موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين ووحدة المبادئ

0

خاص موقع الصين بعيون عربية – نبيل احمد الرياشي:
منذ وقت طويل أي قبل أكثر من 70 سنه سعت جمهورية الصين الشعبية الى طرح رؤيه توافقية تختص بأطر التعايش والتقارب بين الأمم والشعوب.

فقد ادركت القيادة الصينية في عام 1953 بأهمية وضع وصياغة بعض المبادئ التنظيمية والحاكمة حرصاً منها على وحده الصف وامن واستقرار المنطقة والعالم ككل خصوصا مع تسارع وتيرة الأحداث والمستجدات التي طرأت في تلك الفترة.

ولذا فقد بادر الرفاق الصينيون الى استشعار هذه المرحلة للبحث عن مبادئ وقواسم مشتركه ومتبادلة للتعايش السلمي تصب في مصلحه الأوطان وتساعد في تعزيز الثقة وتقويه أواصر التعاون المشترك فيما بين الجميع.

لتكون تلك المبادئ الخمسة التي تم وضعها بمثابة الأسس الأولى الرئيسية التي يبنى عليها والمحددة مضامينها في ( الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي وعدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمساواة وأيضا المنفعة المتبادلة والتعايش السلمي).

فما أحوج عالمنا وخصوصا النامي والمتطلع إلى أن نبذل لأجله المزيد من الجهد والعمل والعطاء وفق تلك المبادئ العظيمة وغيرها وحتى يسود السلام والمحبة اكثر بقاع الأرض بعيدا عن لغة الصراعات والمكايدات والفتن الطائفية المقيتة او لغة الاستكبار والهيمنة على الشعوب واحترام مبادئ التعايش والحقوق والواجبات.

ومن هنا انطلقت هذه المبادرة التي طرحتها القيادة الصينية من وحي الهم والمعاناة واستلهاما لما قد يحتاجه العالم الحر، ليتجلى ذلك الأثر بداية في الداخل الصيني.. هذا البلد المترامي الأطراف جغرافيا والثاني في عدد الكثافة السكانية دوليا.. وأحد اهم صانعي الاقتصاد العالمي..

فالتجربة الصينية في صياغه المستقبل المنشود والمثالي كانت ومازالت تحتم على الآخرين الاقتداء بهذا السير او النهج ولو بالقليل او البسيط مما سلكه هذا البلد الفريد والشامخ على مر العصور.

ذلك ان الإرادة الصينية قلما نجدها في اكثر دول العالم من حيث القدرات اللامتناهية والمتجددة وفنون حسن التعايش، بل والوقوف بقوه وحزم امام مختلف التيارات الباردة للحروب الاقتصادية المضادة هذا ناهيك عن الثقل السياسي الحكيم والموزون الذي يتمتع هذا البلد بين سائر الأقطار..

وفي الطرف الآخر لطالما ازعج الحكومة الصينية ما تراه من المشاهد السوداء لبؤر الصراعات المسلحة هنا او هناك او تلك الحروب العبثية والاقتتالات الدامية بكافه اشكالها ودوافعها وما تخلفه من المآسي وغيرها من الصور المحزنة التي تتبرأ منها النفس البشرية التواقة الى السلم والأمان والعيش بكرامة دون انتقاص وبما يتماشى وأهداف وبنود حقوق الانسان المكفولة.

ولاريب بآن العديد من المواثيق الأممية قد تم اقتباسها من تلك المبادئ الخمسة لما تشكله من أهميه في العلاقات الدولية.

وعلى ذات الصعيد لا تألوا جمهورية الصين من تقديم كل سبل الدعم واوجه التعاون الدولي الذي تمنحه لمختلف البلدان كالدول النامية او الناشئة او التي تحتاج الى مساعدات ملحة وطارئة.

ويجب التوقف في هذا الحيز وعلى سبيل الذكر الدور الكبير والسخي الذي قدمته الصين نحو جمهورية اليمن شماله وجنوبه ومدى الاسهام الفاعل للدفع بعجله البناء والتنمية في هذا البلد الذي تربطه علاقات متميزة وتاريخيه مع جمهورية الصين الشعبية.

فقد تلمس الأشقاء الصينيون ومنذ وقت مبكر أبرز الاحتياجات والمتطلبات التي تنقص الشعب اليمني حينذاك لتبدأ في تقديم الرعاية الصحية والدوائية الشاملة وارسال الفرق والكوادر الطبية مع كافه المستلزمات الضرورية لهذا الشأن ثم العمل لاحقا على الاهتمام بأمور البنية التحتية وإعلان مبادرتها عن انشاء المراكز الصحية وتجهيز وبناء المستشفيات العملاقة والنموذجية في سائر المدن اليمنية ليمتد ذلك العطاء متواكبا مع تنفيذ وشق الطرقات وتعبيدها وبناء المصانع والمراكز التعليمية والمبان الحكومية وغيرها من المشاريع الواسعة.

وما ذلك النصب التذكاري القابع في تلك التلة المطلة على مدينه صنعاء الا شاهد بارز لما قدمته الصين وترحما لتلك الهامات والسواعد التي قضت نحبها في اليمن.

وقفه:
تحرص جمهوريه الصين على استتباب الامن في اليمن.. وتسعى جاهده للم الشمل وتضميد الجراح والدفع أيضا بكل ما يعزز أوجه الأنشطة الاقتصادية لهذا البلد وتقديم كل التسهيلات الممكنة مثل الإعفاءات الجمركية للصادرات اليمنية للصين وغيرها من الامتيازات التي تقدمها دوما نحو اليمن.
—————
صحفي يمني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.