موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: زيارة رئيسة وزراء نيوزيلندا إلى الصين تهدف لتعزيز الشراكة الثنائية

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
تصل جاسيندا أرديرن إلى بكين اليوم (الأحد) في أول زيارة لها إلى الصين منذ أن أصبحت رئيسة وزراء نيوزيلندا. ومن المتوقع أن تضيف زيارتها زخما جديدا إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة الثنائية، وتحقق فوائد ملموسة لشعبي البلدين.
وتعد نيوزيلندا شريكا مهما للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومنذ أن أقام البلدان العلاقات الدبلوماسية قبل 47 عاما، حققت العلاقات الثنائية تقدما ملحوظا، صانعة العديد من “الأوليات”، حيث كانت نيوزيلندا أول دولة متقدمة تعترف بالصين كاقتصاد سوق في عام 2004، وتوقع وتطلق مفاوضات لتحديث اتفاقية التجارة الحرة مع الصين.
وفي العام الماضي، بلغ حجم التجارة البينية 16.86 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 14 في المائة على أساس سنوي. ونتيجة لهذه التجارة القوية، فإن المزيد من الالكترونيات والمنسوجات المصنوعة في الصين أصبح متوفرا في نيوزيلندا، فيما أصبح لحم الضأن ومجموعة واسعة من منتجات الألبان مثل الحليب المجفف تحظى بشعبية على نحو متزايد بين المستهلكين الصينيين.
بالنسبة لنيوزيلندا، فإنه من المفيد إقامة شراكة أوثق مع الصين. تعد الصين حاليا أكبر شريك تجاري لنيوزيلندا، وأكبر بلد مصدر للطلاب الأجانب، وثاني أكبر بلد من ناحية السياح الأجانب. كل هذه الأمور تحتوي على إمكانات هائلة بالنسبة للشركات في نيوزيلندا.
ولتحقيق الاستفادة المثلى من هذه الإمكانات، فإنه من المتوقع أن تركز رئيسة وزراء نيوزيلندا على تحديث اتفاقية التجارة الحرة، التي مضى على إنشائها عقد من الزمن، وتعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق خلال زيارتها.
وتعد مبادرة الحزام والطريق مجالا آخر حيث يمكن للصين ونيوزيلندا تكثيف تعاونهما تبادلي المنفعة.
وتعتبر نيوزيلندا أول اقتصاد غربي متقدم يوقع مذكرة تفاهم حول مبادرة الحزام والطريق مع بكين. وأيضا، بعد زيارة أرديرن، سيرأس وزير التجارة النيوزيلندي، ديفيد باركر، وفدا من رجال الأعمال للمشاركة في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الثاني الذي سيعقد في بكين الشهر القادم.
وينبع اهتمام نيوزيلندا الجاد بالعمل مع الصين على تعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق من تجربتها الغنية في التسهيلات والخدمات التجارية. وضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، يمكن للصين ونيوزيلندا توحيد الجهود في دفع البنية التحتية التجارية العالمية والتكامل الإقليمي قدما للمساعدة في توفير تدفق أسرع للسلع والخدمات والأفراد ورأس المال في المنطقة وخارجها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصين ونيوزيلندا، وهما لاعبان اقتصاديان رئيسيان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لديهما مصلحة مشتركة في الحفاظ على نظام تجاري متعدد الأطراف قائم على القواعد في مواجهة مد متصاعد من الحمائية والانعزالية. ويحتاج الجانبان إلى تعزيز التنسيق بينهما في هذا الصدد والعمل معا على حماية النظام الدولي القائم.
وباعتبارهما بلدين لهما خلفيات ونظم اجتماعية تاريخية وثقافية مختلفة، فمن الطبيعي أن يكون لهما آراء مختلفة حول موضوعات معينة.
ومع ذلك، فقد أظهرت قرابة العقود الخمسة الماضية من العلاقات الثنائية بين الصين ونيوزيلندا أنه ما دام بإمكانها توحيد الجهود من أجل المنافع المتبادلة على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، فإن شراكتهما ستستمر في النمو.
ومن المأمول أن يغتنم الجانبان زيارة أرديرن كفرصة لتحقيق الاستفادة الكاملة من إمكانات التعاون الثنائي وذلك لكتابة فصل جديد في الشراكة بين الصين ونيوزيلندا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.