مليار دولار، وفي عام 2014 وصل إلى 251.2 مليار دولار، بزيادة 5.2 % عن العام الماضي، وبلغ حجم التجارة بين الصين والدول العربية 191.352 مليار دولار في عام 2017، بزيادة 11.9% عن العام الماضي.

·        في عام 2004، بلغ تدفق الاستثمارات المباشرة للصين إلى الدول العربية 180 مليون دولار، وبلغ المخزون في نهاية هذا العام 760 مليون دولار؛ وفي عام 2012، بلغ حجم الاستثمار الصيني إلى الدول العربية 890 مليون دولار أمريكي، وبلغ المخزون في نهاية هذا العام 7 مليارات و200 مليون دولار أمريكي؛ وفي نهاية عام 2016، وصل تدفق الاستثمارات الصينية المباشرة للدول العربية 15 مليار و100 مليون دولار؛ وفي عام 2017، بلغت مليار دولار 260 مليون دولار، بزيادة قدرها 9.3 ٪مقارنة بالعام الماضي.وفي عام 2004، وقعت الشركات الصينية عقودا جديدة مع دول عربية بقيمة 4.1 مليار دولار، وفي عام 2012، وصلت إلى 19.9 مليار دولار، و35.9 مليار دولار في عام 2014، بزيادة قدرها 23.3٪ عن العام الماضي، وتمثل 5/1 من العقود الهندسية العالمية الجديدة للصين، وفي عام 2017، بلغت قيمة المشروعات الهندسية الصينية المتعاقد عليها حديثا مع الدول العربية 32.805 مليار دولار.

·        يعلق الجانبان أهمية على التعاون في بناء مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري في الدول العربية، ودفع بشكل إيجابي بناء المجمع الصناعي الصيني في مدينة جازان الاقتصادية بالسعودية، والمجمع الصناعي الصيني بالدقم بعمان، والحديقة النموذجية للتعاون في الطاقة الانتاجية بالامارات، ومنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية، ومنطقة تنمية التعاون الزراعي بين الصين والسودان وغيرها. وفيما يتعلق بالمرافق، تشارك الشركات الصينية على نطاق واسع في السعودية والإمارات ومصر والجزائر وجيبوتي وبلدان أخرى، في تشييد الموانئ والاستثمار، وتنفيذ الطرق، وخطوط السكك الحديدية، وخطوط أنابيب النفط، وشبكات إمدادات المياه وغيرها من المشاريع؛ وتتعاون شركات الاتصالات الصينية مع الإمارات والسعودية ومصروقطر ودول أخرى في خدمات التجوال الدولي، والخدمات الدولية بعيدة المدى، وخدمات البيانات الدولية وغيرها، وتعمل شركات هواوي و ZTE، مع شركات الاتصالات في ما يقرب من عشرين دولة عربية، لتطوير الشبكات الثابتة، والشبكات اللاسلكية، والمحطات الذكية وغيرها من التعاون الميداني؛ وأطلقت الصين رحلات جوية مباشرة مع سبع دول مثل الإمارات والجزائر والسعودية والعراق وعمان ومصر وقطر.

·        وفي إطار عملية التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربي، يولي الجانبان أهمية كبيرة لبناء آليات التعاون الثنائية المتعددة الأطراف، والتي لم تساهم في تحسين كفاءة التعاون العملي فحسب، بل أيضا تعزيز مواصلة التبادلات الثنائية بين الجانبين. كما تم تأسيس آلية للزيارات المتبادلة لرجال الأعمال بين الصين والسعودية والإمارات والجزائر، كما أقامت مجالس الأعمال الثنائية مع مصروالمغرب وتونس والإمارات.  ومنذ عام 2005، عقدت سبع دورات لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب؛ وتم إنشاء آليات التعاون الصناعي والتجاري المتعددة الأطراف بين المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، والاتحاد العام للغرف العربية للزراعة والصناعة والتجارة، والاتحاد الأفريقي لغرف الصناعة والتجارة، والاتحاد المصرفي العربي وغيرها، وتم توقيع 28 اتفاقية تعاون مع نظيرها من المؤسسات العربية لرجال الأعمال، ووكالات تعزيز التجارة والاستثماروتطويرالمؤسسات الكبيرة. ومنذ عام 2010، عقدت وزارة التجارة والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، بالتعاون مع الحكومة الشعبية لمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي، ثلاث دورات للمنتدى الاقتصادي والتجاري الصيني العربي، وثلاث دورات للمعرض الصيني العربي.

 

 

خامساً:توسيع التعاون في مجال التنمية الاجتماعية

منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، ركزت الصين والدول العربية على توسيع تطوير التعاون في مجالات الصحة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والغابات وحماية البيئة وغيرها من مجالات التنمية الاجتماعية، والتطور السريع والإنجازات البارزة في مختلف المجالات.

