موقع متخصص بالشؤون الصينية

في مناخات السياحة التونسية

0

ChineseTourist
صحيفة الديار الأردنية:
سناء كليش*:
تشكل تونس وجهة سياحية مُحَبّبة للعرب والأجانب على حد سواء. ففيها تتوافر مستلزمات السياح والمواقع السياحية الإستجمامية والعلاجية والأثرية المنظّمة والنظيفة التي تعكس رقي البلاد وتحضّرها الرفيع، زد على ذلك توافر مواقع السياحة الثقافية والمائية والصحراوية، لذا تُعتبر تونس دولة المناخات والبيئات المتعدّدة، بالرغم مِن صِغر مساحتها. وفي السياحة التونسية عَمائر ومواقع متطورة عامرة بخدمات ذات مستويات رفيعة تحاكي الأُوروبية والأمريكية، لذا فهي جاذبة ومريحة يفضِّلها السياح الأجانب على غيرها، فيتخذون منها وجهة استجمامية موثوقة، فمن يشرب من نبع بلادنا لا بد من أن يَعود اليها مرات قد لا تنتهي. وصناعة السياحة تشكل دعامة أساسية للاقتصاد الوطني التونسي، وهي مصدر دخل رئيسي للعملات الأجنبية، حيث تمثل عائدات السياحة نسبة مرتفعة من الدخل القومي الإجمالي، وتوفّر قرابة أربعمئة ألف فرصة عمل مباشر، وأكثر من مليوني فرصة عمل غير مباشر للتونسيين، وتصل الطاقة الفندقية في تونس حالياً إلى “220” ألف سرير، من خلال “600” وحدة فندقية، ويتطلع وزير السياحة التونسي إلى زيادة هذه الطاقة لتصل إلى “400” ألف سرير بحلول عام 2016، لاستقبال أكثر من عشرة ملايين سائح سنوياً.
وفي العلاقات السياحية التونسية الصينية، لا بد من التنويه الى أن الأنشطة التونسية الصينية والعربية الصينية عموماً تلعب دوراً لازماً في عملية التقارب الثقافي التونسي الصيني، وبالتالي في إنجاح الجذب السياحي الصيني الى تونس، فهي تعمل من تلقاء نفسها على تعريف الصينيين على تونس بواسطة وسائل الإعلام الصينية المُشَارِكة هي أيضاً في هذه الفعاليات، ومنها منتدى التعاون العربي الصيني، الذي عَقد اجتماعاته الناجحة في يونيو حزيران الماضي في تونس، وتركزت أعماله على بحث ملفات تشمل التعاون الثنائي في المجالات السياسية، الاقتصادية، التجارية، الثقافية، العلمية، التكنولوجية، حماية البيئة، الخدمات المالية، السياحة، النشر والتنمية البشرية. وتناولت كلمات الوفود العربية في المنتدى قضايا التعاون مع الصين ومجالاته الواسعة، وأهمية الانتقال به إلى “شراكة إستراتيجية” تخدم المصالح الجمعية للجانبين الصديقين. كما وتطرقت أيضاً إلى الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية، إلى جانب الصراع العربي الإسرائيلي، وأوضاع الشعب الفلسطيني، وبعض المسائل الدولية الراهنة. وعموماً، تهدف اجتماعات منتدى التعاون العربي الصيني، الذي عقد اجتماعه الوزاري الأول في القاهرة في سبتمبر أيلول 2004، إلى وضع إطار للحوار الحضاري والتعاون الشامل بين الطرفين العربي الصيني لإثراء علاقات التعاون بينهما وتوطيدها، والإرتقاء بها إلى مستوى الشراكة غير المرتدة التي قِوامها تكافؤ الفرص والمصالح المشتركة.
لذا، فإن التعاون العربي الصيني يلعب دوراً مهماً في الارتقاء بالعلاقات السياحية بين تونس وبكين. فتونس واحدة من عشرات البلدان التي تعمل من أجل الفوز بنسبة معقولة من السياح الصينيين، وفي هذا المجال فقد ذكر وزير السياحة التونسي إلياس فخفاخ في تصريحات له، أن الحكومة التونسية تشرع في تنفيذ خطتها الإستراتيجية المتمحورة على جذب المزيد من السياح الصينيين، بهدف إنعاش صناعة السياحة التونسية، التي تضررت بشدة جراء الأحداث التي اندلعت في شهور سابقة. فقد أظهرت إحصاءات وزارة السياحة التونسية أن عدد السياح في عام 2011 انخفض بنسبة “31%” ليصل إلى “4.7” مليون سائح، وسجلت عائدات السياحة انخفاضاً بنسبة “33%” لتبلغ “2.2” مليار دولار فقط.  إلا أن السياحة التونسية وكما عوَّدَنا النشاط التونسي الموصول الذي يُضرب به المَثل، تجتاز العقبات بسهولة، وتقفز عن المعيقات بسرعة، وتحقق نجاحات متميزات. وهنا يعود الوزير مؤكداً هذه الحقيقة بقوله: صناعة السياحة التونسية تظهر مؤشرات انتعاش مع تحسّن الوضع الأمني، ولتعزيز صناعة السياحة وضعت الحكومة التونسية استراتيجية سياحية لمدة ثمان سنوات، تركّز على السوق السياحي الصيني، الذي يتمتع بإمكانيات هائلة، بالإضافة إلى مواصلة تسويق وترويج منتجاتها السياحية في المغرب العربي، والدول العربية والأسواق الأوروبية. وفي الأرقام، فقد نمت حركة السياحة الى تونس خلال العام الماضي2012 بأكثر من ثلاثين بالمئة مقارنة مع العام الذي سبقه، وارتفع دخل تونس الى أكثر من “1.3” مليون سائح إضافي، ليرتفع العدد بنهاية العام الماضي إلى “6” ملايين سائح.
وفي المعلومات المتوافرة للوزير، فإن عديد السياح الصينيين إلى الخارج يتجاوز  حاجز الـ”60″ مليون سائح سنوياً، وقد يصل إلى مئة مليون سائح أو أكثر بحلول 2020، لذا فإن تعاون الحكومة التونسية مع وزارة السياحية بهدف جذب المزيد من السياح الصينيين يغدو ضرورة ملحّة، ومن أجل نجاح المهمة السياحية تحدث الوزير عن أن تونس تجري محادثات مع تركيا بشأن توفير خدمات سياحية مشتركة ومبتكرة، تمكّن السياح الصينيين الزائرين الى تونس من زيارة تركيا، والسياح الصينيين الزائرين الى تركيا من زيارة تونس.
*كاتبة تونسية ورئيسة الفرع التونسي للإتحاد الدولي للصُحفيين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.