موقع متخصص بالشؤون الصينية

تقارير ومقابلات حول مبادرة الحزام والطريق ليوم الخميس 25-4-2019

0

 

بعد مرور آلاف السنين… إحياء مدينتين أسطوريتين على طول طريق الحرير
مع بداية الربيع في بخارى، جنوب غربي أوزبكستان، حرثت جرارات مصنوعة في الصين التربة في حقل تزيد مساحته على 2000 هكتار، تمهيدا لغرس نوع جديد من بذور اللوبيا الشعاعية طورها باحثون صينيون.
هذه مجرد زاوية من منطقة لويانغ-بخارى النموذجية الزراعية الشاملة، بمساحة تبلغ 100 كيلومتر مربع. وهذه المنطقة هي واحدة من مشروعات التعاون بين بخارى ولويانغ بمقاطعة خنان وسط الصين، بعد مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين في 2013.
وتهدف هذه المبادرة إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا بأوروبا والدول الممتدة على طريق الحرير القديم من أجل التنمية والرخاء المشتركين.
وتعد بخارى، الذي يرجع تاريخها إلى 2500 عام، من أقدم المدن في آسيا الوسطى ومركزا للتجارة والثقافة على طريق الحرير القديم، بينما كانت مدينة لويانغ، التي يرجع تاريخها إلى 3000 عام، عاصمة قديمة لـ13 أسرة حاكمة.
وارتبطت المدينتان، اللتان تفصل بينهما مسافة حوالي 4000 كيلومتر، بشكل وثيق بالماضي والآن يجري إحياء الروابط بينهما.
نفض تراب التاريخ
يضم متحف لويانغ عملة ذهبية رومانية يرجع تاريخها إلى القرن السابع. ويوجد على العملة ذات الشكل غير المنتظم تمثال نصفي لرجل بلحية ومتوج في الأمام وتمثال إمراة مجنحة — إلهة النصر — في الخلف.
هذه هي أول عملة ذهبية أجنبية جرى اكتشافها في لويانغ. في كل مرة تعرض هذه العملة، تجذب حشودا من الزوار.
وقال قاو شي شنغ، باحث بالمتحف، إن صاحب العملة كان أجنبيا جاء للعيش والنجاح خلال فترة أسرة تانغ (618-907).
واكتشفت العملة القديمة في مقبرة محفوظة بشكل جيد ترجع إلى أسرة تانغ في الثمانينيات وعثر على المقبرة عمال بناء في خلال بناء مصنع للجعة على جبل في لويانغ.
وبناء على البحوث بشأن النقوش الموجودة على الضريح وعدد كبير من الأشياء المدفونة، قال علماء الآثار إن صاحب هذه المقبرة هو “آن بو” من ولاية آن بآسيا الوسطى، منطقة بخارى حاليا.
وفي 630 بعد الميلاد، تبع آن والده إلى أسرة تانغ من خلال طريق الحرير القديم. وبفضل شجاعته وخبرته في المعارك، أصبح جنرالا عسكريا في الأسرة. وعمل ابنه مسؤولا في حكومة تانغ.
وربطت طريق الحرير القديم الصين بباقي العالم وشهدت على تبادلات تجارية وثقافية عادت بالنفع على شعوب من حضارات مختلفة.
وقال وانغ شيا يه، مدير مكتب الشؤون الخارجية في لويانغ، “ان لم يتخيل مطلقا أنه بعد أكثر من ألف عام، سيتكاتف مسقط رأسه ومكان دفنه سويا مرة أخرى وسيكملان أسطورة طريق الحرير.”
تجديد الرابطة
قبل عقد الجولة الأولى من منتدى الحزام والطريق في مايو 2017، وقعت بخارى ولويانغ على مذكرة تفاهم لإقامة علاقات توأمة بين المدينتين.
وقال وانغ “على مدار العامين الماضيين، كان بين لويانغ وبخارى تبادلات متكررة في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا والثقافة وحماية المواقع التاريخية، بشكل خاص الزراعة”، مضيفا أن منطقة لويانغ-بخارى الزراعية النموذجية إنجاز ضخم.