·        الإنجازات التعاونية في مجال الرعاية الطبية والصحية: أرسلت الصين بعثات المساعدات الطبية  إلى تسع دول أعضاء في جامعة الدول العربية، الجزائر وجيبوتي والكويت وموريتانيا والمغرب وتونس والسودان واليمن وجزر القمر، ومنذ عام 2004، تم إرسال 313 بعثة، تضمنت كل بعثة2301 طبيب، وفي الوقت الحاضر، بالإضافة إلى اليمن، هناك 307 بعثات طبية تعمل في الدول العربية الأخرى؛ ومنذ عام 2006، نفذت الصين بالاشتراك مع جزر القمر مشروع استئصال الملاريا  عن طريق مادة الأرتيميسينين، مما أدى إلى خفض عدد الوفيات الناجمة عن الملاريا إلى صفر في غضون ثماني سنوات؛ وفي عام 2014، أطلقت الصين عملية تكثف عدسة العين لخمس دول على التوالي، جيبوتي وموريتانيا والسودان وجزر القمر والمغرب، وتم إعفاء 2486 حالة من نفقات العملية والمراجعة الطبية، وتم إنشاء مركز للعيون في موريتانيا؛ وفي عام 2015، عقد منتدى التعاون الصيني العربي للصحة في مدينة ينتشوان بمقاطعة نينغشيا، ووقع على البيان سبع مستشفيات عربية من الأمارات ومصر وغيرها من الدول العربية وإحدى عشر مستشفى صينية، تمهيدًا لتأسيس الاتحاد الصيني العربي لتنمية التعاون الطبي؛ وفي عام 2016، كلا الجانبين استضاف المعرض الصيني العربي،  وحوار”الخط  الأخضر للرعاية الطبية والصحية” بمصر، وعقد الاجتماع السنوي للاتحاد الصيني  العربي لتطوير التعاون في المجال الطبي والصحي في عام 2016، وستعقد الدورة الثانية لمؤتمر كبار المسؤولين والخبراء الصحيين في مقر جامعة الدول العربية؛ وفي عام 2017، وقعت الصين ثلاث اتفاقيات في إطار المشروعات التعاونية، “المختبر الصيني المصري الطبي التقليدي المشترك” ، و”المشروع الصيني المغربي الكونفو التعاوني الصحي للطب التقليدي”، “المختبر الصيني المصري المشترك للأدوية الصينية التقليدية”.

·        الإنجازات التعاونية في مجال التعليم، وتنمية الموارد البشرية: أنشأت الصين 12 من معاهد كونفوشيوس و4 من فصول دراسية كونفوشيوسية في تسع دول عربية، ومنذ عام 2004، بلغ المجموع الإجمالي لعدد الطلاب المشاركين في التدريب الأكاديمي70 ألف طالب، وتم تنظيم 4952 نشاطاً ثقافياً، شارك فيه ما يقرب من 680 ألف طالب، وشارك 13336 طالب في اختبار الكفاءة في اللغة الصينية، وارتفع عدد الطلاب العرب في الصين من 1130 في عام 2004 إلى 18050 في عام 2016 ، بمعدل نمو سنوي بلغ 26٪ ؛ وارتفع عدد الطلاب الصينين الدارسين في الدول العربية من 242 في عام 2004 إلى 2433 في عام 2016، بمعدل نمو سنوي قدره 21٪ ؛ وفي عام 2004، قدمت الصين تدريبات مهنية للمهنيين والمسؤولين في مختلف المجالات في البلدان العربية: 90 مسؤولا جمركيا من 18 دولة عربية، 862  من موظفي الإدارة الفنية والعلمية والتكنولوجية من الدول العربية، و26 موظفا من كبار مسؤولي البيئة من البيئات العربية والإقليمية، و248 من الموظفين والمهنيين المعنيين وغيرهم.

·        الانجازات التعاونية في مجال العلوم والتكنولوجيا: في عام 2013، منذ أن أطلقت وزارة العلوم والتكنولوجيا تنفيذ برنامج استضافة العلماء الشباب المتفوقين في الصين، أجرى 123 باحثًا من الدول العربية أبحاثاً عملية في فترة وجيزة بالصين؛ وفي كانون الأول/ ديسمبر عام 2014، شهد الرئيس الصينيشي جينبينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للصين، توقيع وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية ووزارة البحث العلمي المصرية “مذكرة التفاهم حول البناء المشترك للمختبر الصيني المصري للطاقة المتجددة”؛ وفي عام 2015، أعلن رسمياً عن تأسيس المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، وبين عامي2015 و2017، عقد مؤتمران للتعاون الصيني العربي حول نقل التكنولوجيا والابتكار؛ وفي عام 2016، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارته لمقر جامعة الدول العربية عن إطلاق “خطة الشراكة التكنولوجية بين الصين والدول العربية”، وفي آذار/ مارس 2016، تم افتتاح مختبر الطاقة المتجددة الذي أسسه كلّ من جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية، ويجري حاليا تطوير بناء المختبر بشكل مطرد، وتجري مفاوضات بين وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية بالتشاور مع المؤسسات العربية الرسمية للتكنولوجيا المعنية للتأسيس المشترك للمختبرات في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وحالياً، هناك سبع دول عربية مصروالمغرب والجزائر والسعودية والأردن وتونس وليبيا، لديها اتفاقات حكومية بشأن التعاون العلمي والتكنولوجي مع الصين، كما أنشأت مصروالمغرب والسعودية آليات للتعاون العلمي والتكنولوجي مع وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية.

