موقع متخصص بالشؤون الصينية

آفاق واسعة للعلاقات الصينية العربية في “العصر الجديد”

0

 

ترجمة وتحرير / د. وليد

نشرت صحيفة الشعب اليومية، في 11 يوليو الجاري، تعليقًا تحت إمضاء “تشونغ شنغ”(صوت الجرس). تحدثت فيه عن حضور الرئيس شي جين بينغ، مراسم افتتاح المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، الذي عقد في 10 يوليو الجاري، وعن الخطاب الهام الذي ألقاه في الإجتماع، والذي أعلن فيه عن أن الصين والدول العربية قد اتفقت بالإجماع على إقامة علاقات شراكة إستراتجية مفتوحة على المستقبل، لتحقيق التعاون الشامل والتنمية المشتركة. وهي المرة الثالثة التي يعلن فيها شي عن سياسات هامة تجاه العالم العربي، بعد الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي، الذي عقد في عام 2014، وزيارته إلى مقر جامعة الدول العربية في عام 2016. مايمثل رؤية لتقدم العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد.

منذ طريق الحرير القديم، إلى البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” في العصر الجديد، كان الجانبان الصيني والعربي دائمًا شريكين موثوقين في إطار المنافع والمصالحة المتبادلة، كما ربطت بينهما علاقات أخوة في الكفاح ومواجهة المصاعب. ومنذ أن طرح الرئيس شي جين بينغ على الدول العربية بناء مبادرة “الحزام والطريق” قبل أربع سنوات، مثّلت المبادرة دفعا قويا للتعاون الصيني العربي نحو مرحلة جديدة. حيث ترسخت معادلة التعاون “3+2+1” المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة كمحور رئيسي والبنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار كجناحين ومجالات ذات تكنولوجيا متقدمة وحديثة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق. إضافة إلى دفع تنفيذ “خطط العمل الأربعة”، التي ستساعد على تعزيز الإستقرار والتعاون في مجال الإبتكار وموائمة طاقات الإنتاج وتمتين الصداقة بين الجانبين. مايمثل أساسا جيدا لتسريع الجانب الصيني والعربي عملية البناء المشترك لمبادرة الحزام الطريق في الشرق الأوسط.

إن معرفة إتجاه التاريخ، هي ما يمنحنا الإدراك الواضح لإتجاه خطواتنا. وفي خطابه الذي ألقاه خلال الإجتماع، وقف الرئيس شي جين بينغ على البعد التاريخي لوحدة ونهوض الدول النامية، ناظرا نحو المصالح الصينية العربية طويلة المدى، ورسم تصورا جديدًا للتنمية المستقبلية للعلاقات الصينية العربية: الدفاع المشترك عن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، الدفاع عن الإنصاف والعدالة، دفع التنمية المشتركة، علاقات الصداقة المبنية على التعلم المتبادل؛ كما دعا الرئيس شي إلى بناء مجتمع المصير الصيني العربي المشترك، بالتركيز على 4 جوانب: تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة، تحقيق حلم النهوض، تحقيق المنافع والمصالح المتبادلة وتعزيز التسامح والتفاهم المتبادل. مايسهم في بناء مجتمع المصير البشري المشترك؛ وناشد جميع الأطراف إلى تكوين إدراك صحيح لإتجاه التاريخ، والاستجابة الصادقة لأصوات الشعوب، والعمل سويا على دفع الشرق الأوسط نحو طريق النهوض الشامل.

وجدت المقترحات الصينية الملائمة للإحتياجات التنموية لمختلف الأطراف صدا قويا بين الضيوف. وبعد الاستماع إلى خطاب الرئيس شي جين بينغ، قال أمير الكويت صباح الأحمد، إن الجانب العربي يمكنه يلمس من تقدم علاقات التعاون مع الصين، صدق الجانب الصيني، وأن الجانب العربي يثق في الإتجاه الذي رسمه القادة الصينيون.

“خير القول ماصدّقه العمل”، “السير وحيدا أسرع، أما السير سويا فأبعد” “الكلام هو الورق، أما العمل فهو الثمرة” … استعمل الرئيس شي جين بينغ خلال السنوات الأخيرة عدة أمثلة عربية، لمخاطبة العالم العربي عن أهمية العمل الواقعي المشترك، وادخال المزيد من الحيوية على التعاون الصيني العربي.

كان الإجتماع الوزاري الحالي للمنتدى، شاهدا على جملة من الإجراءات الصينية الجديدة الرامية إلى تطوير العلاقات الصينية العربية: “مخطط مشاريع لدفع إعادة البناء الإقتصادي من خلال إنعاش القطاعات الصناعية”، مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للدول العربية ذات الصلة؛ تأسيس “جهاز مشترك للمصارف الصينية والعربية”؛ دعوة الدول العربية للمشاركة في الدورة الأولى من معرض الصين الدولي للإستيراد، وتغطية مختلف الدول العربية بالمشاركات في معارض التجارة والإستثمار؛ تأسيس مركز التبادل الإعلامي الصيني العربي، إطلاق مشاريع مواقع وبوابات المكاتب الصينية والعربية الرقمية، وتنظيم الدورة الرابعة من مهرجان الفنون العربية… وخلال الإجتماع، أبدى رئيس الوفد العربي، وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، تثمينه للإجراءات التي طرحتها الصين، وقال أن هذه الإجراءات يمكن أن توحد مصالح الشعوب العربية وتعود بالفائدة على شعوب الجانبين.

تعد الصين والعالم العربي قوّتين مهمتين على المسرح السياسي الدولي، لذا يجب أن يستمر التعاون الصيني العربي في التطور، مع تطور العالم وتقدم التاريخ البشري. وفي الوقت الحاضر، تدخل الاشتراكية ذات الخصائص الصينية حقبة العصر الجديد، بينما تمر الدول العربية بمرحلة مفصلية للتغيير، وهوما يمثل نقطة انطلاق تاريخية جديدة للتعاون الودي الصيني العربي. ومن خلال إشاعة روح طريق الحرير، سيصبح التعاون الصيني العربي قوة دفع لتحقيق نهضة الأمتين، وسيسهم في تحقيق السلام والتنمية في العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.