ولدى بخارى مساحات شاسعة من الأراضي وشمس ساطعة مناسبة تماما للزراعة.
ويهدف المشروع، الذي يقدر باستثمارات إجمالية قيمتها 500 مليون دولار أمريكي، إلى بناء حديقة زراعية شاملة تجمع بين الإنتاج الزراعي ومخازن التبريد وتصنيع الغذاء والتدريب على تكنولوجيا الزراعة والتبادلات في هذا المجال.
وقال ليو هنغ، المدير العام لشركة “لويانغ وانبانغ” المحدودة لإدارة سلسلة الإمداد المختارة التي تنفذ المشروع إن “حكومة بخارى قدمت الكثير من الحوافز مثل إعفاء ضريبي لمدة 15 عاما وأسعارا ثابتة للغاز الطبيعي والكهرباء والنفط لمدة 15 عاما.”
وذكر “نستطيع أيضا تقديم النفع للمحليين من خلال توفير بذور محسنة وتكنولوجيا متطورة وفرص عمل.”
ومنذ التوقيع على عقد المشروع في مايو 2018، جرى زراعة 2000 هكتار من اللوبيا الشعاعية وبناء مصنع لتنقية وتصنيع اللوبيا.
وبمساعدة من شركة ليو، جرى تصدير اللوبيا في قطار خاص إلى الصين للمرة الأولى العام الماضي.
وقال ليو إن “تطلعنا هو نشر الخبرة الزراعية الصينية المتطورة في البلدان والمناطق على طول الحزام والطريق، في الوقت الذي يجري فيه استيراد المنتجات الزراعية المتاحة فقط بكميات صغيرة محليا، وبذلك يجري تحقيق التعاون المربح للجانبين.”
الميراث الممتد
يعقد في بكين منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي، ومن المقرر أن يحضر قمة الطاولة المستديرة للمنتدى قادة من بينهم رؤساء دول وحكومات من 37 دولة.
وبعد قرابة 6 سنوات من التنمية، نمت مبادرة الحزام والطريق من مفهوم إلى منصة رئيسة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
ووقعت إجمالي 126 دولة، بما فيها دول متقدمة ونامية، و29 منظمة دولية على وثائق تعاون مع الصين بشأن المبادرة، وبدعم الشركات الصينية، جرى بناء مجمعات صناعية في بلدان الحزام والطريق الأخرى وولدت قرابة 300 ألف فرصة عمل محلية.
وقال لي يا، أمين لجنة الحزب في لويانغ إن “لويانغ اكتسبت مجدها كمدينة مزدهرة في مختلف الحقب التاريخية، حيت كانت مركزا للتجار والبضائع. وباعتبارها مدينة منفتحة وشاملة، تتمتع لويانغ بآفاق مشرقة في بناء الحزام والطريق.”
ودشنت المدينة علاقات اقتصادية وتجارية مع 62 دولة على طول الحزام والطريق، حيث أصبح إجمالي 174 دولة ومنطقة من شركائها التجاريين الدوليين، ودخل نحو 460 نوعا من المنتجات المصنعة في لويانغ إلى السوق الدولية.
ومن بين تلك المنتجات جرارات “دونغفانغهونغ” التي تصنعها مجموعة (واي تي او)، وهي شركة رائدة في تصنيع المعدات الزراعية ومقرها لويانغ، وتستحوز على 90 بالمئة من حصة السوق في قيرغيزستان.
كما تعززت التبادلات الثقافية، حيث وصل عدد رحلات السياح الوافدين إلى لويانغ العام الماضي إلى 1.41 مليون.
وفي سبتمبر، من المتوقع أن يقدم متحف لويانغ معرضا للآثار الثقافية المكتشفة من مقبرة آن بو وزوجته في مكان ميلاده.
وقال الباحث قاو إن الشعب في أوزبكستان سيكون لديه الفرصة لرؤية هذه الكنوز التاريخية ومعرفة قصة أصحابها إضافة إلى أسطورة طريق الحرير الممتدة.