·        الانجازات التعاونية في مجال الزراعة وحماية البيئة والغابات: في الوقت الحاضر، وقعت الصين مذكرة تفاهم أو أنشأت فريق العمل الزراعي مع كل من عمان وفلسطين وسوريا ومصر والجزائر والسودان وموريتانيا وبلدان أخرى، ووقعت وثيقة التعاون البيئي الثنائي مع المغرب ومصر والأردن؛ وفي عام 2006، عقد عدد من الأنشطة الهامة في مجال التعاون لحماية البيئة في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، وعقد أول “مؤتمر التعاون الصيني العربي للبيئة” بالإمارات في مارس، وفي حزيران/ يونيو وقعت الدورة الثانية للاجتماع الوزاري “البيان المشترك حول التعاون البيئي بين الصين وجامعة الدول العربية”، وفي تشرين الأول/ أكتوبر عقدت في بكين ندوة شراكة من أجل التعاون البيئي بين الصين والدول العربية والأفريقية؛ وفي عام 2008، خلال الدورة الثالثة للاجتماع الوزراي للمنتدى، وقع الجانبان رسميًا على “البرنامج التنفيذي للتعاون البيئي بين وزارة حماية البيئة الصينية وجامعة الدول العربية، وتم تنفيذ التعاون البيئي بين عامي (2008-2009)”، وفي عام 2012، عقد المنتدى الصيني العربي لمكافحة التصحر؛ وفي عام 2015، وقع منتدى التعاون الصيني العربي للبيئة مذكرة التفاهم بشأن التعاون لحماية البيئة؛ وفي عام 2016، عقدت ندوة مكافحة التصحر في السودان؛ ومن أجل تعزيز التعاون بشأن التبادلات المعنية ومعايير العمل، ونشرت الصين في عام 2016، دراسة بشأن “الدعم الأخضر” لبناء الحزام والطريق: بناء شراكة التنمية الخضراء  بين الصين والدول العربية”، وفي عام 2017، نشرت “الخطة التعاونية لحماية البيئة الأيكولوجية لمبادرة الحزام والطريق” .

 

 

سادساً: التبادل الإنساني والثقافي الثري والمتنوع

تتمتع الصين والدول العربية بتاريخ طويل وتراث عميق، وكلاهما قدما إسهامًا كبيرًا في تقدم الحضارة العالمية، واحتلت الأمتان مكانة هامة في نظام الحضارة الدولية المعاصرة. وفي كلمته أمام جامعة الدول العربية، أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أن: “لكل من الحضارة الصينية والحضارة العربية خصوصياتها ونظامها، غير أن الاثنتين كلتاهما تحتوي على مفاهيم ومساعٍ مشتركة جاءت متراكمة في مسيرة تقدم وتطور البشرية، وكلتاهما تؤمن بقيم الوسطية والوئام والسلام والوفاء والتسامح والإنضباط الذاتي. ويتعين علينا إجراء الحوار بين الحضارتين والحث على قبول الآخرين والاستفادة المتبادلة، والعمل سويا على إحياء مزيد من القيم الإيجابية الواردة في ثقافتنا وتقاليدنا القومية الأصيلة والتي تتماشى مع عصرنا اليوم”. ومنذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، استقبلت التبادلات الحضارية الصينية العربية فرصاً تاريخية جديدة، وتعمل آليات التبادل الإنساني في إطار المنتدى على نحو فعال، وجميع أنشطة التبادل متنوعة ومثمرة.

·        تنوع أشكال التعاون المتبادل في مجال الثقافة والفن، والمحتوى المثمر. منذ تأسيس المنتدى، عقدت سبع دورات لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين العربية والصينية، وثلاثة مهرجانات فنية عربية وثلاثة مهرجانات فنية صينية؛ أقامت الصين “مهرجان الربيع السعيد” و”أسبوع الثقافة الصينية” وغيرها من الأنشطة في الدول العربية، من أجل ترويج العلامة التجارية لـ “رحلة ثقافية إلى طريق الحرير الصيني العربي”؛ وفي عام 2009، استضافت الصين على مدى تسع سنوات متتالية، “أنشطة الفنون الشعبية الإبداعية لكبار الفنانين العرب”، وتم دعوة ما يقرب من 91 رساما و 44 نحاتا من 18 دولة عربية للحضور إلى الصين لتنفيذ 416 عملًا يعكس النمط الصيني؛ ومنذ عام 2012، أرسلت الصين 3958 مجموعة من 167 فرقة فنية إلى 16 دولة عربية لتنظيم العروض والمعارض والتراث الثقافي غير المادي والمحاضرات والأنشطة الأخرى؛ وتعاونت الوحدات المعنية في الصين والدول العربية في تنظيم عدد من الندوات التدريبية لمنتديات المدونات العربية وفناني اللغة العربية والمسارح، وبلغ مجموع المتدربين العرب في الصين 258 شخصا؛ ومنذ عام 2016، وفي إطار “الإحساس بروح الصين”، عقدت ورشة عمل للفنانين المشهورين ومسؤولي الفنون العربية والمسارح لزيارة الصين وغيرها من الأنشطة.

