موقع متخصص بالشؤون الصينية

صحيفة فرنسية: الصين تلعب بورقة الكوريتين

0

korea-map

موقع صحيفة الدستور الالكتروني:

ذكرت صحيفة لوبوان الفرنسية، أن الدبلوماسية النووية فى منطقة شبه الجزيرة الكورية تشهد “علاقة حب ثلاثية الأطرف”، ويظهر ذلك جليًا من خلال ما تقوم به الصين حاليا بالتقرب لغريمتها نكاية فى شريكها المخالف.

فالدبلوماسية الصينية، أخذت مجددًا تعزف على هذا الوتر منذ إندلاع أزمة كوريا الشمالية خلال فصل الربيع الماضى بهدف الاستقواء ضد حليفها العنيد كيم جونغ أون.
فخلال أربعة أيام، استقبل الرئيس الصينى شى جين بينج رئيسة كوريا الجنوبية باك كون هيه فى مراسم استقبال لم تخل من الفخامة و الأبهة أثناء زيارة عمل تهدف إلى توضيح مدى التقارب بين بكين و سيول.
و عقب انتهاء هذه الزيارة، أعلن الرئيسان عن رفضهما وجود كوريا شمالية نووية وقرروا حشد الدعم “لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية”… ومثل هذه التصريحات تعتبرها بيونج يانج استفزازية.
ومن إحدى السمات المتجذرة فى العلاقة بين الصين و كوريا الشمالية هوالتقارب الاقتصادى المتزايد دائما منذ إقامة علاقات دبلوماسية مشتركة عقب نهاية الحرب الباردة، فخلال عشرين عاما أصبحت الصين الشريك الاقتصادى الأول لكوريا الجنوبية.
و هذا التقارب الصينى مع الرأسمالية الكورية يهدف إلى زيادة الضغط على حليفتها كوريا الشمالية مع التلويح بتهديدات بقطع علاقة التحالف التاريخية بين الشقيقين الشيوعيين التى نسجت خلال فترة الحرب الكورية (1950-1953). ومنذ المحاولة النووية الأخيرة التى قام بها كيم فى مايو الماضى، أعلنت الصين عن استيائها الشديد عن هذه المحاولات.
وفى مايو، قام الرئيس الصينى بتوبيخ المبعوث الخاص للطاغية الكورى الشمالى مع اشتراط عدم توجيه أى دعوة للمسئولين فى بيونج يانج إلى الصين إلا باستئناف الحوار حول الملف النووى… ذلك لأن الصين قد ضاقت ذرعا بهذه الأعمال الاستفزازية التى يقوم بها كيم حيث أنها تقدم حجة على طبق من ذهب لواشنطن لتدعيم وجودها العسكرى فى الشمال الشرقى لآسيا.
أما سيول ، فهى تريد استغلال هذه الفرصة لإختراق التحالف بين بكين و بيونج يانج بمباركة حامى الحمى الأمريكى…فبعد رفض عروض الحوار مع جارتها الشمالية الشهر الماضى، قامت الرئيسة المحافطة باك بإيلاء مزيد من الأولوية للتقارب مع الصين “الشيوعية” بما يمثله من تهديد أبدى لشبه الجزيرة الكورية…. وهى مناورة أثارت حفيظة كوريا الشمالية.
وعلى صعيد آخر، أدانت بيونج يانج النداءات التى أطلقتها باك من الصين والداعية إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية… حيث قال النظام فى بيان أن “قدراتنا النووية غير قابلة للتفاوض”.
بيد أنه بعد مرور عدة ساعات، قامت بكين – الشقيق الأكبر لبيونج يانج- بالنسج على نفس منوال سيول داعية إلى إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية و استئناف المحادثات السداسية حول الملف النووى.
من ناحية أخرى، فإن واشنطن تطرب من مثل هذا التغيير فى الخطاب الصينى والتقارب بين بكين و سيول… حيث أعلن نائب وزير الخارجية الأمريكى الأسبق كيرت كامبل أن ” هناك إشارات حول بدء حوار فى الصين حول السياسة التى تنتهجها تجاه كوريا الشمالية”.
بيد أن العديد من الخبراء قد شككوا فى حقيقة أن يكون التغيير على هوى واشنطن أو سيول… حيث قال بروس كلينجر أحد الخبراء فى هيراتج فوانديشين ” لقد رأينا العديد من هذه الإشارات المشابهة خلال السنوات الأخيرة ، و لكن لم يتغير شئ فى الواقع”
وفيما يتعلق بهذه الشكوك، فإن الموقف الحديث الذى تتبناه بكين لا يعدو مجرد مناورة تكتيكية أكثر من كونه تغير جذرى استراتيجى تجاه جارتها، الذى سيفضى انهيارها إلى وجود منطقة غير مستقرة على حدودها الشمالية الشرقية.
أما مدرسة الواقعيين من أمثال كلينجر أحد الخبراء فى وكالة الاستخبارات الأمريكية، يرى أن ما بين الاستفزازات المتكررة لكيم و وجود فوضى سياسية على حدودها، فإن الصين غالبا ماتجنح إلى الخيار الأول.
فبالنسبة لهؤلاء الواقعيين ، فإن دعوة بكين لسيول ليست أكثر من غزل سياسى لفرض مزيد من السيطرة على الشريك الأبدى … كوريا الشمالية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.