موقع متخصص بالشؤون الصينية

طبعة جديدة باللغة الصينية لكتاب (العرب ومستقبل الصين)

0

ChinaArabFuture
صحيفة الرأي الأردنية:
تصدر في بكين، في مطلع العام 2014، الطبعة الصينية من كتاب «العرب ومستقبل الصين» لمؤلفه الكاتب الأردني سامر خير أحمد، الذي كانت صدرت منه ثلاث طبعات عربية سابقاً: الأولى في العام 2009 عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي، والثانية في العام 2012 عن دار البيروني في عمّان، والثالثة في العام 2013 عن مشروع مكتبة الأسرة التابع لوزارة الثقافة الأردنية.
وأنجز اثنان من أساتذة اللغة العربية الصينيين في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، هذه الترجمة، في إطار مشروع لترجمعة مؤلفات عربية إلى اللغة الصينية، اختير كتاب «العرب ومستقبل الصين» من بينها.
وقال مؤلف الكتاب لـ(الرأي) إن صدور طبعة صينية من الكتاب الواقع في نحو 250 صفحة من القطع الكبير، يعد مؤشراً على اهتمام المثقفين الصينيين ببناء علاقات مستقبلية مع العرب تتجاوز الروايات التاريخية عن طريق الحرير والخطابات العاطفية عن الصداقة بين الشعوب، باتجاه علاقات حضارية تتمحور حول تبادل للمصالح، وتؤثر إيجابياً على خريطة العلاقات الدولية ومكانة كل من الجانبين فيها، فضلاً عمّا يعنيه صدور الطبعة الصينية بالنسبة للكتاب من أهمية وقيمة بحثية وفكرية.
وأكد المؤلف أن الكتاب يتحدث بالدرجة الأولى عن العرب، لا عن الصين، ويندرج في إطار جهود النقد الحضاري لأزمة مشروع النهضة العربية، متناولاً هذا الموضوع من زاويتين: الأولى هي الاعتبار بنجاحات الآخرين، بخاصة حين يكون بيننا وبينهم عوامل مشتركة، والثانية هي التحضير للمستقبل، ولما يُتوقع أن يكون عليه العالم بعد عقود قليلة، كي نستفيد منه في إنجاز نهضتنا المأمولة، وتجاوز العقبات التي تحول دونها حالياً. وهكذا، وانطلاقاً من سؤالي النجاح الصيني، والمستقبل الصيني، يقترح الكتاب أن يهتم العرب بالنهضة الصينية المعاصرة، على صعيدين:
*الأول: أن تكون مرشداً للعرب في تخطيطهم للنهضة، من خلال دراستها بتعمّق، واعتماد الفلسفة الأساسية التي استخدمتها في تحقيق النجاح، وهي التي يجد الكتاب إنها نفسها فلسفة المشروع النهضوي العربي عند تأسيسه في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وقوامها البرغماتية المنطلقة من أساس وطني ثابت. ويلاحظ الكتاب أن عملية النهوض الصينية، قامت من خلال التنمية، ومضت عبر «لانموذج» تنموي، أي قابل للتغيير والتعديل باستمرار، ما وضعها تالياً على طريق النهضة الشاملة.
*الثاني: الاعتماد على ما سيكون عليه حضور الصين السياسي في العالم مستقبلاً، في التخلص من المعيقات الخارجية التاريخية لنهضة العرب، وذلك استناداً إلى إقامة ترابط وثيق للمصالح معها، ثم الاعتماد على الصين في التزوّد بالمستلزمات المادية للتنمية، وبخاصة في مجال التكنولوجيا المتطورة، التي يمكن أن تتوفر عليها في المستقبل أيضاً. وفي هذا السياق، يطرح الكتاب نظرية يسميها «المصاحبة الحضارية»، مفادها إمكانية استعانة طرف متأخّر حضارياً، بطرف متقدم، في ظل اعتبارات معينة، كي يصحبه إلى حالة التقدم الحضاري. ويجد أنها فكرة ممكنة التطبيق في علاقة العرب بالصين، لاعتبارات واقعية أهمها حاجة الصين المتزايدة للموارد العربية، بخاصة النفط. لكن الكتاب يرى في هذا الصدد أن العرب لن يكونوا جاهزين لهذه «المصاحبة»، ما ظلوا على حال التفكك الراهن.
الكتاب يؤكد أيضاً أن التقارب العربي الصيني الذي يُدار بمنظور التجارة والمال، لا يحقق مصالح استراتيجية كبرى، كتلك المتعلقة بمهمة مثل «النهضة»، ويؤكد أن ثمة حاجة لإدارة العلاقة مع الصين من منظور حضاري، تنال فيه الصين مصالحها التي عندنا، اقتصادياً وسياسياً، لكننا ننال منها في المقابل ما يخدم نهضتنا من عوامل مادية وغير مادية.
يشار إلى أن الكتاب كان اختير ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب للعام 2012، فيما يتوقع أن تطرح الطبعة الصينية منه في السوق الصيني قبل منتصف العام 2014.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.