موقع متخصص بالشؤون الصينية

وزير الخارجية الصيني يدعو إلى تعزيزالتعاون بين بلاده وأمريكا

0

USAChinaFlag
صحيفة الدستور المصرية:
دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إلى تحقيق المزيد من الثقة الاستراتيجية والتعاون العملي بين الصين والولايات المتحدة عشية الاحتفال بالذكرى الـ 35 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة.

جاء ذلك في مقالة لوزير الخارجية الصيني، نشرتها وكالة الأنباء (شينخوا)، وقالت: إن البعد الاستراتيجي والتأثير العالمي للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة أصبح أكثر بروزا، مضيفة: أن الجانبين قد تحركا إلى الأمام من حالة عدم الاتصال وأصبحا يمثلان مجموعة من المصالح المتداخلة خلال فترة الـ 35 عاما الماضية.
وفي مقالته، استعرض وانغ الاجتماع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي باراك أوباما في يونيو الماضي في الولايات المتحدة، وقال إنه يتعين على الدولتين تحويل توافق جديد من العلاقات الذى توصل إليها رئيسا الدولتين إلى سياسات ملموسة وإجراءات ووضعها فى حيز الممارسة .. موضحا أنه يتعين على الدولتين مواصلة تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة والإبقاء على ارتباط وثيق بين القادة الكبار وعلى كافة المستويات وزيادة التفاهم المتبادل وتجنب سوء الفهم وسوء الحكم على الأشياء.
وأشار وزير الخارجية الصيني، إلى أن الصين ملتزمة بالتنمية السلمية وتقدم دائما “طاقة ايجابية” لتعزيز السلام والتنمية على المستوى العالمي ، وحث الولايات المتحدة على الفهم الصحيح لنوايا الصين الاستراتيجية واتخاذ إجراءات ملموسة لاحترام الموقف الذى أعلن بشكل متكرر من جانب قادتهما بان الولايات المتحدة ترحب بوجود صين ناجحة وقوية ومستقرة ومزدهرة.
وأكد وانغ على أنه عندما تعمل الصين والولايات المتحدة على طمأنة كل منهما الآخر والتخلي عن شكوكهما وحذرهما، يمكن أن تتبادل الدولتان تنمية أكثر استقرارا وسهولة للعلاقات الثنائية وتحقيق مستقبل أكثر إشراقا .. موضحا أنه يتعين على الدولتين زيادة دفع مفاوضات معاهدة الاستثمار الثنائي من أجل تحقيق اختراقة مبكرة.
وحث الوزير الصيني الجانب الأمريكي على رفع قيود التصدير على منتجات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين وحل مشكلة القيود المفروضة على المستثمرين الصينيين فى الولايات المتحدة فى أقرب وقت، وقال إنه يتعين على البلدين تعزيز الحوار والتعاون في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة وحماية البيئة والبنية التحتية وإكمال جولة من المشروعات الكبيرة تعود بالنفع على الشعبين الصيني والأمريكي.
وبالنسبة للعلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة، قال وانغ إنه يتعين على البلدين توسيع التعاون في مجال حفظ السلام والانقاذ والإغاثة ومكافحة القرصنة ومواصلة التعاون في مجال مكافحة الارهاب وبذل الجهود المشتركة لمعارضة الأنشطة الإرهابية بكل الأشكال، وأنه يتعين على الدولتين تعزيز الحوار والتبادلات والتعاون في مجالات منع انتشار الأسلحة النووية وانفاذ القانون والتكنولوجيا والتعليم والرياضة والثقافة والرعاية الصحية.
وفيما يتعلق بالقضايا العالمية والإقليمية، قال وانغ إنه يتعين على البلدين مواصلة تعزيز التنسيق في سياسة الاقتصاد الكلي عن طريق آليات متعددة الأطراف مثل مجموعة ال20 والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتعاون من أجل تعزيز انتعاش ونمو الاقتصاد العالمي.. داعيا إلى المزيد من الاتصالات والتنسيق بين الصين والولايات المتحدة فى المشكلات الاقليمية بما فى ذلك القضية النووية الكورية والقضية النووية الايرانية وسوريا وشمال وجنوب السودان وافغانستان.
وأشار وانغ إلى أنه يتعين على البلدين التعزيز الفعال للتعاون في المشكلات العالمية مثل تغير المناخ وأمن الطاقة والأمن الغذائي وأمن الانترنت والأمراض الوبائية وتقديم المزيد من “المنتجات العامة” للمجتمع الدولي .. وحث الجانب الأمريكي على المعالجة الملائمة “للقضايا الحساسة” فى العلاقات الثنائية، بما فى ذلك تايوان والتب والقضايا الكبرى الأخرى التى تتضمن سيادة الصين وسلامة أراضيها .