نمو التعاون الثقافي بين الصين والدول المشاركة في الحزام والطريق
ذكر مصدر بوزارة الثقافة والسياحة الصينية أن التعاون الثقافي والسياحي يزداد بين الصين والدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق.
ووُقّعت 108 وثائق بين الصين والدول المعنية بمبادرة الحزام والطريق في الفترة من 2013 إلى 2018، بما في ذلك التعاون الثنائي في مجالي الثقافة والسياحة، وفقا لتقرير نُشر على موقع الوزارة.
وذكر التقرير أنه بالإضافة إلى تعزيز الارتباطية، وُضعت آليات لتعزيز التعاون الثقافي والسياحي بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، وبين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، وبين الصين وروسيا ومنغوليا.
كما تعمق التعاون الدولي بين المنظمات الثقافية في دول الحزام والطريق على نحو أكبر، وهو ما أدى إلى إنشاء تحالفات طريق الحرير من مسارح ومتاحف ومهرجانات فنية ومكتبات ومتاحف فنية، وسط مشاركة 319 منظمة أجنبية من 88 دولة ومنطقة حتى أبريل 2019.
وفي غضون ذلك، تتعاون الصين مع الدول المعنية بالمبادرة في قطاع السياحة؛ حيث توجّهت الصين مع كل من الاتحاد الأوروبي ودول الآسيان ودول وسط وشرق أوروبا وكازاخستان وأستراليا وكرواتيا، إلى إقامة أنشطة “عام السياحة” لتحسين التفاهم المتبادل.
ووفقا للتقرير، بلغ إجمالي عدد المسافرين بين الصين والدول المعنية بالمبادرة، 70.34 مليون مسافر في 2018، حيث أصبحت ميانمار وفيتنام وروسيا ومنغوليا وماليزيا والفلبين وسنغافورة من المصادر الرئيسية للزوار القادمين إلى الصين.

رئيس شركة أكوا باورالسعودية: مبادرة الحزام والطريق خلاقة والتعاون في إطارها مع السعودية حقق نتائج إيجابية
أشاد محمد أبونيان، رئيس مجلس إدارة أكوا باور، الشركة السعودية الرائدة المطورة والمشغلة للطاقة وتحلية المياه، بمبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين، مشيرا إلى أن التعاون بين الشركة السعودية وشركات صينية في إطار المبادرة يسير بشكل مطرد وحقق نتائج إيجابية للسعودية ودول أخرى على طول خطوط الحزام والطريق.
جاء ذلك في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي تستضيفها العاصمة الصينية بكين. وشارك أبونيان في عدة منتديات فرعية من بينها منتدى المديرين التنفيذيين للحزام والطريق.
وقال أبونيان إن “مبادرة الحزام والطريق مبادرة خلاقة تربط التاريخ بالواقع”.
وأكد أن آثار المبادرة الإيجابية انعكست على المشاريع الاستثمارية والتطويرية التي تنفذها شركة أكوا باور في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وفي هذا الصدد، قال أبونيان ” حققنا الكثير من الاستثمارات مع حكومة الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق فى السعودية وفى دول أخرى. هناك تعاون قائم في الطاقة المتجددة والطاقة التقليدية وتحلية المياه بين أكوا باور وشركات عديدة في الصين”.
ويلعب التعاون في مجال الطاقة دورا هاما في العلاقات بين الصين والمملكة العربية السعودية ويصب المزيد من التعاون بين البلدين في هذا المجال في المصلحة الاستراتيجية لكلا البلدين والبلدان الواقعة على طول خطوط المبادرة.
وخلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الأخيرة إلى الصين، وقعت شركة “أكوا باور” عددا من مذكرات التفاهم مع مؤسستين صينيتين بارزتين، هما “صندوق طريق الحرير” وشركة “هواوي” المتخصصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز التعاون الاستثماري والتقدم التقني في محطات توليد الطاقة وتحلية المياه، وكذلك توظيف تقنيات الاتصالات والمعلومات في زيادة كفاءة وتحسين أداء مشاريع “أكوا باور” في قطاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة المتجددة.