·        التطوير السريع للتعاون المتبادل في مجال الإذاعة والتلفزيون، والصحافة والنشر، والمراكز البحثية وغيرها من مجالات. منذ تأسيس المنتدى، عقدت 3 دورات لمنتدى التعاون الصيني العربي للاعلام، و3 دورات لمنتدى التعاون الصيني العربي للإذاعة والتلفزيون، ودورتان لمنتدى التعاون الصيني العربي للمراكز البحثية، ومنذ عام 2004، وقعت صحيفة الشعب الصينية اليومية، ووكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، والتلفزيون المركزي الصيني، ومكتب الصين للغات الأجنبية خمسين اتفاقية تعاون مع وسائل الإعلام الرئيسية في 21 دولة عربية؛ وعقدت 17 دورة تدريبية لإدارات الإذاعة والتلفزيون أو الموظفين التقنيين في البلدان العربية، وتم تدريب 240 شخصا في 22 دولة عربية؛ وتم عرض أكثر من 300 فيلم في الدول العربية من قبل الصين وعرضت الدول العربية أكثر من 10 أفلام في الصين؛ وفي عام 2010، وقع الجانب الصيني وأمانة جامعة الدول العربية على”مذكرة التفاهم حول الترجمة والنشر للكتب الصينية والعربية” بين الإدارة العامة للنشر التابعة لصحيفة الشعب اليومية الصينية ومكتب أمانة جامعة الدول لعربية، والتفاوض لبدء “مشروع الترجمة والنشر للكتب الصينية العربية”، وتم ترجمة أكثر من ثلاثين نوعًا من الكتب الصينية العربية؛ وفي عام 2011، دخلت النسخة الأسيوية “صحيفة الشعب اليومية الصينية” سوق الأمارات العربية المتحدة، وفي الوقت الحاضر، يتم توزيع أكثر من 20 ألف نسخة أسبوعيًا؛ ومنذ عام 2012، تم بث إذاعة الصين الدولية في موريتانيا وجزر القمر وجيبوتي وبلدان عربية أخرى، ووقعت اتفاقية بث الدراما الصينية مع وسائل الإعلام الرئيسية في مصر وتونس والمغرب واليمن والجزائر وبلدان عربية أخرى، وتم بث أكثر من 10 أفلام ومسلسلات تلفزيونية في بعض الدول العربية، والتي تعكس الموضوعات المعاصرة للصين؛ ومنذ عام 2014، ترجمت الصين أكثر من 50 فيلمًا صينيًا للغة العربية؛ ومنذ عام2015، عقدت في الصين على مدى ثلاث سنوات متتالية ورش عمل للموظفين الرسميين العرب في مجال الصحافة، وورش عمل لوسائل الإعلام اللبنانية، وشارك 103 من موظفي وسائل الإعلام والصحافة من 14 دولة عربية؛ وفي عام 2017 ، عقد في الصين ندوة لكبار العاملين في الإعلام العربي، وشارك فيها 22 إعلاميًا من تسع دول عربية؛ وحققت محطة التلفزيون المركزية الصينية التغطية الشاملة في الدول العربية، وتم بث إذاعة الصين الدولية في الصومال وغيرها من الدول لعربية.

·        العمل باطراد على مواصلة التبادل بين الشعب الصيني والعربي. يتمتع الشعب الصيني والعربي بتاريخ طويل من التبادلات الودية. ومنذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، تطورت مجالات التواصل بين الجانبين بشكل متزايد، وتنوعت أشكال ومحتوى التبادل. وفي عام 2016، التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ مع الشخصيات الصديقة التي فازت بـ”جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية”؛ كما نجح الجانبان الصيني والعربي في عقد 5 مؤتمرات بشأن الصداقة الصينية العربية، ومنتديين حول المرأة الصينية والعربية، ومؤتمرين حول الأعمال التجارية الصينية العربية للسياحة، وأطلقوا مشروعين لسفراء الصداقة الصينية والعربية؛ وأقامت الصين 26 علاقة صداقة ثنائية مع تسع مدن لدول عربية، وفي حزيران/ يونيو2014، عقدت الدورة الأولى لحوار توأمة المدن الصينية العربية في مدينة تشيوانتشو؛ كما تطورت التبادلات  في مجال السياحة بشكل مطرد، وأصبحت ثلاث عشرة دولة عربية دول المقصد للرحلات الصينيين الخارجية، ونفذت تسع دولة عربية خدمات السفر. كما تتفاعل الدوائر الدينية الصينية والعربية على نحو جيد، وتتبادل الزيارات بشكل متواصل. كما سافر المسلمون الصينيون إلى السعودية لأداء فريضة الحج، ومنذ عام2007، ارتفع عدد الحجاج الصينيين سنويًا لأكثر من 10 آلاف شخصًا.

