موقع متخصص بالشؤون الصينية

الإعلام العربي يرى قوة محركة جديدة لـ”الحزام والطريق” ضختها الدورتان السنويتان في الصين

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
أختتمت فعاليات الدورتين السنويتين لأعلى جهاز تشريعي وأعلى جهاز استشاري سياسي في الصين لعام 2019 في بكين، حيث رأت وسائل الإعلام في الدول العربية أن رسائل وإشارات عدة بُعثت خلالهما تبرز ثقة الصين في تنميتها ارتكازا على دراسة المنجزات والتحديات، وتضخ قوة محركة جديدة في التعاون بينها وبين دول العالم وخاصة في إطار مبادرة “الحزام والطريق” وتدفع هذا التعاون قدما بما يفيد العالم أجمع.
— ثقة منبثقة عن دراسة جدية للإنجازات والتحديات
باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فإن تنمية الصين والتحديات التي تواجهها لا تشكلان شاغلا محليا فحسب، وإنما عالميا أيضا. وفي هذا الإطار، رأى محمود ريا، مدير موقع ((الصين بعيون عربية)) اللبناني من خلال قراءته لتقرير عمل الحكومة الذي قدمه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في الجلسة الافتتاحية للدورة التشريعية السنوية، رأى أن “التقرير كان بصراحته وشفافيته دليلا على أن المؤسسات الصينية تعمل بشكل حيوي وفعال وواقعي، حيث جاء معبرا وشاملا”.
وتابع حديثه عن التقرير الذي يمثل وثيقة شاملة للتنمية الصينية، قائلا إن التقرير “تحدث من ناحية عن الإنجازات المحققة خلال العام الماضي، وهي إنجازات مهمة وتستحق أن يفخر بها جهاز العمل الحكومي تحت إدارة القيادة الصينية وعلى رأسها الرئيس الصيني شي جين بينغ؛ وعرض من ناحية أخرى خطة العمل للعام الحالي ووضع أهدافا واقعية وقابلة للتنفيذ بما في ذلك تحقيق المزيد من الانفتاح عبر آليات تطبيقية وإجراءات تنفيذية واضحة ومحددة، ومواصلة عملية التخلص من الفقر، ورفع مستوى التعليم والطبابة، وتعزيز الاستثمارات والتوظيف وخلق فرص عمل…إلخ”.
وذكر محمود ريا أن “التقرير تناول، وسط كل هذا التفاؤل الإيجابي، تحديات عديدة واجهتها الصين خلال السنة الماضية لاسيما في ملف الاحتكاك التجاري بين الصين والولايات المتحدة الذي أشار إليه رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ بكل صراحة عندما قال إنه جلب تأثيرات سلبية على إنتاج وإدارة بعض المؤسسات وتوقعات السوق، وهو ما يشير إلى أن القيادة الصينية تتحدث مع شعبها بصراحة وقوة وصدق”.
— تفاؤل منبثق عن ترتيبات تمهد الطريق للتعاون الدولي
خلال الدورتين، كشف وزير التجارة الصيني تشونغ شان عن سلسلة من الترتيبات التشريعية والمؤسسية لتسهيل الاستثمار الأجنبي، وأكد أن الصين سوف تعزز التعاون الدولي عبر مبادرة “الحزام والطريق”. وجذب هذا الموضوع أنظار الإعلام العربي، الذي رأى أن قانون الاستثمار الجديد سيكون حال إقراره بمثابة نافذة ستُفتح أمام الاستثمار الأجنبي ليلعب دوره في تحقيق نمو اقتصادي مستدام في الصين على نحو ينعكس إيجابا على الاقتصاد العالمي بوجه عام.
وفي هذا السياق، قال محمود ريا إن “ما يقدمه القانون الجديد من تسهيلات وتحفيزات وضمانات للمستثمر الأجنبي يشكل قفزة نوعية في عملية استقطاب الرأسمال من خارج الصين، ويفتح آفاقا جديدة للاقتصاد الصيني”.
يذكر أن الهيئة التشريعية الوطنية الصينية أقرت اليوم (الجمعة) قانون الاستثمار الأجنبي في الجلسة الختامية لدورتها السنوية، حيث سيصبح القانون نافذ المفعول في أول يناير 2020.
وأضاف محمود ريا بقوله “كما أن وضع أحكام واضحة لقضية نزع الملكية والتعويض وحماية الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا وغيرها من القضايا التي تهم المستثمرين الأجانب، يجعل المستثمر الأجنبي مطمئنا إلى مستقبل استثماراته، وهذا يدفع الكثيرين للانخراط في العملية الاقتصادية المتنامية بشكل كبير في الصين”.
— تشجيع يقوى عزم الصين على مواصلة الانفتاح
حظى عزم الصين على مواصلة خطوات الانفتاح التي تم التركيز عليها خلال الدورتين، بإشادة وسائل الإعلام العربية، حيث لم تقتصر إشادتهم على قطاع الاقتصاد فحسب، بل امتدت إلى مجالات متعددة ثقافيا وتكنولوجيا.
وفي هذا الصدد، قال عبدالعزيز الشعباني الصحفي والكاتب السعودي المهتم بالشؤون الصينية، إن الصين يتزايد شأنها بين الدول الكبرى منذ أن بدأت في تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح في نهاية سبعينات القرن الماضي، وتمثل اليوم إحدى أهم دول العالم ويضاف إلى أهميتها حضارتها العريقة، والتي تعززها الصين اليوم بإعلاء أهمية وشأن طريق الحرير لكي يكون نقطة الربط العصرية بين الصين ودول العالم.
فقد طرحت الصين في عام 2013 مبادرة “الحزام والطريق”، التي تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، بهدف بناء شبكة من التجارة والبني التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا من خلال إحياء مسارات التجارة القديمة.
وأشار عبدالعزيز الشعباني إلى أن سياسة الإصلاح والانفتاح دفعت الصين قدما في كافة النواحي وجعلتها في مصاف الأمم المتقدمة في العديد من المجالات، مضيفا أنه “مع التطور التكنولوجي الهائل للصين، أصبحت الدول العربية في أمس الحاجة إلى الإسراع إلى مديد التعاون مع الصين للاستفادة مما وصلت إليه الصين من تقدم وتطور تكنولوجي كبير في مجالات مثل شبكة الـ5G والقطارات فائقة السرعة”.
وتابع قائلا “لدينا أيضا نحن السعوديين فرصة كبرى بعد القرار الحكيم بإدراج تعليم اللغة الصينية إلى المناهج التعليمية الدراسية، وذلك بأن نجعل هذه الفرصة سببا لكي تكون الصين لدينا أقرب مما مضى حاضرا ومستقبلا”.
وعلى صعيد المجال الثقافي أيضا، أكد دكتور أحمد السعيد، رئيس مؤسسة بيت الحكمة للإعلام والصناعات الثقافية في مصر، أن “الصين تركز في الصناعات الثقافية على الهوية وتحرص على خلق الشغف بها”، ما يفتح الباب أمام دول العالم للاطلاع على الثقافة الصينية الثرية.
فالثقافة “قوة ناعمة” تلعب دورا في تحقيق التقارب بين الشعوب على طول “الحزام والطريق” من خلال التبادلات التعليمية والعلمية والأدبية والسينمائية وغيرها، بما يساعد من ناحية في التعرف على التراث الحضاري للآخر ومن ناحية أخرى على مواكبة تطورات العصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.