وستمتد الاتفاقية لتشمل عددا من المشاريع، بما فيها محطة سكاكا لتوليد الطاقة الكهروضوئية التي تعد أول محطة طاقة شمسية في المملكة. كما تشمل أوجه التعاون بين “أكوا باور” و”هواوي” فى رقمنة العمليات الإدارية بمحطات توليد الطاقة.
وتوقع أبونيان أن يدفع الترابط بين رؤية 2030 للسعودية ومبادرة الحزام الطريق التعاون بين الجانبين في هذا المجال الذي يتمتع بامكانيات كبيرة، بحسب قوله.
وقال “هناك كثير من التلاقي بين رؤية 2030 السعودية ومبادرة الحزام والطريق”.
وقال أن شركة أكوا باور باعتبارها إحدى الشركات الرائدة بالمنطقة في قطاع تطوير مشاريع الطاقة والمياه تتمتع بوضع يمكنها من دعم التحول الاقتصادي الذي تطمح إلى تحقيقه رؤية 2030 السعودية ومبادرة الحزام والطريق.
يذكر ان شركة أكوا باور هي مطوِّر ومستثمر ومشغل لمجموعة من محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه، وتشمل محفظة أعمالها حالياً 51 محطة قيد التشغيل والبناء أو في مراحل متقدمة من التطوير، ويعمل لدى الشركة ما يزيد عن 3500 موظف ما يشكل 60% من التوظيف المحلي في 11 دولة في مناطق الشرق الأوسط وشمال وجنوب أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وتعقد الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بمشاركة 37 رئيس دولة وحكومة. وحوالى 5000 ضيف أجنبي من أكثر من 150 دولة وأكثر من 90 منظمة دولية. وعُقدت الدورة الأولى لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين في مايو 2017.

خبير: مبادرة الحزام والطريق لها تأثيرات إيجابية على الصعيد العالمي
صرح بريان لانتز المدير التنفيذي لمعهد شيللر، وهو مركز دولي للبحوث السياسية والاقتصادية، صرح يوم الثلاثاء بأن مبادرة الحزام والطريق لها تأثيرات إيجابية في أرجاء العالم.
وقال لانتز لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن التعاون الدولي والمستقبل المشترك، وهما موضوع الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي والمقرر عقدها في الفترة من 25 إلى 27 إبريل الجاري، يستحوذان على مخيلة الناس في أنحاء العالم.
وأضاف أن “أحد التأثيرات الإيجابية يتمثل في انتشار التفاؤل الذي تجده بين الدول النامية…بأن بلدانهم يمكن أن تشهد تحولا عن طريق الارتباط بـ(مبادرة) الحزام والطريق”.
علاوة على ذلك، قال لانتز ضاربا مثالا بإيطاليا إن هذا البلد يدرك أن مساعدة إفريقيا على تنمية اقتصادها هو أفضل سبيل لحل أزمة الهجرة في أوروبا. لذلك، يرغب في التعاون مع الصين للاستثمار المشترك في بلدان ثالثة، ولاسيما البلدان الإفريقية.
ورفض الخبير الإدعاءات التي تقول إن مبادرة الحزام والطريق فخ للديون بالنسبة للدول المشاركة فيها، قائلا إن المبادرة تساعد على إطلاق العنان لإمكانات هذه البلدان.
وقال “لا يوجد فخ للديون. الصين لا تنخرط في القيام باستثمارات بفكرة إيقاع الدول في فخ الديون، ولكنها في الواقع تطلق العنان لإمكانات هذه الدول”.
تهدف مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين في عام 2013، إلى بناء شبكات من التجارة والبنى التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا على مسارات طريق الحرير القديم وما وراءه. وتتكون المبادرة من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21.

