موقع متخصص بالشؤون الصينية

محاولات أمريكية لعزل وتحجيم الصين اقتصاديا وتجاريا

0

لاUSAChinaFlag
موقع عربيان بزنس:
على الرغم من كل المحاولات الأمريكية لتوصيف زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الراهنة لليابان على أنها مجرد محاولة للاتفاق على انضمام البلدين إلى “اتفاق الشراكة عبر الهادئ”، فإن الهدف الحقيقي للزيارة، والمتمثل بعزل وتحجيم الصين اقتصادياً وتجارياً هو الهدف الحقيقي لهذه الزيارة.

وللتوضح، فإن “اتفاق الشراكة عبر الهادئ ” المعروف اختصاراً بـ «تي بي بي» هو اتفاق مبدئي، يضم 12 دولة من ضمنها أميركا صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، واليابان التي يحتل اقتصادها المرتبة الثالثة عالمياً، إضافة إلى كندا وأستراليا والمكسيك وماليزيا وفيتنام والبيرو وسنغافورة ونيوزيلندا وتشيلي وبروناي، وكان مفترضاً إبرامه نهاية العام الماضي، لكن الخلافات أخرت ذلك. وفي فبراير/شباط الماضي، عقد ممثلو هذه الدول اجتماعاً لم ينجح هو الآخر في تذليل العقبات التي تواجهه.

وحسب محللين، فإن من شأن دخول أميركا واليابان في هذا الاتفاق، وهو بالمناسبة اتفاق تجارة حرة، أن يعود على الاقتصاد الأميركي بـ76 مليار دولار، وعلى اليابان بنحو 105 مليارات مع حلول عام 2025.

المحادثات بين أوباما ورئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي هي محادثات بالغة الأهمية لأمريكا أولاً ولليابان ثانياً، ولنجاح الـ “تي بي بي” ثالثاً. فالاقتصاد الأمريكي، يشكل ربع الاقتصاد العالمي حالياً، ومن شأن إضافة الاقتصاد اليـــاباني إليه، خلق سوق تمثل 40 في المئة من السوق العالمية.

وبغض النظر عما إذا كانت المفاوضات المضنية المستمرة منذ عام 2005 لإقامة الـ تي بي بي، الجديد ستفضي إلى قيام سوق تكون الأكبر في العالم، ويمكن أن تساهم في تحريك الاقتصاد العالمي بعيداً عن الصين محرك الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة، فإن التحافات الاقتصادية والتجارية الجديدة على مستوى العالم هي بيت القصيد.

فأمريكا تريد حلفاء جدداً تواجه بهم التحالف الروسي الصيني وتحالفات دول البريكس وغيرها من التحالفات القائمة. لقد حاولت ماكينة الإعلام الأمريكي الجبارة، ولا تزال تحاول، حرف انتباه العالم عن الأهداف الحقيقية وراء زيارة أوباما لطوكيو، حيث ركز الإعلام الأمريكي على التفاصيل الصغيرة، بدلاً من الحديث عن الأهداف الكبرى.

مؤخراً، نشرت صحيفة “غلوبال تايمز الصينية” تقريرا تحت عنوان «المنافسة بين الصين والولايات المتحدة” قالت فيه أن الولايات المتحدة تتعلم من الصين، وهذه حقيقة، على ما يبدو. وأضافت قائلة “جعلتنا سلسلة التحركات الأخيرة للرئيس الأمريكى باراك أوباما نعتقد أن الأميركيين بدأوا يحولون شعار التعلم من الصين، إلى أفعال. فتعليم اللغة الصينية تم رفعه إلى مستوى الاستراتيجية العالمية في الولايات المتحدة تاريخياً”.

ومضت الصحيفة للتساؤل “لكن لماذا أظهر الأميركيون فجأة مثل هذا الالحاح للتعلم من الصين” ؟. الجواب قدمه أوباما ذاته حيث شدد على أن التنمية السريعة للصين، قدمت مرجعاً لخروج الاقتصاد الأمريكي من ورطته. وأكد أوباما قائلاً “الولايات المتحدة لا يمكن أن تصبح في المرتبة الثانية”.

كلام واضح مفاده أن الولايات المتحدة تخشى حقاً أن الصين سوف تتجاوزها في يوم من الأيام؟ ولربما قريباً جداً. على أية حال، فإن الصين، وجدت نفسها في خضم الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، تتصدر المسرح العالمي بأدائها الاقتصادي المتميز، وبنسب النمو التي تحققها، وبحجم الديون المترتبة لها على أميركا، وعلى باقي الدول الغربية.

قبل عامين من الآن، كتب هوغ وايت وهو أستاذ جامعي يحاضر في جامعة أستراليا الوطنية في قسم الدراسات الإستراتيجية، وكان محللاً في الشئون الاستخباراتية، وصحافياًفي كتابه “خيار الصين، لماذا على أمريكا أن تتقاسم النفوذ” أن “الولايات المتحدة أمام 3 خيارات في آسيا هي المنافسة، تقاسم النفوذ، أو الانسحاب”.
ويبدو الآن أنها اختارت المنافسة. ولكن من خلال محاولة عزل الصين، أليس كذلك؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.