 

 

سابعاً: مواصلة تعميق التعاون في مجال الأمن والسلام

منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، تعمق التعاون الصيني العربي في مجال السلام والأمن بشكل مطرد، وفي السنوات الأخيرة، استجاب الجانبان إلى المفهوم الجديد للأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام بشكل فعال. وتدعم الصين والدول العربية بناء آلية الأمن الجماعي الإقليمي التعاوني التي تتسم بالتشارك والتقاسم، وتلعب الصين دورًا فعالًا في تسوية الشؤون  الإقليمية والقضايا الساخنة. وترحب الدول العربية بالدور الإيجابي للصين كوسيط محايد في شؤون الأمن في الشرق الأوسط، وتعزيز التسوية السلمية للنزاعات الإقليمية.

·        تدعم الصين مبادرة جامعة الدول العربية ودول أعضائها لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وتعارض انتشار الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وتقترح انضمام  دول منطقة الشرق الأوسط  إلى “معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”، وتدعو إلى عقد مؤتمر دولي عاجل لتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل. وتدعم الصين الاستخدام السلمي للطاقة النووية في الدول العربية ونقل تكنولوجيا الطاقة النووية إلى الدول العربية.

·        تعمل الصين والدول العربية على تعزيز التبادل والتعاون في مكافحة الإرهاب، وإنشاء آلية تعاون أمني طويلة الأجل، وتعزيز الحوار السياسي وتبادل المعلومات، وتطوير التعاون التقني والتدريب المهني، والتعامل بشكل مشترك مع مخاطر الإرهاب الدولي والإقليمي. إن الصين والدول العربية كلتهما من ضحايا الإرهاب ويعارض الجانبان ويدينان الإرهاب بكافة أشكاله ويرفض المعايير المزدوجة في مكافحة الإرهاب وربط الإرهاب بعرق أو دين معين، كما تدعم الصين مبادرة لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة، وتدعم جهود الدول العربية في مكافحة الإرهاب، وتعزيز قدرتها على مكافحة الإرهاب. وفي السنوات الأخيرة، كان هناك تعاون وثيق بين الصين والدول العربية، ودعم متبادل لمكافحة الإرهاب، والانفصالية، والتطرف، وإعاقة مصادر تمويل الأنشطة الإرهابية، ومكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود، وتبادل الخبرات بشأن “مكافحة التطرف”.

·        أصبح التعاون في مجال الأمن والسلام بين الصين والدول العربية هو القوة الهامة لحفظ السلام الدولي في إطار الأمم المتحدة. وشاركت الصين  في عمليات حفظ السلام ومكافحة القرصنة وفقًا لقرارات مجلس الأمن المعنية على نحو فعال، وبحلول آذار/ مارس 2018، بلغ عدد قوات حفظ السلام الصينية المشاركة في عملية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة2491 شخصا، وشاركت الصين في أربع بعثات لحفظ السلام في العالم العربي وجنوب السودان، واحتلت القوات الصينية  3/4 من قوات حفظ السلام، ونشرت 1032 جنديًا في جنوب السودان، و410 جنود في لبنان، و 365 جنديًاً في دارفور بالسودان، و12 جنديًا في الصحراء الغربية؛ ومنذ 2008، أبحرت السفن الحربية الصينية نحو خليج عدن، وسواحل الصومال لتنفيذ مهام حماية السفن، والحفاظ على سلامة السفن والأشخاص التي تمر عبر خليج عدن، وسواحل الصومال، وحماية سفن الإمدادات الإنسانية لبرنامج الغذاء العالمي وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى، وتلقت ترحيبًا حارًا من الدول المطلة على البحر الأحمر والساحل العربي؛ واعتبارا من نيسان/ أبريل عام 2018، أرسلت الصين 29 قافلة إلى خليج عدن، للعمل سويًا مع الدول العربية والمجتمع الدولي لحماية سلامة الممرات البحرية. وتدعم البلدان العربية الجهود الصينية في مكافحة القرصنة، وبدعم من العالم العربي، تم إطلاق أول قاعدة لوجستية خارجية للصين في جيبوتي عام 2017، مما يعزز قدرة الصين على توفير السلع العامة.

·        يسعى الجانبان إلى حماية الأمن الشخصي للمواطنين في البلد المستهدف بشكل فعال، وتوطيد إنجازات التعاون الثنائي في المساعدات القضائية والتسليم والإعادة وغيرها، وتعزيز التواصل والتعاون في مجالات توقيع المعاهدات الخاصة بالمساعدات القضائية وملاحقة الهاربين واسترجاع الأموال المختلسة ومكافحة الجرائم المنظمة العابرة للحدود ومكافحة الفساد وغيرها. كما قامت الصين بعمليات إزالة الألغام في العديد من الدول العربية، وقدمت مساعدات في إزالة الألغام والصرف الصحي وغيرها من المساعدات إلى دولة الكويت والعراق ومصر ولبنان واليمن والصومال، وأصبحت نموذجًا ناجحًا للتعاون الأمني الصيني العربي.

