موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين وأفريقيا تتطلعان نحو مرحلة جديدة من (التعاون المثمر)

0


صحيفة الشعب الصينية:
يلعب منتدى التعاون الصيني ـ الإفريقي دورا محوريا ورياديا في وضع الإطار العام والاتجاه الرئيسي والتخطيط الكلي لتطوير العلاقات الصينية ـ الإفريقية بالرؤية المستقبلية والروح العملية تلبية للرغبة الصادقة والمشتركة لدى الجانبين لدفع هذه العلاقات للمضي قدما. ومنذ انطلاق منتدى التعاون الصيني ـ الإفريقي عام 2000،لا سيما منذ قمة بكين عام 2006، حققت العلاقات الصينية ـ الأفريقية تقدما كبيرا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، وحقق انجازات ملحوظة. كما شهد النمو الاقتصادي والتعاون التجاري بين الجانبين تنمية شاملة وسريعة خلال السنوات الأخيرة، حيث تشكلت تدريجيا وعلى مستويات متعددة وواسعة النطاق مغطية مجمل أنماط التعاون،ولعبت دورا لا غنى عنه في كل من التنمية الاقتصادية والتجارية.

شهد التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الجانبين نموا متسارعا ،فيما يتعلق بالتجارة ، فكان حجم التبادل التجاري الإجمالي بين الصين ودول إفريقيا 166.3بليون دولار عام 2011، فأصبحت الصين أكبر شريك تجارة لإفريقيا خلال ثلاث سنوات متتالية. وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الاستثمار المتبادل، فنجده في نمو متسارع أيضا. وقد تضاعف حجم الاستثمارات الصينية في إفريقيا، وتغطي الاستثمارات الصينية 50 دولة إفريقية، ونجد 2000 شركة صينية تشمل قطاعات واسعة. وفي الوقت نفسه، فإنه من جانب إفريقيا، نجد أن استثماراتها في الصين في صدد التنشيط والتوسيع أيضا. بالإضافة إلى ذلك، هناك تعاون إنمائي فعال بين الصين و أفريقيا ،ومشاركة حثيثة ومتزايدة من الصين في تنفيذ مشروعات البنية التحتية في الدول الإفريقية في صورة المساعدات والمقاولات والاستثمارات وغيره. ومنذ بداية القرن الجديد شهد حجم المساعدات الصينية إلى أفريقيا زيادة 10 مرات.

وتبرز هذه البيانات تجاه التطور السريع للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وإفريقيا منذ انطلاق منتدى التعاون الصيني الإفريقي.وقال رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي أن الصين، ببعثها المذهل ، وتعهداتها بالشراكة متبادلة الكسب مع أفريقيا، هما احد أسباب بداية النهضة الإفريقية .كما كسبت السياسة الصينية في افريقية نتائج ايجابية في البلدان الأفريقية، ويرجع ذلك إلى الفوائد الملموسة التي جلبها التعاون بين الصين وأفريقيا ومساعدة التنمية الوطنية والاقتصادية في أفريقيا لشعب الأفريقي.

إن طلب الصين لاستقرار الأسعار الدولية للمنتجات الأولية عاملا مهما لضمان زيادة عائدات التصدير في البلدان الأفريقية. كما أسهم الاستثمار والتعاون الصناعي بين الصين وأفريقيا إلى حد ما عملية التحديث للتصنيع في البلدان الأفريقية. والصين تحرص على زيادة الاستثمار في البنية الأساسية في أفريقيا، وتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز القدرة على التحمل للتنمية الاقتصادية في أفريقيا. وتحرص الصين على زيادة حجم المساعدات المقدمة إلى إفريقيا ومبادرات تخفيض الديون، ودفع باهتمام المجتمع الدولي لقضايا التنمية في أفريقيا. كما لعبت مستوى البضائع الاستهلاكية الصينية المناسبة للسكان الأفارقة بصفة عامة دوراً نشطاً في تعزيز نوعية الحياة للشعب الأفريقي.

أقامت العلاقات الصينية ـ الإفريقية نموذجا إيجابيا يقتدى به للعلاقات فيما بين الدول في العالم، إلا أن النمو الأوثق لهذه العلاقة جعل البعض يصف الأخيرة بـ ” الاستعمار الجديد”أو اتهام الصين بـ ” الاستغلاء على الموارد الطبيعية” في أفريقيا،ولكن التعاون الصيني الإفريقي مفتوح وشفاف، لا توجد فيه أية أجندة سرية، ويبقى مبدأ المساواة و الثقة المتبادلة ركيزة أساسية للتعاون الصيني الإفريقي. وإن المساعدات الصينية غير مشروطة لأفريقيا، واحترام سيادة البلدان الإفريقية. كما أن الاستثمارات الصينية في أفريقيا يتفق مع قواعد السوق والممارسات الدولية، هو التعاون والمنافسة الدولية الشاملة والمتعددة. ويعتقد البروفسور ليونس نديكومانا مدير سابق لقسم البحوث الاقتصادية في البنك الإفريقي للتنمية أن التعاون بين الصين وأفريقيا يهدف إلى تحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المزدوج، وتجربة النمو الاقتصادي الصيني الناجحة تواجه تحولا في أفريقيا. وإن تحقيق التحول من الفقر إلى النمو الاقتصادي في افريقيا يحتاج إلى شريك مثل الصين.

لقد لعبت المساعدات والتعاون الصيني دورا هاما في التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي في أفريقيا، مما لا شك فيه الرأي العام الدولي. وأشار سكرتير عام حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” في فرنسا جان فرنسوا كوبيه إلى أنه منذ عام 2002 حتى 2008 بلغ متوسط نمو الاقتصادات الأفريقية 6%،واسهم ” عامل الصين” بنسبة 2%. وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في مقال لها أن الاستثمارات الصينية تجلب آمالا جديدة لأفريقيا، ويقدم نموذجا للتنمية في أفريقيا،والقوى الغربية المستعمرة لأفريقيا ليس لديها أي مؤهلات لتوجيه بأصابع الاتهام نحو الصين.

إن مواصلة تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي هو طموح واحتياجات لكل من الصين وأفريقيا،و انعقاد الدورة الخامسة من الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي في بكين يومي 19 و20 يوليو الحالي يفتح فصلا جديدا لتعاون الصيني ـ الأفريقي.كما نؤمن بالجهود المشتركة لكلا الطرفين للعبور إلى مستوى جديد من التعاون الصيني ـ الأفريقي وتحقيق أفضل فائدة للشعبين الصيني ـ الأفريقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.