موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين والهند معركة فرض النفوذعلي المحيط الآسيوي

0

Flag-Pins-China-India

موقع الاهرام المصرية الالكتروني:
فإن زيارة’ لي كيجيانج’ رئيس الوزراء الصيني الفريدة للهند أثارت الكثير من التساؤلات حول إمكانية تعديل مسار العلاقات الثنائية نحو إيجاد صداقة حقيقية بين الإخوة الأعداء. فقد حرص لي خلال الزيارة علي تأكيد احترامه للتقاليد الهندية سواء في تناول الطعام النباتي أوغيرها.. وهو ما انعكس بالإيجاب علي وسائل الإعلام الهندية علي الفور, ولكن في الواقع فإن العلاقات الهندية- الصينية متعددة الأبعاد.
وبالرغم من أن الصين هي الأقوي اقتصاديا إلا أن الهند منافس لا يستهان به علي الصعيد الإقليمي مما أوجد بينهما معركة فرض النفوذ علي المحيط الأسيوي, واكبها صراع حدودي قديم. كما أن الهند هي الحليف التقليدي للولايات المتحدة وتعتبر المنافس العالمي القوي والرئيسي للتنين الصيني الصاعد, وبالتالي فإن الهند عادة ما تخوض معارك بالوكالة نيابة عن واشنطن, ومن ثم فإن أي تقارب حقيقي بين الهند والصين سيؤثر بلا شك علي النفوذ الأمريكي داخل القارة الآسيوية.
وعلي الرغم من الخلافات الحدودية المستمرة والرفض الصيني لاستضافة الهند الدائمة للزعيم التبتي الدلاي لاما, فإن الزيارة اتسمت بالكثير من الود, وحرص الطرفان علي التركيز علي القضايا الاقتصادية وتوطيد العلاقات التجارية بينهما, وهو الأمر الذي استغلته الهند في محاولة لخلق نوع من التوازن التجاري بينهما, خاصة وأن الهند لم تتمكن حتي الآن من مواكبة القوة الصناعية والتجارية الصينية.
وفي خضم هذه المساعي لإيجاد أجواء صداقة هندية صينية, تظهر في الأفق القمة الثلاثية المرتقبة والتي ستجمع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحليفيه الآسيويين الرئيسيين الهند واليابان, ويتوقع الخبراء أن تقدم كل من اليابان وأمريكا للهند كل ما تحتاجه من مساعدات كانت قد طرحتها الصين من قبل ولكن بشروط أفضل, وذلك في مقابل هدف واحد ألا وهو الحفاظ علي الصراع المشتعل بين الهند والصين وهو ما يخدم المصالح الغربية بشكل مباشر, كما سيسمح للولايات المتحدة بالحفاظ علي نفوذها داخل الدول الآسيوية الأقل شأنا والتي تدين بالولاء المباشر للهند, وهو ما ظهر جليا في رفض دولة صغيرة مثل نيبال لمساعدات صينية لم تحظ برضا الهند.
ولكن التنين الصيني لم يكن يوما ليستسلم للألاعيب الغربية, وقد بدا هذا بالفعل من خلال بحث رئيسي وزراء البلدين عددا من القضايا التي تخدم المصالح الهندية مثل الشفافية فيما يتعلق ببناء السدود الصينية علي الأنهارالتي تمر عبر البلدين, ناهيك عن البحث عن حلول مرضية للأزمات الحدودية المشتعلة منذ أكثر من50 عاما بين الجانبين.
ربما تكون الأجواء بالفعل سانحة لإيجاد صداقة غير مسبوقة بين الأشقاء المتناحرين, ولكن السؤال الحقيقي الآن: هل تستطيع الصين التخلي عن سعيها لفرض سيطرتها إقليميا وربما عالميا؟ يؤكد المراقبون أن الصين لا تسعي لفرض سيطرتها بالقوة علي دول الجوار أو الاستحواذ علي أراضيها.. ولكن هدفها أعمق من ذلك بكثير فهي تسعي لفرض نفوذها السياسي, لتصبح المحرك الرئيسي وصاحب حق’ الفيتو’ الوحيد في المنطقة, وذلك من خلال فرض سيطرتها الاقتصادية والمالية علي دول الجوار الأكثر فقرا. ربما تكون الهند أحد أهم منافسي الصين وأكثرهم عداء لها, وترويض الفيل الهندي سيفتح الطريق بلا شك أمام بكين لتحقيق حلم السيطرة, خاصة أن النفوذ والقوة الإقليمية هي الطريق الأمثل لتحقيق القوة والسطوة العالمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.