 

 

ثامناً:العمل باطراد على تحسين بناء المنتدى

يلتزم المنتدى بتعزيز التواصل للبناء الذاتي، وتحسين جميع آليات المنتدى في ضوء مقاصده المتمثلة في التحاور والتعاون والسلام والتنمية. ومنذ إنشاء المنتدى، تتقدم عملية التشغيل بسلاسة وفعالية، وتواصل عملية التوسيع بشكل مستمر لتغطي نطاق المنتدى، ورفع ثراء الإنجازات التعاونية، والدفع المتواصل للبناء الطبيعي والمؤسسي. وأصبح المنتدى إطارًا مهمًا للحوار الجماعي والتعاون العملي بين الجانبين الصيني والعربي على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، ولعب دورًا هامًا في إثراء الدلالة الاستراتيجية للعلاقات الصينية العربية على نحو مطرد،  وتعزيز التعاون العملي بين الصين والدول العربية.

·        حظيت عملية بناء وتطوير المنتدى على اهتمام كبير من قبل رؤساء الجانبين. وأعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ عن اهتمامه الشديد ببناء وتطوير المنتدى، موضحا أهمية تعزيز الاتجاهات الجديدة والمتطلبات الجديدة لبناء وتطوير المنتدى في المستقبل، مؤكدا على أن مبادرة “الحزام والطريق” فرصة جديدة ونقطة انطلاق جديدة لتطوير المنتدى، ووصّى بـ “تكريس طابع الفعلية للمنتدى وتفعيل دوره كنقطة ارتكاز”، وعند الوقوف عند نقطة انطلاق جديدة، يمكننا اغتنام الفرص التاريخية، وتحفيز القوة الدافعة للتنمية المستدامة، واكتساب مساحة كبيرة من التنمية. وينبغي على الصين والدول العربية الاعتماد على المنتدى كنقطة ارتكاز لتعزيز تناسق السياسات، وتعميق التعاون العملي، والتوسيع المتواصل في مجال الإبداع، والاعتماد على المسارات الجديدة، ودفع الإجراءات الجديدة، وخلق الآليات الجديدة، من أجل بذل الجهود لتسوية المشاكل المستعصية التي تعرقل التعاون العملي بين الجانبين، والتمسك بروح الإصلاح والإبداع، لاختراق عنق الزجاج وإطلاق قوة كامنة للتعاون.

·        منذ تأسيس المنتدى، تم تنفيذ الأنشطة المؤسسية في العديد من المجالات بطريقة منتظمة وفي إطار المنتدى، بالإضافة إلى توسيعها وإثرائها بشكل مستمر، وعقدت بنجاح سبع دورات لمؤتمر الاجتماع الوزاري، وأربع عشرة دورة لاجتماع كبار المسؤولين، وسبع دورات للحوارالاستراتيجي السياسي رفيع المستوى، وسبع دورات لاجتماع رجال الأعمال، وخمس دورات لمؤتمر التعاون الصيني العربي للطاقة، وسبع ندوات حول العلاقات الصينية العربية وحوار الحضارات، وثلاث دورات لمهرجان الفنون الصينية وثلاث دورات لمهرجان الفنون العربية، و ثلاث دورات لمنتدى التعاون الاعلامي الصيني العربي، وخمس دورات لمؤتمر الصداقة الصينية العربية وغيرها؛ بالإضافة إلى ذلك، عقد الجانبان أيضا عددا من الندوات الخاصة بشأن التعاون في مجالات الأعمال التجارية ، والتعاون  البتروكيماوي، والتعاون في تجارة  المنتجات الزراعية وغيرها من المجالات، كما واصل الموقع الرسمي لمنتدى التعاون الصيني العربيhttp://www.chinaarabcf.org/ara/الذي استضافته الأمانة الصينية للمنتدى تحسين عملية التشغيل والإنشاء باللغتين الصينية والعربية.

·        حظيت عملية تشغيل وانشاء المنتدى على الدعم القوي من الصين والدول العربية، بالإضافة إلى الأطراف المعنية، ومن بينها، قدمت إدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية والأمانة الصينية لمكتب المنتدى إسهامات هامة في عملية التشغيل وتطوير تأسيس المنتدى على نحو فعال. ومن أجل رفع كفاءة المنتدى والتواصل والتبادل مع الجانب العربي بشكل وثيق، في تموز/ يوليو عام2016، عينت وزارة الخارجية الصينية لي تشنغون سفيرا لشؤون منتدى التعاون الصيني العربي، بالإضافة إلى ذلك، وحدات الأعضاء المختلفة بالأمانة العامة للجانب الصيني للمنتدى (مكتب الاتصال الدولي التابع لإدارة الدعاية المركزية، وهيئة الطاقة التابعة للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، وإدارة الشؤون الإدارية والقانونية بوزارة المالية، وإدارة غربي آسيا وأفريقيا بوزارة التجارة، وإدارة العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة، وإدارة العلاقات الخارجية بالمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية، ودائرة شؤون آسيا وإفريقيا بجمعية الصداقة للشعب الصيني مع شعوب العالم)، وقدمت السفارات والقنصليات الصينية في الدول العربية والعديد من الإدارات والوحدات الأخرى الدعم والمساعدات القيمة لبناء وتنمية المنتدى. وحظت عملية التشغيل وتأسيس المنتدى على اهتمام من جميع الأطراف المعنية من الجانب العربي، والدعم والمساعدات الكبيرة من قبل (جامعة الدول العربية ومكتبها في الصين، وحكومات الدول العربية ووزاراتها الخارجية، ولجنة سفراء العرب في الصين وقنصليات الدول العربية في الصين). بإيجاز، إن التطوير والتحسين المستمر للتأسيس الذاتي لمنتدى التعاون الصيني العربي، هو أحد الإنجازات الهامة للتعاون الوثيق والصادق بين الجانبين الصيني والعربي.

