موقع متخصص بالشؤون الصينية

فهم الصين هو السبيل أمام المستقبل الاقتصادي لاستراليا

0

Flag-Pins-China-Australia

صحيفة الشعب الصينية:
يسعى اقتصاد استراليا الغنية بالموارد إلى تحويل دفته في الوقت الذي بدأت فيه الصين التي تعد المصدر الرئيسي للاستثمارات الأجنبية المباشرة بالنسبة لاستراليا في أعادة تقييم تدفق رؤوس أموالها إلى الخارج، وفقا لسلسلة من التقارير الرئيسية التي تعكس الدور المحوري الذي تلعبه الصين في إعادة الهيكلة العالمية للاستثمارات الأجنبية المباشرة.

ووفقا لاستطلاع أجراه بنك ((أتش أس بي سي)) وصدرت نتائجه اليوم (الاثنين)، فإن ما تتمتع به استراليا من استقرار وأوضاع تجارية مواتية يجذب الاستثمارات الصينية، غير أن هناك مدرسة فكرية تدعو إلى تدخل الحكومة والشركات لضمان التنوع والابتكار اللذين يرتكز عليهما اقتصاد استراليا حاليا.

ويكشف الاستطلاع أن نسبة كبيرة من الشركات الصينية توسع حاليا أنشطتها الخارجية في قطاعى التصنيع وتجارة التجزئة؛ وتعطى الأولوية الآن لأسواق مثل استرليا التي تتمتع بأوضاع تجارية وسياسية مواتية.

وقال جيمس هوجان رئيس الشؤون المصرفية التجارية لفرع البنك في استراليا “نظرا لكون اقتصاد استراليا يحتل المرتبة الـ 13 من حيث أكبر اقتصادات العالم، فإن زيادة تدفق رؤوس المال عبر الاستثمارات الأجنبية المباشرة أمر ضروري لاستمرار ازدهاره”.

ولفت إلى أنه “نظرا لكون استراليا الآن سابع أكبر شريك تجاري للصين، فإننا نضع في أذهاننا الشركات الصينية للاستيراد والتصدير، بيد أنه من الأهمية بمكان أن نحول هذه الروابط التجارية إلى روابط استثمارية أيضا”.

وتظهر الدراسة التي أجراها البنك أن 70 في المائة من الشركات الصينية اختارت توسيع أعمالها خارج البلاد لتساعد في تدفق تجارتها الخارجية فيما تسعى 60 في المائة إلى توسيع شبكاتها للمبيعات. وإن واحدة فقط من بين كل ثلاث شركات (32 في المائة) تتوسع خارجيا لضمان توافر امدادت من المواد الخام.

يأتى هذا البحث في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التجارة الصينية مؤخرا أنه من المتوقع زيادة الاستثمارات الصينية المباشرة إلى الخارج في القطاع غير المالي بواقع 15 في المائة في عام 2013 لتصل إلى 77.22 مليار دولار أمريكي.

وأشار هوجان إلى أنه “بحلول الوقت الذي ستنتهى فيه الخطة الخمسية الحالية للصين في عام 2015، من المتوقع أن يتجاوز إجمالي الاستثمارات الصينية المباشرة المتجهة إلى الخارج 150 مليار دولار أمريكي”.

جدير بالذكر أنه حتى نهاية 2012، وصلت إجمالي الاستثمارات المجمعة إلى 51 مليار دولار أمريكي في استراليا، يليها 50.7 مليار دولار في الولايات المتحدة و 36.7 مليار دولار أمريكي في كندا. وتعد البرازيل وروسيا من بين الجهات الأخري الجاذبة للاستثمارات . وتعد أكبر مقاصد الاستثمار في أوروبا وإفريقيا هى المملكة المتحدة ونيجيريا على التوالي.

ويقول التقرير إن استرليا بحاجة إلى “خلق اطر تجارية تساعد في تنويع التعاون بين الشركاء الاستراليين والصينيين” إذا أرادت الحفاظ على الأهمية الاستراتيجية لاستراليا.

ورغم أن تدفق الاستثمارات الصينية المباشرة إلى استراليا لم يصل مرة أخرى إلى ذروته التاريخية التي بلغت 16.2 مليار دولار أمريكي في عام 2008، إلا أنه ارتفع في عام 2012 بواقع 21 في المائة مقارنة بعام 2011 ليصل إلى 11.4 مليار دولار أمريكي، بزيادة عن 9.4 مليار دولار أمريكي في عام 2011 و 3.7 مليار دولار أمريكي في عام 2010.

وتؤكد هذه الأرقام إن استراليا مازالت مقصدا يحظى بالأولوية بسبب ما تتمتع به من امدادات شاسعة من الموارد الطبيعية عالية الجودة ونظم مؤسسية مستقرة وموثق فيها وصورة نظيفة وخضراء وجديدة لأسلوب الحياة.

وتنبأ هوجان بأن استراليا مازال أمامها الكثير لتجنيه من ارساء أرضية صلبة لجذب المستثمرين الصينيين.

وقال هوجان إنه”مع قيام الحكومة الصينية الأن باعطاء الأولوية للاستثمارات المتجهة إلى الخارج وليس للاستثمارات المتجهة إلى الداخل وذلك للمرة الأولي في عام 2012، فإن دور الصين في الاستثمارات الأجنبية المباشرة في استراليا سيزداد حتما في المستقبل”.

وتكمن المهمة الرئيسية أمام استراليا الآن في معالجة القضايا التي تلوح في الأفق المتعلقة بالانتاجية وعملية الابتكار بالشركات لضمان وجود دوافع تحفز الشركات الصينية على المجئ إلى استراليا لتوسيع أنشطتهم فيها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.