المركز الإعلامي يتحول لخلية نحل لإنجاح الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي
تحول المركز الوطني للمؤتمرات بالعاصمة الصينية بكين إلى خلية نحل لإنجاح الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، فيما حظيت خدماته بإعجاب وإشادة الضيوف الأجانب الوافدين لتغطية فعاليات المنتدى.
ويقع داخل المبنى الضخم الكائن بالقرب من الحديقة الأولمبية المركز الإعلامي للمنتدى. وضج المركز الذي فتح أبوابه الأربعاء بالآلاف من الصحفيين والمراسلين وممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الإعلامية المحلية والأجنبية، في مشهد يتناسب مع أهمية الحدث والمبادرة التنموية العالمية الطموحة التي تحمل نتائج الكسب المشترك للجميع.
–تسهيلات وخدمات
ومن أجل تسهيل التغطية الإعلامية للمنتدى، حرص المركز على توفير تطبيق خاص يمكن للضيوف تحميله بسهولة للتعرف على كافة الخدمات المقدمة الداخلية والخارجية، بدءا من وسائل المواصلات المجانية من مقار إقامتهم إلى القاعات الإعلامية متعددة الوسائط الى المطاعم والمناطق الثقافية والترفيهية.
وقال وو تيان، أحد موظفي المركز الإعلامي، لوكالة ((شينخوا))، إن المركز الإعلامي لمنتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي وفر قاعات خاصة للخدمات الإعلامية لجميع وسائل الإعلام مكتوبة أو سمعية أو مرئية، وزود بقاعتين للمؤتمرات الصحفية، وقاعة عمل إعلامي رئيسية ضخمة بمساحة 2200 متر مربع مزودة بأكثر من 546 مقعدا منها 210 مزودة بأجهزة كمبيوتر محمولة بأنظمة تشغيل صينية وإنجليزية.ويتميز كل مقعد بمنفذ للوصول إلى الإنترنت فائق السرعة وعريض النطاق من الجيل الخامس.
صرح وو أنه تم توفير مقصورات إعلامية قابلة للتأجير للشبكات والمنظمات الإعلامية الكبرى ومنطقة للمؤتمرات الصحفية بالإضافة الى خدمات البث الحي عبر الأقمار الصناعية.
وقال وو ان المركز جند نحو 290 متطوعا يعملون على مدار الساعة لتقديم الخدمات للضيوف، مضيفا أن المركز زود أيضا بغرف للصلاة وعيادات طبية وخدمات عامة مثل الخدمات البريدية والاتصالات والبنكية.
الجدير بالذكر أنه تستخدم تقنية التعرف على الوجه على نطاق واسع فى المركز من خزائن حفظ المتعلقات الشخصية الى الدخول والخروج.
–أنشطة تفاعلية
ومن الأمور اللافتة بالمركز المناطق التفاعلية الترفيهية والثقافية. وإلى جانب معرض للصور الفوتوغرافية، تم توفير منطقة ثقافية تفاعلية حول التراث المادي الصيني تتيح للضيوف ممارسة أشكال مختلفة من التراث الثقافي الصيني، من فن الرسم بالفرشاة والنقش على النحت والخزف.
واستعرض معرض الصور الفوتوغرافية التطورات التي شهدتها الصين في المجالات المختلفة علميا وتكنولوجيا وإنشائيا. واحتلت مشاريع مشتركة أنشئت في إطار مبادرة الحزام والطريق جزءا رئيسيا من هذا المحتوى.
ومن صور عن اختراقات علمية وفضائية مثل الأرز الهجين والقرود المستنسخة إلى مطار بكين الدولي الضخم الجديد، يمكن للضيوف أيضا أن يأخذوا لمحة عن مشاريع التعاون المربح في إطار مبادرة الحزام والطريق بين الصين ودول أخرى.
من بين ذلك، أوبرا الجزائر ومحطة طاقة الفحم في بورت قاسم بباكستان ومحطة بيلو مونت في البرازيل للطاقة الكهرومائية وبرج شاهق في دبي بالإمارات وقطار مومباسا – نيروبي بطول 480 كم في شرق أفريقيا، ومشاريع أخرى كثيرة نفذت بالتعاون مع شركات صينية في إطار المبادرة.