 

 

تاسعاً: آفاق المنتدى والتعاون الجماعي الصيني العربي

نحن نتطلع إلى المستقبل بثقة مفعمة. في تموز/ يوليو 2018، ستستضيف مدينة بكين الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، لمواصلة تحقيق انجازات معادلة التعاون الصيني العربي”1+2+3″. فالتعاون الصيني العربي مثل السفينة العملاقة، التي أبحرت من نقطة انطلاق تاريخية جديدة، وشرعت في رحلة جديدة نحو التعاون الشامل.

·        أولاً، ستسعى الصين والدول العربية إلى تطوير الروابط الاستراتيجية، ليصبحا شريكين في التشارك في بناء “الحزام والطريق”، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وتنتمي الصين والدول العربية إلى العالم النامي، ويواجه الجانبان مهمة الإصلاح والتنمية والاستقرار، من أجل تحفيز عملية التصنيع، والتكنولوجيا والاستخبارات، وتطوير التكنولوجيا الفائقة، وتحسين معيشة الشعب. وأشار التقرير الصادر عن المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، إلى أن السنوات ما بين المؤتمرين الوطنيين التاسع عشر والعشرين للحزب هي مرحلة تاريخية تلتقي فيها أهداف الكفاح عند حلول “الذكريين المئويتين”. وخلال هذه الفترة، يجب علينا إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية الأولى. وليس هذا فحسب، بل يتعين علينا أيضا استغلال الوضع المؤاتي لإطلاق مسيرة جديدة لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل، وإيذانا بالزحف نحو أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية الثانية. كما طرحت البلدان العربية استراتيجياتها التنموية الخاصة في المستقبل وفقًا لظروفها الوطنية، مثل “خطة انتعاش الاقتصاد المصري”لمصر، و”رؤية 2030″للسعودية والإمارات والبحرين وقطر، و”الخطة الخامسة وأربعون السنوية” للجزائر، و”استراتيجية التنمية المستدامة” لمملكة الأدرن، و”رؤية 2025″ للكويت، و”مدينة الملك محمد السادس للعلوم والتكنولوجيا” بطنجة المغرب، وطرح 157 مشروعًا لإعادة إعمار العراق وغيرها. ومن أجل تحقيق أهداف التنمية المشتركة، سوف تتعاون الصين مع الدول العربية من خلال تطوير التقارب الاستراتيجي لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، والتشارك في بناء”الحزام والطريق”.

·        ثانياً، ستعزز الصين والدول العربية التعاون الإقليمي والدولي، لتصبحا صديقتين مقربين في الحكم الإقليمي والعالمي. وتتمتع الصداقة الصينية العربية بتاريخ طويل، وعاصر الطرفان في العصر الحديث حقبة من الفقر والضعف والتخلف. وتعارض الصين والدول العربية الهيمنة وسياسات القوة، وتعارض الممارسة الدولية المتمثلة في أن السمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة، والقوي يستغل الضعيف، وتدعو إلى الحفاظ على مقاصد ومبادئ “ميثاق الأمم المتحدة”. كما تدعم الصين جامعة الدول العربية في لعب دور محوري في الشؤون الدولية والإقليمية؛ وستعمل الصين والدول العربية على تعزيز التنسيق والاتصال بشأن القضايا الساخنة مثل قضية فلسطين، والأزمة السورية واليمنية، ومكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز التسوية السلمية والعادلة للقضايا الساخنة في الشرق الأوسط.  وتشارك الصين في منصات الحوكمة العالمية المتعددة الأطراف مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة العشرين، للحفاظ على حقوق ومصالح البلدان النامية على نحو مشترك.

·        أخيرا، ستعمل الصين والدول العربية على تعزيز التفاهم المشترك، لتصبحا في موقع الأخوين الجيدين. وتشترك الأمتان الصينية والعربية في الذاكرة التاريخية لطريق الحرير القديم، ويقف العملاقان على الأطراف الشرقية والغربية لطريق الحرير. وفي المستقبل، ستواصل الصين “التوجه غربا” في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، وستستمر الدول العربية في “التوجه شرقا” على طول طريق الحرير، وسيزداد عدد السياح والطلاب الصينين والعرب بشكل مطرد. وسيصبح النساء والشباب والشخصيات الدينية والفنانين ووسائل الإعلام والكليات ومراكز الفكر لكلا الجانبين سفراء لحوار الحضارات والتبادلات الودية. وفي المستقبل، سيسعى الشعب الصيني جاهداً لتحقيق “الحلم الصيني” لتجديد نهضة الأمة الصينية العظيمة، وستسعى الأمة العربية جاهدة  لتحقق “الحلم العربي” للإزدهار الوطني وتجديد نهضة الشعب العربي العظيم. وفي القرن الحادي والعشرين، ستتكاتف الشعوب الصينية والعربية المتمثلة في 1.8 مليار نسمة، لبناء “طريق الحرير الثقافي في القرن 21”. وفي إطار التعاون المشترك لبناء “الحزام والطريق”، دخل التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية حقبة جديدة، ودخلت عملية بناء وتطوير منتدى التعاون العربي الصيني أيضا حقبة جديدة. ونحن نعتقد أنه في ظل الجهود المشتركة والتعاون الصادق بين الجانبين، سيصبح تأسيس آلية المنتدى أكثر منهجية وعلى نحو مكتمل، وستصبح عملية التشغيل أكثر فعالية. وسوف يحقق التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية في إطار منتدى التعاون النتائج المثمرة والإنجازات المشرقة.

