موقع متخصص بالشؤون الصينية

اختفاء مثير لرئيس الصين القادم

0


موقع قناة الجزيرة ـ
بكين ـ عزت شحرور:

بعد أكثر من أسبوع على اختفائه عن المشهد السياسي والإعلامي، لا يزال الغموض يلف مصير نائب الرئيس والرئيس القادم للصين شي جين بينغ، فقد تضاربت الأنباء والشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية بين إصابته بأزمة قلبية حادة وتعرضه لإصابة في الظهر أثناء السباحة، أو أثناء ممارسته هوايته بلعب كرة القدم داخل مجمع جونغ نان خاي مقر إقامة قيادة الحزب الشيوعي والدولة وسط العاصمة بكين.

وذهبت شائعات أخرى تداولتها وسائل إعلام تايوانية مقربة من الحزب الشيوعي إلى تعرض نائب الرئيس (59 عاماً) لمحاولة اغتيال عبر حادث سير مدبر بسيارة مسرعة يقودها أحد أتباع ومؤيدي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني بو شي لاي الذي تم إقصاؤه وتجميد عضويته في الحزب وتجريده من كافة مناصبه الرسمية مؤخراً، على خلفية تورطه في قضايا فساد والحكم على زوجته بالإعدام مع وقف التنفيذ لإدانتها بمقتل مواطن بريطاني.

وتأتي كل تلك الشائعات وسط صمت رسمي مطبق وغياب واضح للرجل عن أي نشاط سياسي أو إعلامي، في وقت تتزاحم فيه الأحداث الداخلية والإقليمية والدولية التي تفرض على شخصية بحجم نائب الرئيس الإدلاء بدلوه فيها كالزلزال الذي ضرب منطقة يوننان غرب الصين أو تدهور العلاقات مع اليابان وفيتنام والفلبين.

ولم تنفع بعض التسريبات الرسمية لمسؤولين رفضوا الكشف عن أسمائهم في تهدئة الرأي العام الصيني من خلال الادعاء بأن اعتكاف نائب الرئيس هو بهدف التفرغ لإجراء الاستعدادات اللازمة لعقد المؤتمر العام الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني الحاكم في الشهر القادم.

تأجيل وإلغاء
وقد زاد من اتساع رقعة انتشار الشائعات إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأجيل اجتماع القادة لمنتدى آيبك للتعاون الاقتصادي الذي عقد في مدينة فلاديفستوك الروسية بناء على طلب من الرئيس الصيني هو جينتاو بذريعة ارتباطه بحدث محلي هام في الصين.

كما عزز من انتشار هذه الشائعات أيضاً إلغاء اجتماعات رفيعة المستوى ومقررة مسبقاً بمسؤولين أجانب بمن فيهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ورئيس وزراء سنغافورة لي شين لونغ وكذلك رئيس وزراء الدانمارك. ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية خونغ ليي الإدلاء بأية أسباب حول الإلغاء المفاجئ لكل هذه الاجتماعات مكتفياً بالقول “لقد أبلغنا جميع الدول المعنية بكافة التفاصيل”.

وكان آخر ظهور رسمي لشي جين بينغ في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري أثناء افتتاحه مدرسة الإعداد الحزبي التي يرأسها، في حين كان آخر لقاء له مع ضيوف أجانب هو اجتماعه بالرئيس المصري محمد مرسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نهاية أغسطس الماضي.

أسرار الدولة
وظلت الصين تعتبر الحياة الخاصة والحالة الصحية لمسؤولي الحزب والدولة سراً من أسرار الدولة لا يسمح الحديث عنه أو تداوله عبر وسائل الإعلام، ويرى مراقبون أن مثل هذه الظروف من غياب الشفافية والمصارحة وانعدام الثقة بوسائل الإعلام المترافقة مع حالة عدم اليقين بالمستقبل لدى المواطن تشكل المكان الأفضل لتفشي الشائعات وسرعة انتشارها، خاصة عندما تكون البلاد تواجه أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية حادة كتلك التي تمر بها الصين حالياً.

وفي مرحلة حرجة لنقل السلطة إلى جيل قيادي جديد يحتدم فيها الصراع على أشده بين مراكز القوى داخل الحزب بشكل لم تشهد له الصين مثيلاً منذ تأسيسها، وفي الوقت الذي أكد فيه أستاذ العلوم السياسية في جامعة الشعب الصينية في تصريح للجزيرة نت استبعاده لفرضية محاولة اغتيال انتقامية ضد نائب الرئيس من لدن خصومه السياسيين.

لكن المتحدث نفسه أشار إلى أن انتشار الشائعات بهذا الشكل غير المعهود في الصين ليس مجرد لغط شعبي بل إن الأمر لا يخلو من تسريبات مقصودة يقوم بها مسؤولون حزبيون لخدمة أهدافهم في إطار الصراع المحتدم على السلطة والنفوذ بين مختلف مراكز القوى المتصارعة داخل الحزب، وأضاف أن عدم مصارحة الجماهير بحقيقة ما يجري سيكون له أثر بالغ على أجواء انعقاد المؤتمر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.