وقال وانغ “إنه يتعين على الولايات المتحدة التنفيذ الصارم للالتزامات التى قطعتها على نفسها والحذر من أجل منع العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تعاني من أية انتكاسات، كما دعا إلى مزيد من التبادلات بين المجلسين التشريعيين والحكومات المحلية ورجال الاعمال والعلماء والطلاب بين البلدين لتعزيز التفاهم المتبادل والصداقة و”الدعوة إلى ان يكون التعاون هو الاتجاه السائد لشعبي البلدين”.
وقال وانغ إن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة شهدت “نموا تاريخيا” خلال الـ 35 عاما الماضية، وان إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة فى 1979 يمكن ان يكون أكثر الاحداث الاستراتيجية الهامة فى العلاقات الثنائية فى النصف الثاني من القرن العشرين .. موضحا أن التاريخ اثبت ان وجود علاقات صحية بين الصين والولايات المتحدة يصب ليس فقط فى المصالح الرئيسية للشعبين ولكن يعد باعثا على تحقيق السلام والاستقرار والتنمية فى منطقة آسيا-الباسيفيكوالعالم ككل.
وأضاف وانغ “بالتأمل فى الأحداث السابقة، قدمت فترة ال35 عاما الماضية الكثير من التنوير وان التمسك بالاتجاه الصحيح هو العنصر الرئيسي لتنمية العلاقات بين الصين والولايات المتحدة .. مشيرا إلى أن العلاقات السلمية بين الصين والولايات المتحدة تعود بالنفع على االدولتين، فى الوقت الذى تضر فيه المواجهة كلاهما” وان التعاون هو الاختيار الصحيح الوحيد للجانبين”.
كما حث الوزير الصيني البلدين على وضع المصالح الرئيسية للشعبين فى الاعتبار والتمسك بالاتجاه الذى ذكر فى البيانات المشتركة الثلاثة للصين والولايات المتحدة والتوافق الذى تم التوصل اليه من قبل رئيسي البلدين من أجل ضمان التنمية المستدامة للعلاقات الثنائية فى مسار صحيح ومستقر .. موضحا أن السعي لتحقيق مصالح مشتركة هو القوة الدافعة لتعزيز العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
وأضاف أنه يوجد مصالح مشتركة كثيرة بين الصين كأكبر دولة نامية والولايات المتحدة كأكبر دولة متقدمة في العالم، كما تتحملان مسئوليات مشتركة هامة ، حيث حث الجانبين أيضا على التركيز على المصالح المشتركة لتنفيذ المزيد من التعاون .. مشيرا إلى أنه من “الطبيعي” للبلدين وجود اختلافات وخلافات فى الأنظمة السياسية وعلى المستويات التنموية فضلا عن التاريخ والتقاليد الثقافية.
وشدد وانغ على أن الاحترام المتبادل هو الطريق الوحيدة للسيطرة على الخلافات، وأنه طالما أن الدولتين بمقدورهما احترام المصالح والمخاوف الأساسية لكل منهما وتحقيق الثقة المتبادلة عن طريق الحوار والمشاورات، فانه بمقدورهما تجنب زعزعة تنمية العلاقات الثنائية، كما دعا إلى المشاركة الكبيرة والدعم القوي من الشعبين، وقال إن الصداقة بين الشعب الصيني والشعب الأمريكي هو للأبد الأساس الحيوي للعلاقات الثنائية.
وأضاف وزير الخارجية الصيني أنه يتعين على الجانبين استكشاف المزيد من القنوات وتشجيع المزيد من الاتصالات من أجل الحفاظ دائما على حيوية ونشاط العلاقات بين الصين والولايات المتحدة ، وقال في نهاية مقاله ” إننا على ثقة في مستقبل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة”، مضيفا أن هدف البلدين الخاص بإقامة نمط جديد للعلاقات سيصبح “بالطبع” حقيقة طالما ان الجانبين يتبعان الاتجاه المحدد من قادة البلدين ويبذلان جهودا منسقة مع إجراءات ملموسة.
يذكر أن الصين والولايات المتحدة الامريكية يعدان ثاني أكبر شريك تجاري لكل منهما الآخر، حيث حققت التجارة الثنائية نموا بمقدار 200 ضعف ووصلت الاستثمارات إلى 100 مليار دولار أمريكي خلال ال35 عاما الماضية وفي السنوات الخمس الأخيرة، عقد رئيسا البلدين 14 اجتماعا، كما طورت الدولتان أكثر من 90 آلية حوار وتعاون، بما في ذلك الحوار الاقتصادي والاستراتيجي، وفي عام 2013، سافر ما يقرب من أربعة ملايين من الصينيين والأمريكيين بين البلدين، مقارنة بعدة آلاف فقط في عام 1979.
وحاليا طبقا للإعلام الصيني الرسمي، فإنه يوجد تعاون أوسع وأوثق في القضايا الإقليمية والدولية أكثر من فترة الـ 35 عاما الماضية، حيث حافظت الصين والولايات المتحدة على اتصالات وثيقة وتنسيق في معالجة التحديات العالمية للأزمة المالية الدولية والتغير المناخي وأمن الطاقة والأمن الغذائي، وكذلك القضايا الإقليمية الساخنة مثل القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية والقضية النووية الإيرانية والأزمة السورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.