 

 

الخاتمة

ذكر الرئيس الصيني شي جينبينغ في خطابه بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة: “إن التبادلات بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط تجاوزت حواجز المكان والزمان، والتعامل الصادق بين الأمتين الصينية والعربية، خلال المعاملات الأمينة والصداقة والمخلصة على طريق الحرير القديم، والمشاركة في السراء والضراء في النضال من أجل الاستقلال الوطني، والتضامن والمؤازرة  لبناء مسيرة الوطن، وهو ثقة ثابتة لا تنكسر ولا تكسب بالمال.” وهذه الجملة ليست مجرد موجز عن التبادلات التاريخية والصداقة التقليدية بين الصين والدول العربية فحسب، ولكنها أيضا ملخص شامل لتطور العلاقات الصينية العربية المعاصرة. ولقد تطور منتدى التعاون الصيني العربي ملتزمًا بالتقاليد والريادة والابتكار، وأهداف الحوار والسلام والتنمية، ليصبح منصة هامة لتطوير الحوار الجماعي والتعاون العملي بين الصين والدول العربية، ويلعب دوراً محورياً في تعزيز التعاون العملي بين الصين والدول العربية بشكل متزايد، ويفتح أسلوباً ومساراً فريداً للتبادلات والتعاون الدولي. ومنذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، أنشأ الجانبان آلية الحوار السياسي الاستراتيجي، من أجل تعزيز الزيارات الدبلوماسية المتكررة بين رؤساء الدول، والتبادلات الوثيقة رفيعة المستوى، والتزم الجانبان بمفهوم التعاون القائم على الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة، ودعم الحقوق والمصالح الجوهرية لكلا الجانبين، ومواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتوطيد الأساس السياسي للتعاون الصيني العربي، من أجل لعب دور استراتيجي هام في التعاون الصيني العربي في المستقبل.

منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، التزم الجانبان دائما بالسلام والصداقة، ومفهوم التنمية القائمة على المنفعة المتبادلة، والسعي بجهد لبناء الشراكة الصينية العربية الجديدة الموجهة نحو السلام والتنمية المستدامة، ومواصلة استكشاف وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري، ودفع استراتيجية تطوير التقارب بشكل إيجابي، والتعاون المشترك لبناء “الحزام والطريق”، وبذل الجهود لبناء نماط جديد لمعادلة التعاون الصيني العربي”1+2+3″، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة والمستدامة بين الصين والدول العربية. ولقد أصبح التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية مثالاً حياً للعلاقات بين البلدان النامية والتعاون الجنوبي الجنوبي.

منذ تأسيس المنتدى، رفعت الصين والدول العربية دائما راية الحوار الحضاري، ودعا الجانبان إلى احترام التنوع الحضاري العالمي، والمشاركة بإيجابية في التبادلات الثقافية المثمرة والمتنوعة، وفي السنوات الأخيرة، بذل الجانبان الجهود الأكثر فاعلية لتجاوز الحاجز الحضاري بالتبادل الحضاري، وتجاوزالتصادم الحضاري بالاستفادة المتبادلة حضاريا، وتجاوز التفوق الحضاري بالتعايش الحضاري، ووضع نموذج حيوي للتواصل، والتعلم المتبادل، والتعايش بين مختلف الحضارات الإنسانية.

بإيجاز، إن الإنجازات الهائلة التي حققها التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي تبرهن على نحو كامل، بأن الصين والدول العربية ملتزمة بتطبيق المفاهيم الجديدة للعلاقات الدولية المتمثلة في الاحترام المتبادل، والعدالة، والتعاون المربح للجانبين، وتعزيز التدابير الفعالة للعمل سوياً على حل مشاكل التنمية في الشرق الأوسط، ودفع الحكم الإقليمي في الشرق الأوسط، وإظهار الحكمة العظيمة من خلال التواصل والخبرات المتبادلة، والتعايش السلمي بين مختلف حضارات المجتمع الدولي. إن مواصلة تعزيز وتعميق التعاون الاستراتيجي الصيني العربي، لم يضفِ دفعة جديدة على التنمية السلمية للعالم العربي والشرق الأوسط فحسب، بل جلب أيضا المزيد من الأمل، وساهم في تعزيز التعاون الدولي، وأحدث تغيرات في نظام الحوكمة العالمية، وراكم الخبرات الثمينة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وقدم إسهامات هامة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.