موقع متخصص بالشؤون الصينية

تقرير إخباري: زيارة شي لسوتشي تعمق العلاقات الصينية الروسية

0

RussiaChina
شبكة الصين:
للمرة الثانية ستكون روسيا أول محطة خارجية يزورها الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ مطلع العام الحالي.
في مارس 2013 قام شي بزيارة رسمية لروسيا بعد أيام قليلة من توليه منصبه رئيسا للصين.
وستكون زيارة شي المعلنة لروسيا خلال الفترة ما بين 6 و8 فبراير الجاري التي من المقرر أن يحضر خلالها مراسم افتتاح دورة سوتشي للألعاب الأوليمبية الشتوية أول زيارة خارجية له منذ بداية عام 2014.
كما سيكون هذا أيضا أول حضور لرئيس صيني في حدث رياضي هام خارج البلاد مما يؤكد دعم الصين القوي للأوليمبياد والجهود الروسية لاستضافة دورة الألعاب.
تجدر الإشارة إلى أن فلاديمير بوتين حضر مراسم افتتاح دورة بكين للألعاب الأوليمبية في اغسطس 2008 عندما كان رئيسا للوزراء.
وقال البروفيسور يوري تافروفسكي من جامعة صداقة الشعوب التي تتخذ من موسكو مقرا لها لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها خطوة جديدة في العلاقات الثنائية أن يقوم زعماء البلدين بتوسيع نطاق التفاعلات من المناسبات الدبلوماسية التقليدية لمناسبات أقل رسمية مثل الأحداث الثقافية والرياضية.
وفي العام الماضي وإلى جانب الزيارة الرسمية التي قام بها شي لروسيا التقى الرئيسان الصيني والروسي بوتين 4 مرات خلال مناسبات دولية.
والتقى الرئيسان خلال قمة بريكس في دوربان بجنوب افريقيا وقمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرج الروسية وقمة منظمة شانغهاي للتعاون في العاصمة القيرغيزية بيشكيك واجتماع القادة الاقتصاديين غير الرسمي لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بالي باندونيسيا.
إضافة إلى ذلك قام رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف بزيارة الصين في أكتوبر الماضي وعقد اجتماعات مع الرئيس شي ورئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ.
وقال لي هوي السفير الصيني لدى روسيا لشينخوا إن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس شي في العام الماضي فتحت صفحة جديدة للعلاقات الثنائية ونقلتها لمستوى جديد.
وقال السفير إن كلتا البلدين أبدت دعما وتفاهما متبادلين في قضايا حيوية لهما.
وتحتفل البلدان بالذكرى الخامسة والستين لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 2014 في وقت تقومان فيه بتعزيز وتدعيم العلاقات المتبادلة في ظل شراكة استراتيجية تعاونية شاملة.
ولا تخدم العلاقة القوية رفيعة المستوى بين الصين وروسيا مصالح البلدين فقط وانما أيضا تعد بمثابة ضمان هام للسلام والاستقرار العالميين.
وتعاونت الصين وروسيا معا في مجموعة من القضايا الدولية والاقليمية مثل الأزمة السورية والإيرانية وحافظت كلاهما على اتصالات سلسة وتعاون فعال.
تعاون اقتصادي محتمل:
وخلال الزيارة التي قام بها ميدفيدف للصين في أكتوبر الماضي وقعت الصين وروسيا اتفاقية تقوم بمقتضاها كبرى شركات النفط الروسية روزنفت بإمداد الصين بعشرة ملايين طن إضافية من النفط الخام سنويا خلال العقد القادم وتبلغ قيمة تلك الصفقة 85 مليار دولار أمريكي.
وسيتم إنشاء مشروع مشترك لبناء معمل لتكرير النفط في تيانجين بقدرة معالجة 16 مليون طن من النفط الخام سنويا.
وسيكون نصيب مؤسسة النفط الوطنية الصينية، كبرى شركات إنتاج وإمداد النفط والغاز في الصين من هذا المشروع 49% في حين ستحصل شركة روزنفت على النسبة الباقية وهي 51%.
قامت الصين باستيراد 24.33 مليون طن من النفط الخام من روسيا خلال عام 2012 وتجري مفاوضات لاستيراد غاز طبيعي أيضا من روسيا.
وبعد أن وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 88 مليار دولار أمريكي خلال عام 2012 تخطط البلدان لرفع حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2015 و200 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020.
وقال البروفيسور تافروفسكي “قد تكمن أكبر فرصة للتعاون الاقتصادي في منطقة الشرق الأقصى في روسيا نظرا لقربها من الصين كما انها منطقة تركيز تنموي لروسيا حاليا، ولا بد أن تشارك الصين في تطوير تلك المنطقة”.
وأضاف أن البلدين يمكنهما التكامل مع بعضهما البعض نظرا لأن الصين تمتلك التكنولوجيات اللازمة والخبرات في حين تمتلك روسيا موارد طبيعية.
تعزيز التبادلات الشعبية:
في العام الماضي عرضت دور السينما الصينة أول فيلم روسي بتقنية البعد الثالث يحمل عنوان “ستالينجراد” واحتل الفيلم قائمة أفلام شباك التذاكر الصينية حيث حقق إيرادات بلغت 52.7 مليون يوان (8.65 مليون دولار أمريكي) في عطلة أسبوع افتتاحه واجتذب العديد من كبار سن والبالغين الذين استعادوا ذكريات زخم أفلام الاتحاد السوفيتي منذ عقود.
وفي يناير الحالي نافس فيلم روسي آخر يحمل عنوان “مترو” مع أفلام صينية وأفلام هوليوود خلال موسم أفلام عطلة عيد الربيع في الصين.
كما أقامت البلدان ثلاثة أعوام متخصصة خلال الأعوام القليلة الماضية هي عام السياحة الصينية في روسيا في عام 2013 وجاء في أعقاب عام السياحة الروسية في الصين في عام 2012 وكان الهدف منهما تعزيز العلاقات السياحية والتبادلات الانسانية بين البلدين.
وقبل ذلك اقيم العام الوطني الصيني الروسي 2006-2007 وعام اللغة الصينية والروسية 2009-2010.
وفي عامي 2014 و2015 ستستضيف البلدان عام الشباب وتبادلات الصداقة بين الصين وروسيا.
وقال شينغ قوانغ تشينغ الخبير في شؤون روسيا بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية “ضربت الصين وروسيا مثالا جيدا لنموذج العلاقات بين القوى العظمى بعد نهاية الحرب الباردة وأسست كلاهما طريقة للتعامل مع بعضهما البعض باحترام وبدعم متواصل للتعاون المستدام”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.