موقع متخصص بالشؤون الصينية

العلاقات المباشرة بين حزب (روسيا الموحدة) والحزب الشيوعي الصيني

0

ChinaRussiaLeaders
موقع العهد الإخباري:
صوفيا ـ جورج حداد:
لا تقتصر العلاقات بين روسيا والصين فقط على العلاقات الرسمية بين الدولتين والمؤسسات الحكومية والبنى التابعة للدولة، بل تتعداها نحو اقامة العلاقات المباشرة بين المنظمات الجماهيرية، السياسية وغير السياسية. وتأتي في رأس هذه العلاقات غير الحكومية العلاقات فيما بين الحزبين الحاكمين: حزب “روسيا الموحدة” الذي يقوده بوتين والحزب الشيوعي الصيني. وتسهم العلاقات بين الحزبين بقسط رئيسي في تحقيق التعاون الاستراتيجي بين الدولتين.

ويمتلك حزب “روسيا الموحدة” علاقات قديمة مع الحزب الشيوعي الصيني.

وفي 19 كانون الاول الجاري عقد في بكين الاجتماع الثالث للجنة المشتركة للحوار بين الحزبين. وترأس الوفد الروسي بوريس غريزلوف رئيس المجلس الاعلى لحزب “روسيا الموحدة”. وصرح بأنه قدم للاجتماع تقريرا مكرسا لتطوير العلاقات بين الحزبين. وقال: ان تعاوننا كان دائما يحمل طابعا بنّاءً. وهذا ما تؤكده نتائج الاجتماعين السابقين للجنة، اللذين عقدا تباعا في الصين وفي روسيا. وفي السنوات الاربع الماضية تمكن البلدان من التقدم في حقول مثل التعاون الانساني والاقتصادي، تطوير التعاون في ضبط الحدود، وفي مسائل البيئة، والاستفادة من الموارد الطبيعية، وشؤون الامن.

ويقول غريزلوف انه الان مع التغييرات في القيادة الصينية من الضروري “اعادة ضبط الساعات”. وعلينا ان نلاحظ اننا نجري مع شركائنا الصينيين حوارا دائما، صريحا وسريا. وتساهم في ذلك ليس فقط اللقاءات الحزبية والمشاورات الدائمة، وانما كذلك المناقشات في اطار المنظمات الاقليمية مثل “منظمة شانغهاي للتعاون”، ومنظمة ” البريكس”، و”العشرين الكبار”، والمؤتمر العالمي للاحزاب السياسية الاسيوية، ومنتدى “اسيا ـ اوروبا” والهيئة البرلمانية التابعة له.

وكان قد عقد في 4 ـ 5 كانون الاول الجاري مؤتمر القمة الحادي عشر لرؤساء البلدان الاعضاء في “منظمة  شانغهاي للتعاون” التي تضم بالاضافة الى الصين وروسيا كلاً من: كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان.

وبالرغم من انه في البداية اعطيت الاولوية للبحث في المسائل المتعلقة بأمن الدول المعنية، ولكن اليوم وجدت الارضية للبحث في سلسلة كاملة من المسائل المهمة، بدءا بالشؤون الثقافية والاقتصادية، وصولا الى السياسات المتعلقة بالشبيبة ومسائل البيئة. ويعمل بفعالية مجلس الشباب التابع لمنظمة شانغهاي للتعاون. وقد بحث الاطراف المشاركون في عدد من المبادرات التي اقترحها الجانب الروسي.

وتعطي الاتصالات الفعالة بين حزب “روسيا الموحدة” والحزب الشيوعي الصيني حافزا اضافيا لتطوير مشاريع البنى التحتية للبلدين. وهكذا، في اطار الاجتماع الثاني للحوار الحزبي بين الطرفين تحت عنوان “دور الحزبين الحاكمين في روسيا والصين في مرحلة ما بعد الازمة” الذي عقد سنة 2010 كان احد اهم المواضيع التي بحثت مسألة تطوير الطاقة. وفي سنة 2011 تم تدشين جسر سكوفورودينو ـ الصين. واليوم يتم تزويد الصين بواسطة انبوب النفط هناك بـ 15 مليون طن نفط في السنة. وبدءا من سنة 2013 فإن الشحنات الى السوق في اقليم اسيا ـ المحيط الهادئ ستبلغ 30 مليون طن بفضل تدشين المرفأ الجديد كوزمينو.

وقد بادرت شركة الدولة “روسأتوم” الى انجاز البروتوكول المعقود بين الدولتين والخاص بالتعاون في بناء الوحدتين الثالثة والرابعة في المحطة الكهرونووية في تيانوان. وبدعم من الجانب الروسي كانت قد دشنت سنة 2007 الوحدتان الذريتان الاولى والثانية في المحطة، اللتان تأكد، وفقا لاختبارات الضغط، انهما الاكثر امانا في الصين. ويعمل مفاعل نووي تجريبي للنيوترونات السريعة. وبالتأكيد ان امكانيات تطوير المشاريع المشتركة في حقل الطاقة النووية لا تزال بعيدة جدا عن الاستنفاد.

ان لدى حزب “روسيا الموحدة” والحزب الشيوعي الصيني تجربة غنية في التعاون على مستوى مختلف الهيئات والمؤسسات الحزبية، وكذلك في اشكال الحوار بين الوفود البرلمانية. وخلال الاجتماعات العامة للمنظمات الحزبية المناطقية المشتركة التي عقدت في سيبيريا وفي الشرق الاقصى سنة 2010، جرى البحث في المشاريع المشتركة، الخاصة بتطوير التعاون الروسي ـ الصيني. ويمكن الاشارة الى فرع صناعة الاخشاب كأحد الامثلة على التعاون الفعال بين الطرفين. وبالاخص يمكن الاشارة الى انه في اطار برنامج “الغابات الروسية” تجري المحافظة على اتجاه تخفيض تزويد الصين بالجذوع غير المشغولة.

ومن الملاحظ انه توجد اليوم في حزب “روسيا الموحدة” والحزب الشيوعي الصيني اتجاهات متماثلة لاجراء تغيير داخل كل من الحزبين. وفي الدرجة الاولى هناك توجه للتجديد في طرق تناول الحقل الثقافي، تاريخ البلاد، والاستناد الى التقاليد القيمية لكلا البلدين. ويؤكد ذلك التعاون الفعال في الحقل الانساني. وفي هذه السنة وفي اطار “سنة السياحة الروسية في الصين” اجريت حوالى 200 فعالية مختلفة. وكان ذلك بمثابة استمرار “لسنة روسيا في الصين” و”سنة الصين في روسيا” سنتي 2006 و2007 على التوالي. وفي سنة 2009 نظمت “سنة اللغة الروسية في الصين”، وفي سنة 2010 نظمت “سنة اللغة الصينية في روسيا”. وفي سنة 2013 ستنظم ” سنة السياحة الصينية في روسيا”.

والنجاحات المتحققة تؤكد المصالح المشتركة للبلدين والشعبين. ولكن لا تزال توجد امام الطرفين العديد من القضايا المهمة، اولها التخفيف من تأثير الظروف الخارجية، وتحسين المقاييس النوعية للتجارة المتبادلة، تطوير التعاون الاستثماري، وتدعيم الامن في القار ة الاوراسية.

ويؤكد بوريس غريزلوف ان تقريب مواقف حزب “روسيا الموحدة” والحزب الشيوعي الصيني بوصفهما الحزبين الحاكمين في البلدين يعطي الامكانية لتحقيق جميع المشاريع المقررة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.