موقع متخصص بالشؤون الصينية

الثقافة الإثنية التقليدية في جنوب غربي الصين تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم

0

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

على أنغام آلات لوشنغ الهوائية الخشبية ووسط رائحة كعك الأرز اللزج، احتفلت قرية في مقاطعة قويتشو بجنوب غربي الصين بمهرجان رأس السنة التقليدية لقومية دونغ خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو حدث بات بمثابة بوابة للزوار من جميع أنحاء العالم.

وتقيم قرية تشاوشينغ لقومية دونغ في محافظة ليبينغ، إحدى أهم القرى لقومية دونغ في الصين، فعاليات ثقافية شعبية فريدة كل عام تشمل الأغنية الكبرى لمجموعة دونغ الإثنية، وهي شكل من أشكال الجوقة الشعبية المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، علاوة على مواكب إثنية ضخمة ومسابقات موسيقية للعزف على آلة “لوشنغ”، وحفلات حول النار.

واستقطبت هذه الثقافة الإثنية النابضة بالحياة سياحا من جميع أنحاء العالم، مما خلق أجواء احتفالية بهيجة.

ووصل كونستانتين بوكازاتشينكو، سائح من موسكو عاصمة روسيا، على متن قطار فائق السرعة قادم من قويلين المجاورة، وهي وجهة سياحية شهيرة في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ. وخلال اليومين الماضيين في القرية، زار السائح الروسي مع أصدقائه العديد من المباني الأثرية، وشاهدوا موكبا ضخما، وشاركوا في الطقوس الاحتفالية.

وأعرب بوكازاتشينكو عن إعجابه الشديد بالعروض التقليدية، قائلا: “لقد شاهدت عروضا للأغاني والرقصات الإثنية الصينية من قبل، لكن احتفال رأس السنة التقليدية لقومية دونغ تميز بمشاركة أكبر وتنوع أوسع في العروض. وكان من المثير حقا أن أجربها شخصيا”.

ووثّق ساروار جهان، مدوّن فيديو من بنغلاديش يتابعه أكثر من 400 ألف شخص على الإنترنت، لحظات جميلة ومثيرة من احتفالات رأس السنة الجديدة لقومية دونغ بالكاميرا.

وقال: “كان الموكب الكبير اليوم رائعا. يحبّ السكان المحليون ثقافتهم التقليدية ويفتخرون بها حقا. أسرتني المناظر الطبيعية والثقافة وابتسامات الناس”.

ويعتزم جهان مشاركة مقاطع الفيديو القصيرة التي ينشرها على فيسبوك ويوتيوب لعرض جمال قويتشو على الجمهور العالمي، حيث قال “الآن، يتعمق التعاون بين بنغلاديش والصين. يشاهد العديد من البنغلاديشيين مقاطع الفيديو الصينية ولديهم اهتمام كبير بالثقافة الصينية”.

ووفقا للهيئة الوطنية للهجرة بالصين، يمكن لمواطني 76 دولة الآن دخول الصين دون تأشيرة، سواء عبر اتفاقات متبادلة أو من طرف واحد، مع توسيع نطاق إعفاءات العبور لتشمل 55 دولة.

وأظهرت بيانات الهيئة أن عدد الوافدين الأجانب بدون تأشيرة تجاوز 7 ملايين وافد في الربع الثالث من هذا العام، ما يمثل 72.2 بالمائة من إجمالي الوافدين الأجانب، مسجلا زيادة سنوية قدرها 48.3 بالمائة.

وبفضل سياسة الإعفاء من التأشيرة، يختار المزيد من الزوار الدوليين المناطق النائية في جنوب غربي الصين وجهة لرحلاتهم، مما يضفي مزيدا من الحيوية العالمية على المنطقة.

وخلال عطلة عيد الميلاد التي تتزامن مع اقتراب رأس السنة الجديدة، تجذب ولاية ديتشينغ التبتية ذاتية الحكم في مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، التي تتميز بعلامة “شانغريلا” الشهيرة عالميا، العديد من السياح من داخل البلاد وخارجها.

وأظهرت أرقام صادرة عن السلطات المحلية أن ولاية ديتشينغ استقبلت أكثر من 33 مليون سائح محلي وأجنبي في الأشهر الـ11 الأولى من هذا العام، بما في ذلك حوالي 435.7 ألف سائح وافد، وهو ما يمثل زيادة سنوية قدرها 68.09 في المائة.

وبدوره، قال لوه تشاو فنغ، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في ولاية ديتشينغ، إن ديتشينغ تعد من أغنى المناطق بالموارد السياحية في يوننان، إذ تضم معالم سياحية شهيرة مثل “شانغريلا” و”الأنهار الثلاثة المتوازية” و”جبل ميلي الثلجي”، مضيفا أنه بإمكان السياح التمتع بالمناظر الطبيعية الأخّاذة على مدار العام في ديتشينغ.

ويذكر أن مقاطعة يوننان تتمتع بموارد سياحية غنية، بما في ذلك خمسة مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كما أنها موطن لأكثر من 20 مجموعة إثنية، وهو ما يجعلها جذابة لكل من السياح المحليين والأجانب.

وفي الوقت الحالي، يعمل أكثر من 35 بالمائة من سكان ديتشينغ بشكل مباشر أو غير مباشر في الصناعات الثقافية والسياحية، مما يجعل الثقافة والسياحة صناعة حقيقية تفيد سبل عيش الناس وسعادتهم.

وتنسجم هذه التوجهات المحلية مع الاستراتيجية الوطنية الأوسع للصين. وكما ورد في وثيقة توصيات صياغة الخطة الخمسية الـ15 (2026-2030)، ستعزز الصين التكامل بين الثقافة والسياحة من خلال التطوير الفعال للسياحة الثقافية، وستوظف الثقافة لتمكين التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كما أكدت الوثيقة على ضرورة توفير خدمات أكثر ملاءمة وجاذبية للسياح الأجانب الوافدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.