موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين في المحيطات: دلائل القوة العظمى

0

Flag-Pins-China-USA
صحيفة السفير اللبنانية:
سمير التنير:
تجوب حاملات الطائرات الصينية في بحر الكاريبي، الذي كان يعد الحديقة الخلفية للولايات المتحدة منطلقة من قاعدتها في فنزويلا. ومن قاعدة جوية أخرى في كوبا تنطلق الطائرات الحربية الصينية في مناورات في المجال الجوي الذي يدعوه الأميركيون بالمنطقة الجوية المحمية (ADIZ). وهذا المجال الجوي لا يخضع للسيادة الإقليمية للولايات المتحدة، بل للقانون الدولي، الذي يبيح للطائرات حرية العمل في تلك المجالات الجوية. هذا ما يمكن توقعه قريباً. ينظر الخبراء الصينيون إلى الولايات كقوة تضعف كل يوم ويمكن في المستقبل القريب ان تحل قوة أخرى مكانها. وقد غير الاقتصاد الصيني الصاعد الكون. ولا بد أن يتبع ذلك التغيير نشوء جغرافيا سياسية جديدة. وتشترك الصين حالياً في ايجاد الحلول السياسية لمشكلات كثيرة في العالم، وعلى رأس تلك المشاكل النزاعات حول الجزر غير المأهولة مع اليابان ومع كوريا الجنوبية. ويقول شن دنغلي أستاذ العلوم السياسية في جامعة فودان في الصين «إن على الولايات المتحدة أن تفهم ان الفارق في القوة بين الصين وأميركا يضيق يوما بعد يوم».
قام جو بايدن نائب الرئيس الأميركي منذ وقت قصير بجولة في البلدان الآسيوية الكبرى أي اليابان والصين وكوريا الجنوبية. وكانت تلك الزيارات تهدف إلى التوقيع على اتفاقات تجارية تعيد الحيوية إلى اقتصاد بلدان تم تجاهلها لوقت طويل جداً. ولكنه بدلاً من ذلك وجد نفسه غارقاً في أزمات أمنية، كادت تؤدي إلى صدام عسكري، بين الاقتصادات الأقوى في العالم، أي الولايات المتحدة والصين واليابان.
قامت الصين بإنشاء منطقتها الجوية الخاصة الواقعة فوق بحر الصين الشرقي، محذرة كل الطائرات الحربية من التحليق من دون ابلاغها عن ذلك مقدماً. وتتقاطع تلك المنطقة مع المجالات الجوية لليابان وكوريا الجنوبية. وقال جو بايدن الذي كان يقف بجانب شنيزو آبي رئيس وزراء اليابان «إننا نحذر الجميع من المساس بالواقع الموجود حالياً في بحر الصين الشرقي».
يدل إعلان الصين عن منطقتها الجوية المحمية على أنها في الطريق إلى اتباع طريقة دفاعية جديدة، لا بد ان تعطيها الحصانة الدولية لعقود قادمة. وعندما التقى الرئيس شي جينبيغ أوباما قال له إن عهداً جديداً بين القوى العظمى يجب اقامته، وقد أرسلت بكين سفنها إلى بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي. وقامت طائراتها المقلعة من حاملة طائراتها الأولى بالتحليق فوق الجزر المتنازع عليها والتي استولت عليها اليابان العام 1845. كما طبعت خرائط رسمية صينية تظهر الجزر كتابعة لها. وتنظر الصين إلى المنطقة الجوية التي أعلنتها كسياج واق لها، على الرغم من المشاكل الأمنية والسياسية التي قد يثيرها. رغم ان ذلك أصبح حقاً معترفاً به في أي بلد في العالم. وقد أثار الصعود الاقتصادي الصيني المذهل، العداء القومي بين الصين واليابان. وقد حذرت الولايات المتحدة الصين، بأن الحلف الدفاعي بين أميركا واليابان يشمل أيضاً الجزر المتنازع عليها، بما يعني أن خطوط الصدام قد رسمت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.