موقع متخصص بالشؤون الصينية

كاميرون يسعى لاستثمار دفء العلاقة مع الصين

0

usa-chinaflag
موقع الاقتصادية الالكتروني:

كانت صورة وحيدة التقطت قبل أكثر من سنة في كاتدرائية سانت بول هي التي هوت بالعلاقات بين بريطانيا والصين إلى هاوية الجمود العميق. ظهر ديفيد كاميرون ونيك كليج مبتسمين إلى جانب الدلاي لاما، الزعيم الروحي المنفي للتبت، خلال رحلته إلى لندن في أيار (مايو) 2012.

التقى الرؤساء الأمريكيون، بمن فيهم باراك أوباما، مراراً وتكراراً الدلاي لاما، لكن كان ذلك يتم في العادة بهدوء. حين عقد كاميرون اللقاء في العلن، أثار استياء بكين، التي ألغت بعدها عدداً لا يُحصى من الاجتماعات مع الوزراء البريطانيين.

الآن فقط بدأ الدفء يعود إلى العلاقات. في الشهر الماضي توجه إيد ديفي، وزير الطاقة إلى بكين، ومن المقرر أن يسافر إلى هناك كل من جورج أوزبورن، وزير المالية، وبوريس جونسون، عمدة لندن، في رحلتين مستقلتين الأسبوعين المقبلين.

إذا سار كل شيء كما هو مقرر، فستكتمل عملية التطبيع هذا العام، حين ينضم كاميرون إلى الموكب الذاهب إلى الصين، بعد قبوله دعوة من الرئيس الصيني تشي جينبينج في اجتماع الشهر الماضي لقمة مجموعة العشرين.

يأمل الوزراء في ختم التقارب بصفقات استثمارية، بما فيها صفقة مع بنك الصين الصناعي والتجاري في منطقة مشاريع بقيمة 650 مليون جنيه في مطار مانشستر.

كذلك يرجو أوزبورن أن يقتنص استثماراً من المجموعة العامة للطاقة النووية في الصين، المملوكة للدولة، في مفاعل نووي جديد تعتزم EDF، شركة الطاقة الفرنسية، تركيبه في هينكلي بوينت في سومرست.

من المجالات الأخرى التي سيتم التركيز عليها التجارة والسياحة، حيث من المرجح أن يبرز وزير المالية الجهود الرامية لتنظيم عملية طلب التأشيرات إلى بريطانيا، بعد ورود شكاوى من الشركات مفادها أن بريطانيا تفوِّت الفرص في الاستفادة من إنفاق الصينيين على السياحة.

جاء البرود الصيني في السنة الماضية في أعقاب نمط أصبح بالياً من الاحتجاج ضد الزعماء الأجانب الذين يلتقون الدلاي لاما، بمن فيهم مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل في 2007، والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في 2008. لكن الجمود في العلاقات البريطانية الصينية طال أمده على نحو غير معهود.

اعتبر المحللون التأخير علامة على أن الصين التي تزداد قوة باستمرار، تستعرض الآن عضلاتها.

لكن العلاقة الدبلوماسية الجليدية بين بكين ولندن لا يبدو عليها أنها أضرت بتعاملات الأعمال.

ارتفعت صادرات بريطانيا إلى الصين بنسبة الضعف لتصل إلى 15.9 مليار جنيه خلال السنوات الخمس السابقة، ما يجعل الصين سابع أكبر سوق بالنسبة لبريطانيا.

كذلك اندفعت الاستثمارات الداخلة. في 2010 احتلت بريطانيا المرتبة 21 في قائمة الاستثمارات الوافدة من الصين. لكن في السنة الماضية احتلت بريطانيا المرتبة الرابعة، حيث جاءت فقط بعد هونج كونج والولايات المتحدة وكازاخستان، كما تشير البيانات الصينية.

كثير من الصفقات بوركت من قبل الحكومة الصينية: على سبيل المثال، الحصة البالغة 10 في المائة التي اشترتها مؤسسة الصين للاستثمار، صندوق الثروة السيادي الصيني، في الشركة القابضة التي تدير مطار هيثرو. وفي السنة الماضية أنفقت شركة برايت فود المملوكة للدولة 1.7 مليار دولار لشراء حصة بنسبة 60 في المائة في شركة إنتاج الحبوب ويتابِكس.

من جانب آخر، تعهدت هوواوي، شركة الاتصالات الصينية، باستثمار 1.3 مليار جنيه في النطاق العريض في بريطانيا بحلول 2017.

يقول سامانت نارولا، من شركة المحاماة بيروين لايتون بيزنر: إن الصينيين أنجزوا أكثر من مليار جنيه من الصفقات العقارية في السنة الماضية، بما في ذلك مبنى لويد وروب ميكر بليس في لندن.

حيث إن الأموال العامة غير متوافرة بسهولة، كان الوزراء تواقين للاستثمارات الصينية في البنية التحتية البريطانية، التي أصبحت قديمة. وتساءل بعضهم عما إذا كان من المناسب إعطاء بكين حصة مالية في مشاريع حساسة مثل المفاعلات النووية، وضمناً المشروع المقترح ”مجاري نهر التايمز الفائقة” في لندن.

لكن منهج كاميرون يشير إلى أنه غير نادم بخصوص محاولة اجتذاب الأموال الصينية.

لقد قال في الفترة الأخيرة: ”قبل أيام قلت لمؤسسة الصين للاستثمار ”لا أشعر بالحرج من أنكم تمتلكون 10 في المائة من أكبر شركة مياه لدينا (مياه التايمز)، أو قسماً كبيراً من مطار هيثرو. أعتقد أن هذا أمر رائع تماماً”. ”قولوا للمستثمرين الصينيين الآخرين أن يأتوا إلى لندن، وينفقوا أموالهم”.

كذلك كان جونسون متحمساً دون تحفظ لاجتذاب الاستثمارات الصينية إلى العاصمة. وتشتمل نجاحاته على خطة لإعادة إنشاء حوض ألبرت الملكي في شرقي لندن، وبرنامج لإعادة إنشاء كريستال بالاس في جنوب لندن.

يقول رتشارد فورد، وهو شريك في شركة بنسنت ميسونز، التي تقدم النصح والمشورة حول المشروعين: إن الجنيه الضعيف يساعد على اجتذاب المستثمرين الصينيين.

وأضاف: ”إنهم يرون فرصة في الحصول على العقارات بسعر رخيص، وهم يرون في لندن ملاذاً آمناً”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.