مقابلة خاصة: الجزائر تتطلع إلى تنويع التعاون بين الصين والقارة الإفريقية

شبكة الصين:
قال الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل إن بلاده تتطلع إلى تعزيز وتنويع التعاون والتبادل بين الصين والدول الإفريقية .

وأشار مساهل، صاحب الخبرة العريضة في الشؤون الإفريقية ، في مقابلة خاصة مع وكالة (( شينخوا))، أجريت هنا في بكين، إلى أن الصين قدمت مساهمات كبيرة في حركات التحرير الوطني للدول الإفريقية ، كما قدمت يد العون والمساعدة من أجل تحقيق التنمية المستدامة في القارة في العصر الحديث.

وأضاف مساهل ان ” آلية منتدى التعاون الصيني- الإفريقي منذ إطلاقه عام 2000 أتاحت المزيد من الفرص للجانبين لتوثيق علاقاتهما ودفع الشراكة الإستراتيجية الصينية-الإفريقية الجديدة وتعزيزها”.

وأعرب عن أمله في ان يواصل الجانبان في إطار المنتدى توسيع مجالات التعاون على أساس المنفعة المتبادلة والفوز المشترك لتحقيق التنمية المشتركة التي تخدم مصلحة الجانبين.

وفي شأن العلاقات الصينية-الجزائرية، قال الوزير الجزائري إن العلاقات الودية بين الصين والجزائر تعود جذورها إلى زمن بعيد وتطورت بشكل مستمر في السنوات الأخيرة.

ويعود تاريخ العلاقات الجزائرية-الصينية إلي الخمسينيات من القرن الماضي، إذ كانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة عام 1958 قبل أن تستقل الجزائر عام 1962. ووقع البلدان في نوفمبر 2006 على اتفاقية للشراكة الإستراتيجية .

وقال مساهل ” الجزائر تحتفل هذه السنة بالذكري الخمسين لإستقلالها ، ونثمن ما قدمته الصين أثناء حربنا وكفاحنا من أجل التحرير والاستقلال الوطني، فالصين كانت أول دولة دعمت الجزائر في أوائل استقلالها .”

وبينما أعلن أن بلاده ستنظم احتفالات في العام المقبل بمناسبة مرور 50 عاما على وصول أول بعثة طبية صينية إلى الجزائر، أكد مساهل ان “العلاقات بين البلدين متميزة وأثمرت عن نتائج جيدة في الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتعليمية والعسكرية وغيرها “.

وتظهر الأرقام الإحصائية أن حجم التجارة بين الصين والجزائر بلغ 6.423 مليار دولار أمريكي في عام 2011، بزيادة 24.1 بالمئة عن عام 2010.

وتعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للجزائر في العالم، ويتوقع ان يتجاوز حجم التجارة بين البلدين أكثر من 7 ملايين دولار أمريكي هذا العام، وفقا للوزير.

وقال إن عددا كبيرا من الشركات الصينية تشارك حاليا في مشاريع البنية التحتية بالجزائر من مرافق وإسكان وسكك حديدية، آملا في تعزيز وتوسيع التعاون بين البلدين في المستقبل.

وفي الوقت نفسه، أشار مساهل إلى إن التبادلات على المستوى الشعبي لعبت دورا كبيرا في تعزيز العلاقات الودية بين البلدين، حيث يعيش في الجزائر عدد كبير من الصينيين المغتربين الذين يتكلم بعضهم اللغة العربية بطلاقة وتزوج بعضهم من سكان محليين.

وفي حديثه عن المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، الذي اختتم الشهر الماضي، أعرب الوزير الجزائري عن إعجابه بالنجاحات التي أحرزها الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، قائلا ان ” الجزائر تحرص كل الحرص على تطوير العلاقات مع الصين وعلى استعداد لتعزيز التعاون معها في كافة المجالات لرفع مستوى علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين.”

تأتى زيارة عبد القادر مساهل إلى الصين في إطار التشاور الدائم بين البلدين وقد التقى خلالها وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي ونائب وزير الخارجية تشاي جيون.