موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين وفلسطين

0

Flag-Pins-China-Palestine

صحيفة الديار الأردنية ـ
يلينا نيدوغينا*:
إعتراف الصين بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، يُشير الى تناغم ما بين المواقف الصينية المُعلَنة والعملية على أرض الواقع الأممي. فقد كان المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي، قد أكد في بكين أن الصين تفهم وتحترم وتدعم طلب الفلسطينيين للحصول على وضع دولة غير عضو في الأمم المتحدة، وبعدها تنادت الصين الى دعم فلسطين تصويتاً وتأكيداً.
والمتحدث الصيني يرى بأن الإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية يعدان “مِن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وأيضا أساس لخطة “الدولتين”. إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتتمتع بسيادة كاملة تجد دعماً موصولاً في الصين، التي تجهد بعقد مفاوضات سلمية تكون “الوسيلة الصحيحة” لتحقيق خطّة الدولتين، ويتعين على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفقاً لرأي الصين وتوجهاتها، “تسوية قضية الوضع النهائي من خلال الحوار والمفاوضات”.
دعم فلسطين نجده في أساسيات وأبجديات السياسة الصينية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، فقد كان “ون جيا باو” رئيس مجلس الدولة الصيني قد عبّر قبل سنوات عن ذلك بقوله بأنه “يتعين على الصين وفلسطين أن تدعما التعاون فيما بينهما”، وتستمر الصين وفقاً له بإستكمال عددٍ من مشروعات البنية الأساسية التى ساعدت بكين  في بنائها فى فلسطين، وقد حقق الأمر فوائد اجتماعية واقتصادية جيّدة لفلسطين، بل ذهب السياسي الصيني الكبير الى القول بأنه “يتعيّن على الحكومتين الصينية والفلسطينية أن تواصلا تدعيم التعاون من خلال التنفيذ الجاد لسلسلة من الاتفاقيات الخاصة..، “وتوسيع التعاون في تنمية وتدريب الموارد البشرية، والمزيد من المهنيين الفلسطينيين فى المستقبل..”، طبعاً بهدف ضمان كوادر علمية لدولة فلسطينية قادرة على الحياة ومتقدّمة وسيدة ومستقلة.
شهدت العقود الماضية نماء للعلاقات الصينية الفلسطينية، وحافظت الصين وفلسطين على صداقة “قوية وملحوظة” برغم حدوث تغيّرات رئيسية فى الأوضاع الإقليمية والدولية، وفقاً لقادة البلدين. ويرشح بأن الصين سوف تستمر بزيادة وتائر نمو استثماراتها في فلسطين ومساعداتها فيها، خاصة بعد الاعتراف الاممي بفلسطين، وتغيّر سياسات بعض الدول تجاه القضية الفلسطينية الى منحى إيجابي ينم عن فهم أعمق للقضية الفلسطينية ومأساة الشعب الفلسطيني.
من شأن العلاقات الطيبة والمتصاعدة للصين مع فلسطين، زيادة رصيد الصين ليس في فلسطين فحسب وهي محور العالمين العربي والاسلامي، بل ونمو التعاطف مع الشعب الصيني والدولة الصينية وسياسة الصين في هذين العالمين أيضاً.  ومن البديهي أن تعتبر فلسطين مدخلاً مناسباً للصين الى قلوب العرب والمسلمين، والى عقولهم أيضاً، وتجد الصين في القدس العربية وفلسطين والبلدان العربية عموماً تفهّماً لسياستها ونهجها الفكري والسياسي لأسباب كثيرة منها: إرثها التاريخي العريق والمتعاطف مع فلسطين وشعبها؛ ورغبة الصين بإنماء الشعوب العربية وتقدّمها؛ وعدم توافر أية نوايا عدوانية لديها كونها تشتهر بسياستها المبدئية الى جانب دعم الدول “الثالثية” وشعوبها في مواجهة الإستعمارين القديم المنبعث والحديث الراهن، ومختلف أشكال الإملاءات والتدخلات وهو الذي عالجه بنجاح مؤخراً المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني.
*عضو في الهيئة الإدارية للإتحاد الدولي للصُحفيين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.