واشتمل المركز الإعلامي على منطقة تفاعلية ترفيهية بعدسات تقنية العالم الإفتراضي، تتيح للضيوف زيارة معالم وأماكن مختلفة في الصين، في تجربة أقرب لزيارة تلك الأماكن في الواقع، بما في ذلك المدينة المحرمة والقصر الصيفي في بكين وقصر بوتالا في التبت، وغيرها من الأماكن السياحية الشهيرة في مدن صينية مختلفة مثل شانغهاي وهانغتشو وسوتشو وشيآن.
كما تم توفير بمنطقة لالتقاط الصور الفورية مع معالم بكين والصين عموما، ومطعم كبير يقدم وجبات طعام يومية مجانا لجميع الضيوف المترددين على المركز. والوجبات مخصصة لإرضاء جميع أذواق المشاركين في سواء من الصينيين أو العرب والضيوف الأجانب الآخرين.
–إشادات كبيرة من الضيوف
وقد اجتذبت تلك الأنشطة والخدمات اهتمام الصحفيين والمراسلين الأجانب. وأعرب رؤساء وفود ومراسلون أجانب عن إعجابهم الكبير بالخدمات والتسهيلات المقدمة.
وقال نيتين كوخالي من مؤسسة sniwire الهندية، التي تركز على الشؤون الاستراتيجية والسياسات الدولية، لوكالة ((شينخوا))، إن “الخدمات هنا شاملة ومتنوعة. شاركت في فعاليات خارجية كثيرة، لكنني لم أشهد هذا المستوى العالي من الخدمات”.
وأضاف أن “المركز يتمتع بمواصفات عالمية ويقدم خدمات وتسهيلات متميزة”.
واجتذبت المناطق الترفيهة والثقافية المزيد من الضيوف الأجانب الذين حرصوا على التقاط الصور والاستمتاع بجولات في المناطق السياحية الصينية بتقنية الواقع الافتراضي. وأكد بول كو، مسؤول علاقات إعلامية في الفلبين، سعادته بتلك التجربة المثيرة، قائلا لوكالة ((شينخوا)):”حقا إنها تجربة رائعة بالنسبة، الأجواء هنا جميلة وهادئة بشكل عام، وطاقم العمل ودود جدا”.
ويقدم المركز خدمات لحوالي 4100 إعلامي بينهم 1600 مراسل أجنبي سجلوا لتغطية الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي سيعقد في الفترة 25 إلى 27 أبريل، دون توقف من الساعة السادسة صباحا حتى العاشرة مساء .
ومن المقرر أن تنطلق الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بحضور 37 رئيس دولة وحكومة وحوالى 5000 ضيف أجنبي من أكثر من 150 دولة وأكثر من 90 منظمة دولي.
وعُقدت الدورة الأولى لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين في مايو 2017.
واقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق عام 2013. وتهدف المبادرة إلى ربط آسيا وأفريقيا وأوروبا وما وراءها بشبكات من التجارة والبنية التحتية. ولكنها مفتوحة لجميع الشركاء، فهي تمتد عبر بلدان ومناطق مختلفة، ومراحل مختلفة من التنمية، وتقاليد تاريخية مختلفة، وثقافات وديانات مختلفة، وعادات وأساليب حياة مختلفة، فهي مبادرة من أجل التنمية السلمية والتعاون الاقتصادي المربح للجميع.
وخلال أكثر من السنوات الخمس الماضية، حظيت مبادرة الحزام والطريق بردود إيجابية من العديد من البلدان والمنظمات الدولية وجذبت انتباه العالم أجمع. وتجاوز حجم التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول خطوط المبادرة 6 تريليونات دولار في الفترة من 2013 الى 2018. وخلال السنوات الماضية وقعت الصين 174 مذكرة تعاونية مع 126 دولة و29 منظمة دولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.