موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين في عهد الرئيس الجديد تسعى لتهدئة خلاف مع اليابان

0

تحليل- الصين في عهد الرئيس الجديد تسعى لتهدئة خلاف مع اليابان

وكالة رويترز للأنباء:
بعد شهور من التلويح بالحرب بدأت الصين فيما يبدو خلال عهد الرئيس الجديد شي جين بينغ في جعل طريقة تعاملها أكثر اعتدالا مع اليابان بشأن نزاع على جزر ربما يؤدي إلى تفجر الأوضاع واتخذت إجراءات للحيلولة دون نشوب صراع لا ترغب فيه الدولتان.

وقبل تعيين شي يوم الخميس الماضي حذر الجنرال ليو يوان وهو ضابط رفيع في جيش التحرير الشعبي الصيني ومقرب من الزعيم الجديد من خطر اندلاع حرب مع اليابان في سلسلة من التصريحات التصالحية تناقضت مع الخطاب العدائي السابق لمتشددين داخل الجيش.

إلى جانب ذلك يعتقد خبراء أن إعلان بكين قبل أسبوع أنها ستوحد أجهزة مختلفة تابعة لهيئات بحرية تحت قيادة موحدة سيحكم السيطرة على تلك القوات المتواجدة على الجبهة في اطار مساعي الصين لفرض مزاعمها بخصوص الجزر الموجودة في بحر الصين الشرقي.

ويقول خبراء أمن إن سفن دورية من تلك الأجهزة البحرية تجوب البحار حول الجزر مما يزيد من خطر وقوع اشتباك عارض مع خفر السواحل أو الجيش الياباني. ويعتقد أن المنطقة المحيطة بالجزر الصخرية غير المأهولة التي تعرف باسم سنكاكو في اليابان ودياويو في الصين غنية بالنفط والغاز.

ويرى محللون أن ما من شك أن ليو متفرد وسط ضباط الجيش الكبار في دعوته علانية للهدوء لكن نبرة تصريحاته وتوقيتها وعلاقته الوثيقة مع شي تشير إلى احتمال حدوث تحول.

وقال سون يون الباحث في شؤون السياسة الخارجية الصينية في معهد بروكينجز ومقره واشنطن “بينما يحاول الزعماء الجدد تحديد العلاقات مع الولايات المتحدة وسياستهم الخارجية أبدت الصين مزيدا من ضبط النفس فيما يتعلق بالنزاعات البحرية.”

وفي تصريحات نشرت يوم الخميس على موقع الجيش الصيني الرسمي قال الجنرال ليو إن من واجب الجنود الدفاع عن البلاد ولابد أن يحاربوا لكي ينتصروا لكن هذا يجب أن يكون الملاذ الأخير.

وقال ليو ابن الرئيس الصيني الراحل ليو شاو تشي “باعتباري جنديا أحتاج على وجه الخصوص أن أوضح للناس الطبيعة الحقيقية للحرب.”

ومضى يقول “بما أننا ننعم بالسلام منذ فترة طويلة فإن الكثير من الشبان ليس لديهم علم بما هي الحرب. الحرب قاسية جدا ومكلفة.

“إذا كانت هناك أي طريقة بديلة لحل هذه المشكلة فلن تكون هناك حاجة للجوء إلى أقصى درجات العنف للتوصل إلى حل.”

وفي تصريحات سابقة أدلى بها ليو للصحفيين على هامش الدورة البرلمانية السنوية التي تختتم يوم الأحد قال إن استخدام السبل السلمية لحل هذا النزاع على الجزر من مصلحة كلا البلدين.

ونقل عنه قوله “الصداقة بين الشعبين في الصين واليابان دائمة.”

هذه التصريحات التي تصدر عن ليو وهو رئيس الإدارة العامة للإمدادات في جيش التحرير الشعبي الصيني تمثل تحولا كبيرا عن التهديدات والتحذيرات المتواصلة التي صدرت عن مجموعة من نحو 20 ضابطا من الصقور كان مصرحا لهم فيما يبدو بالحديث عن السياسة الخارجية والقضايا العسكرية.

