موقع متخصص بالشؤون الصينية

خبير سعودي: التحول في المكانة العالمية لدول الجنوب العالمي في 2025 تتويج لمسار تراكمي طويل

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

قال عبد العزيز الشعباني، الباحث السعودي في مركز الرياض للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن التحول في المكانة العالمية لدول الجنوب العالمي في عام 2025 ليس “مفاجئا” بقدر ما هو تتويج لمسار تراكمي طويل، انتقل خلاله الجنوب العالمي من كونه “موضوعا للنقاش” إلى فاعل أساسي لا يمكن تجاهله في قضايا محورية مثل الطاقة والمناخ والأمن الغذائي وإصلاح المؤسسات الدولية.

وأوضح الباحث في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أن صعود تأثير دول الجنوب العالمي يتجلى عبر مظاهر عملية واضحة، منها توليها رئاسة مجموعات دولية كبرى مثل مجموعة العشرين، والتوسع المستمر في مجموعة بريكس، إلى جانب استضافتها مؤتمرات بارزة حول المناخ والتنمية، مشددا على أن هذه التطورات ليست رمزية، بل تعكس حقيقة الدور المتزايد لاقتصادات الجنوب في دفع النمو العالمي، سواء من حيث مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي أو كأسواق استهلاكية صاعدة.

ورأى الباحث أن صعود الجنوب العالمي يعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، في مقدمتها تنامي القوة الاقتصادية، والدفع المتزايد نحو إصلاح المؤسسات متعددة الأطراف. وأشار إلى أن دول الجنوب العالمي، على الرغم من تنوعها، أصبحت أكثر إدراكا لمصالحها المشتركة في عام 2025، وأكثر حرصا على تطوير أدوات التنسيق داخل المنظمات الدولية القائمة.

وفي الوقت نفسه، لم يغفل الشعباني التحديات التي تواجه هذه الدول، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية وتداعيات التغير المناخي، لكنه لفت إلى جهود ملموسة لتعزيز التنسيق عبر منصات مثل “بريكس” ومجموعة العشرين وغيرها، بهدف بلورة مواقف موحدة بشأن قضايا تغير المناخ وإصلاح المؤسسات المالية الدولية.

وأضاف أن مفهوم “الاستقلالية” هي التجسيد الأصدق لروح الجنوب العالمي في العام الجاري، في ظل تنامي الرغبة في صياغة السياسات على أساس المصالح الوطنية والإقليمية، بعيدا عن التأثير الأحادي. وأكد على الدور المحوري للجنوب العالمي في دفع نظام دولي أكثر عدلا وتوازنا، من خلال توسيع دائرة صنع القرار وترويج أجندة تركز على قضايا التنمية ومكافحة الفقر والعمل المناخي، بما ينسجم مع رؤية بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

وفي سياق متصل، تطرق الباحث إلى التحول النوعي في أنماط التعاون الاقتصادي بين الصين ودول الشرق الأوسط، من التبادل التقليدي للموارد إلى الشراكة في مجالات التكنولوجيا الفائقة والطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي، معتبرا أن هذا التوجه يسهم في تنويع اقتصادات المنطقة، ويعزز في الوقت نفسه القدرات التفاوضية لدول الجنوب العالمي ضمن الأطر متعددة الأطراف.

واختتم بالتأكيد على أن استمرار هذه الاتجاهات من شأنه أن يرسخ نموذجا أكثر استدامة للتعاون بين دول الجنوب العالمي ويوفر بيئة أكثر توازنا لدول المنطقة والعالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.