موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تستكمل غزو أوروبا اقتصاديا

0

CheJingBing4
موقع إرم نيوز الالكتروني:
غادة خليل:
يأتي إعلان الرئيس الصيني “شي جين بينغ” عن القيام بزيارة إلى أوروبا في الفترة من 22 آذار / مارس إلى 1 نيسان / أبريل القادم كتحد جديد للعلاقات الأوروبية الصينية، إذ سيكون أول رئيس صيني يزور مقر رئاسة الاتحاد الأوروبي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والقارة العجوز في عام 1975.

وتأتي هذه الزيارة على خلفية الخطة الإستراتيجية التي أعلنها الطرفان خلال القمة التي عقدت في بكين عام 2013 والتي بموجبها تم وضع خطة تعاون سارية حتى عام 2020.

ويبدو لافتا أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرون” إلى الصين نهاية العام الماضي بهدف وضع الأسس لاتفاقية تجارة حرة يبلغ حجمها مليارات الدولارات بين بكين والاتحاد الأوروبي، أثارت غضب المفوضية الأوروبية التي صرحت آنذاك بتخوفها من إغراق الاتحاد الأوروبي بواردات صينية رخيصة.

وطلبت بروكسل في وقت سابق من الـ 28 بلدا الأعضاء عدم توقيع عقود ثنائية مع الصين، إلا بعد اطلاع المفوضية الأوروبية عليها، بهدف ضبط المعايير المتبعة التي يجب المحافظة عليها.

ويبدو أن الصين تتبنى إستراتيجية طويلة الأمد في علاقاتها بالاتحاد الأوروبي، تكمن في غزو الأسواق الأوروبية بالمنتجات الصينية، مستفيدة بذلك من ضعف الاتحاد الأوروبي جراء الأزمة الاقتصادية التي يمر بها.

ويرى مراقبون أن الزيارة المنتظرة تهدف إلى تمهيد الطريق لموجة جديدة من الغزو الاقتصادي على شاكلة “حصان طروادة”، خاصة بعد أن نجحت الصين بأن تصبح أكبر قوة تجارية على مستوى العالم في عام 2013، متجاوزة بذلك الولايات المتحدة لأول مرة في حجم التبادل التجاري، وهي بذلك تحاول الحفاظ على ما يزيد عن 300 بليون دولار تدخل لها من تعاملاتها الاقتصادية مع القارة العجوز سنويا.

وعلى النقيض، يرى مراقبون آخرون أن التحرك الصيني نحو البلدان الأوروبية يأتي في الوقت المناسب، خاصة وأن معظم بلدان القارة الأوروبية تعاني من أزمة اقتصادية، وما زال المسؤولون في هذه البلدان يعملون جاهدين لإنقاذ اقتصادهم من أزمات الركود والكساد.

وعلى الرغم من إجماع الكثير من المراكز البحثية المتخصصة في المجال الاقتصادي، على أن الصين سوف تصنف كأكبر “اقتصاد رأسمالي” تلقائيا بحلول عام 2016، إلا أنها تسعى لتسريع الاعتراف بذلك بصورة “ودية”، عن طريق المشاركة في الآليات الدولية التي تدعم الاقتصاد عالميا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.