موقع متخصص بالشؤون الصينية

الطبقة الوسطى في الصين تتشارك مع الفقراء هموم الحياة اليومية في هذا البلد

0

Economy

موقع فرنس24 الالكتروني:
يشكل لي نا وشي شوبو مع ابنتهما نانسي عائلة نموذجية في الصين تنتمي الى الطبقة الوسطى، اذ يملكان سيارتين ويشغلان عندهما عاملة منزلية، وهما على غرار ابناء هذه الطبقة ينتظرون بفارغ الصبر تحسن نوعية الحياة في بلدهم.

تعمل الام، لي نا، في حديقة الحيوانات في العاصمة، اما الاب فيعمل في شركة استثمارات.

وقد تضاعف مدخول هذه العائلة منذ وصول الزوجين الى بكين قبل عشرين عاما من مقاطعة شاندونغ الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد.

في السنوات الماضية، كانت زيارة لي الى زوجها في موقع عمله تكبدها ساعات طويلة على متن الدراجة، اما اليوم فهي تذهب الى عملها بسيارة اميركية، وتمضي مع عائلتها الاجازات في اليابان وكوريا الشمالية والولايات المتحدة.

ويتشابه هذان الزوجان في ذلك مع عشرات الملايين من الصينيين الذين تمكنوا من تحسين مستوى حياتهم، ووفقا لمنظمة التعاون والتنمية فان 10 % من الصينيين البالغ عددهم الاجمالي مليار و350 مليونا، ينتمون الى الطبقة الوسطى، ويقدر ان تصبح نسبتهم 40 %، اي 560 مليونا، في العام 2020.

لكن هؤلاء الميسورين الى حد ما، يتشاركون مع مواطنيهم الفقراء القلق ازاء قضايا عامة تهم الجميع، منها قضية التلوث والامن الغذائي والنظام التعليمي، وهي المواضيع الاكثر الحاحا على المستوى الوطني في البلاد.

في كل عام، يحدد لي وشي هدفا لتحسين حياتهما. وتقول الزوجة “لدينا دائما مشاريع، هذه السنة مثلا اريد ان اشتري آلة تصوير جديدة، وسيساعدني زوجي على تحقيق هذه الرغبة”.

الهدف الاكبر الذي حققه الزوجان كان المنزل ذا الغرف الخمس الذي يملكانه، ويقولان “لقد كدحنا نصف حياتنا كي نتمكن من شرائه”.

غير ان الزوجين يؤكدان ان تعليم ابنتهما الوحيدة ذات الاحد عشر عاما يمثل الاولوية لهما.

وتصطحب لي ابنتها في سيارتها من طراز شوفروليه الى قصر الشباب في هيديان، وهو مبنى يعود الى الحقبة الماوية تحول الآن الى مركز تقام فيه نشاطات ابداعية للاطفال.

وفي عطلة نهاية الاسبوع، تتلقى الفتاة نانسي دروسا خاصة في الخط وتدريبات في كرة المضرب. وقد توقفت عن تلقي دروس البيانو العام الماضي واستبدلتها بدروس على آلة اوكارينا الهوائية.

تتلقى نانسي تعليمها في مدرسة خاصة، ذات منهج نخبوي صعب، لا يدع لها سوى بضع ساعات في الاسبوع خارج وقت الواجبات المدرسية.

والى جانب الهم التعليمي، يساور العائلة قلق من الارتفاع الحاد في مستوى التلوث الجوي في البلاد.

وتقول نانسي “تطلب مني أمي أن أضع قناعا واقيا من التلوث في شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير”.

وترتفع في الجو نسبة جزيئات “بي ام 2,5” التي تتسرب في عمق الجهاز التنفسي، وقد ارتفعت نسبة هذه السموم في الجو هذا الشتاء عشرين ضعفا عن المعدل الذي تحذر منه منظمة الصحة العالمية.

ترتاد العائلة مطاعم جيدة، لكن بسبب توالي الفضائح الغذائية، اصبحت زيارات المطاعم قليلة.

وتقول لي “احاول أن اجعل ابنتي تتجنب الاكل خارج المنزل قدر الامكان”.

وتضيف “الناس العاديون بدأوا يفقدون الثقة بالحكومة بسبب المشكلات التي تتراكم منذ زمن طويل”.

وتخلص الى القول “ينبغي ان تكون الاولوية هي تحسين نوعية حياة الناس، وليس فقط +تطوير الاقتصاد+، نريد الا نقلق حول نوعية الزيت الذي يقدم لنا في المطاعم او الحليب الذي نشربه”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.