موقع متخصص بالشؤون الصينية

42 شمعة مضيئة للعلاقات الأردنية الصينية

0

صحيفة الدستور الأردنية ـ
مروان سوداح:

صادفت مؤخراً الذكرى ال42 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية، وفتح السفارتين في عمّان وبيجين، بعدما كانت المملكة الأردنية الهاشمية قد اعترفت في السابع من شهر ابريل/ نيسان 1977، بوحدة التراب الوطني الصيني، وبتمثيل البر الصيني الرئيسي لكل الأراضي الصينية ولجميع المواطنين الصينيين.
ومنذ ذلك التاريخ نشهد نقلات متلاحقة في هذه العلاقات على جميع الأصعدة، ومنها السياسية بطبيعة الحال بين الرؤساء المتعاقبين لجمهورية الصين الشعبية والقيادة الأردنية، ممثلة بجلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، إذ دأبا على التنسيق مع الصين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبضمنها الأوضاع فيما يسميه العالم غير العربي بمنطقة «الشرق الأوسط».
وتتسم العلاقات بين بلدينا ودولتينا منذ تأسيسها بالاحترام العميق والتعاون المتبادل المنافع في إطار معادلة «رابح- رابح»، التي تضمن لهما نمواً متوازناً في هذه العلاقات، واحتراماً متبادلاً لخصوصية كل منهما في شتى الفضاءات، تنعكس إيجاباً على مجمل العمليات التبادلية بين الطرفين، ابتداءً من السياسة والدبلوماسية، وإلى الإنسانية والاقتصادية، ومروراً بالتعليمية والثقافية وغيرها، والتي أفضت بدورها إلى توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين حكومتي البلدين، والتي وضع جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس شي جين بينغ توقيعهما عليها في عام 2015م.
العلاقات بين العالمين العربي والصيني والأردن جزء من هذا الفضاء الجيوسياسي، تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، فقد عثر في ثرى الأردن على آثار تميط اللثام عن وجود الصينيين في بلادنا، من خلال مشاركتهم قبل ألوف السنين في تعمير طريق الحرير الصيني القديم بتجارتهم وتبادلاتهم الإنسانية مع الأردنيين القدامى، إذ أن هذا الطريق قد انطلق من جنوب الأردن إلى شماله نحو سورية.
في عام 1980، بدأت الصين في تنفيذ مشاريع المقاولات في الأردن، وتوسيع مشاركاتها بنشاط واضح في مختلف حقول التعاون الثنائي، ويستمر هذا النهج بثبات حتى يومنا هذا، إذ شاركت الصين في عدد كبير من المشاريع والإنشاءات الهامة في المملكة، بجودة ومصداقية كبيرة، لكسب ثقة الجانب الأردني الرسمي والشعبي على حد سواء، كما سبق ونوه السفير الصيني لدى الأردن السيد بان ويفانغ. واليوم تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن.
ومن الجدير بذكره، أن الحكومة الصينية قدمت منذ سنوات طويلة للجانب الرسمي الأردني، العديد من المساعدات الاقتصادية المختلفة، والتي تشمل مشاريع مائية، وأخرى للسكن والطرق، زد على ذلك تقديم مساعدات إنسانية طارئة مباشرة، ومساعدات نقدية ومادية مختلفة بالتعاون مع المنظمات الدولية وصلت للجانب الأردني، من أجل تخفيف الأعباء الملقاة على كاهله نتيجة استضافة اللاجئين السوريين.
وبذلك، يعتبر الأردن شريك مهم وثابت للصين في إطار مشاركته في بناء «مبادرة الحزم والطريق» (طريق الحرير الصيني الجديد)، والتي سبق وأعلن الرئيس شي جين بينغ عنها للعالم أجمع في عام 2013م، ولذلك نشهد خطوات كبيرة متواصلة وتعدد في عناوين المشاريع الصينية في مختلف مناطق المملكة، وهي تحوزز على المصداقية وتتسم بدقة التنفيذ، وبالتالي تعتبر مكملة للمشاريع الصينية في دول المنطقة وأقطار آسيا، إذ تخطط الصين للعودة إلى المنطقة بدفق استثماري واضح، وبالتالي الوصول بجسورها إلى شعوب ودول القارة السمراء، من خلال هذه المبادرة السلمية ذات الهدف الاقتصادي المستدام والروافع المالية الضخمة، والسبل البرية، والخطوط الجوية والقنوات المائية الآسيوية الطويلة العابرة للأردن وبلدان المنطقة العربية.
* صحفي وكاتب أردني، ورئيس الاتحاد الدولي الالكتروني للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.