لكن تصريحات ليو أغفلت بحر الصين الجنوبي حيث تطالب الصين بأحقيتها في أجزاء كبيرة من المنطقة التي ربما تكون أيضا غنية بالنفط والغاز. ولدى دول مثل الفلبين وفيتنام ودول أخرى في جنوب شرق آسيا مزاعم مماثلة لبكين فيما يخص هذه المنطقة.

ويقول محللون عسكريون إن ليو صديق شخصي قديم للرئيس الجديد ويشتركان في كثير من الآراء.

وفي مقابلات أجرتها وسائل إعلام رسمية يوم الجمعة أشاد ليو بشي الذي يرأس القوات المسلحة بوصفه رئيسا للجنة العسكرية المركزية. وقال إن الصين ستواصل تعزيز جيشها خلال قيادة الرئيس الجديد.

كما قاد ليو حملة على الفساد داخل القوات المسلحة بعد أن أدى ارتفاع النفقات لمستويات هائلة إلى إتاحة فرص للفساد وإهدار واسع النطاق داخل جيش التحرير الشعبي الصيني.

وفي مقال نشر الشهر الماضي في طبعة اللغة الصينية من صحيفة جلوبال تايمز ذات التوجهات القومية قال ليو إن الحروب السابقة مع اليابان أثرت بشدة على تطور الصين في فترات حيوية من تاريخها الحديث.

وكتب يقول إن النهضة الاقتصادية في الصين تمر بفترة حرجة ولابد أن تتجنب البلاد استدراجها في غفلة إلى حرب “غير متعمدة.”

وتابع “تخشى الولايات المتحدة واليابان من أن نلحق بهما وستفعلان أي شيء لاحتواء نمو الصين… يجب ألا نخدع.”

وتشير تحذيرات ليو إلى أن بعض كبار قادة الجيش والزعماء السياسيين يخشون من أن يكون للاشتباك مع جيش اليابان القوي أثره السياسي على الحزب الشيوعي الحاكم خاصة في حالة تدخل واشنطن لدعم حليفتها طوكيو في ظل وجود معاهدة للدفاع.

لكن الدعاية المكثفة لعشرات السنين أذكت من العداء العام في الصين تجاه اليابان بسبب عدوانها خلال الحرب العالمية الثانية. كل هذا جعل من الصعب على بكين أن تقدم تنازلات أو تقبل حلولا وسط مع طوكيو بشأن الجزر دون أن تعاني من آثار سياسية سلبية.

ويرى بعض محللي الدفاع الصينيين إن الغرض من تصريحات ليو التي تستهدف المواطنين الصينيين هو منح بكين مرونة أكبر في التعامل مع طوكيو وفي الوقت ذاته فإن الخطاب المتشدد من مسؤولين آخرين يهدف إلى إقناع العالم الخارجي بأن الصين جادة بشأن مطالبها بأحقيتها في أراض محل نزاع.

وقبل فترة قصيرة كانت وسائل الإعلام الصينية تصدر نشرات يومية تعلن فيها عن نشر سفن في بحر الصين الشرقي أو تدريبات قتالية بحرية أو تدشين سفن بحرية جديدة ومقالات تدعو للدفاع المستميت عن أراضي الصين.

ورحب جيش الصين وخبراء الأمن بقرار بكين دمج أربعة من خمسة أجهزة بحرية كبيرة تعرف على نطاق واسع باسم “التنانين الخمسة” تحت إدارة وطنية موحدة.

وقال الجنرال ليو إن هذه القيادة الموحدة ستساعد على تجنب نشوب صراع عسكري مع اليابان.

غير أن النزاع على الجزر ما زال نقطة توتر قد تكون خطيرة.

وقال لي بينغ دي نائب رئيس هيئة المساحة الصينية للتلفزيون الحكومي يوم الثلاثاء إن بكين تعتزم إيفاد فريق مسح إلى الجزر. وستقاوم طوكيو هذه الخطوة ولا شك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.