موقع متخصص بالشؤون الصينية

مركل في الصين لتعزيز الشراكة الاقتصادية

0

AngelaMerkelmir
 موقع صحيفة الحياة الالكتروني:

تبدأ المستشارة الألمانية انغيلا مركل الاثنين زيارتها السابعة للصين على رأس وفد من رجال الأعمال الألمان، بهدف تعزيز الشراكة الإستراتيجية في شكل أكبر بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين. وتشكل الصين في أوج ازدهارها بالنسبة إلى القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، سوقاً أساسية لا سيما لشركات تصنيع السيارات والماكينات الصناعية. وتُعتبر ألمانيا بالنسبة إلى البلد الأكثر اكتظاظاً في العالم شريكاً مهماً لتكنولوجيته العالية. وسيرافق مركل في زيارتها وفد من رجال الأعمال يضم مسؤولين من «سيمنز» و»فولكسفاغن» و»آرباص» و»لوفتهانزا» و»دويتشه بنك»، على ما أكدت صحيفة «بيلد» الألمانية.

وتُعد الصين سوق التصدير الأولى بالنسبة إلى ألمانيا في آسيا مع مبيعات بقيمة 67 بليون يورو عام 2013. في المقابل تُعتبر ألمانيا السوق الأولى للصين في أوروبا مع واردات قيمتها 73 بليون يورو العام الماضي. ولفت مدير البحوث في مركز الدراسات في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هانز كوندناني في تصريح إلى وكالة «فرانس برس»، إلى أن الصادرات الألمانية «سجلت نمواً سريعاً خلال العقد الماضي». ورأى وجود «تكامل شبه تام إذ تحتاج ألمانيا إلى سوق لصادراتها فيما تحتاج الصين إلى الخبرة التكنولوجية».

وأبدت مركل خلال زياراتها السابقة بوضوح إعجابها بتحولات الصين، ونادراً ما تفوت فرصة للتذكير بأن أمام عمالقة ديموغرافيين كالصين، سيكون على اوروبا التي تعاني من الأزمة، إجراء إصلاحات من اجل الاستمرار.

وسيستقبل رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ المستشارة الألمانية الاثنين، بكل التشريفات العسكرية وهو بروتوكول مخصص عموماً لرؤساء الدول. وسيكون لقاؤها الرئيس شي جينبينغ الثاني معه هذه السنة قبل أن تلتقيه مجدداً في تشرين الأول (اكتوبر)، في إطار مجلس وزراء مشترك سيُعقد في برلين، علماً أن الصين لا تقيم هذا النوع من العلاقات سوى مع ألمانيا. وتبدأ الزيارة غداً بمحطة في شنغدو عاصمة إقليم سيشوان (جنوب غرب) الذي يبلغ عدد سكانه 80 مليوناً، أي ما يوازي التعداد السكاني في ألمانيا.

وفي المدينة التي تُعد وحدها 14 مليوناً وتعمل فيها 160 شركة ألمانية، ستزور مركل مصنعاً مشتركاً أطلقته شركة صناعة السيارات «فولكسفاغن» مع شريكها المحلي «فاو»، كما ستحضر منتدى حول التخطيط المدني وستتوجه إلى مركز اجتماعي يعنى بأولاد العمال المهاجرين الذين يأتون للاستقرار في شنغدو.

ويُتوقع أن تشدد ألمانيا خلال مجلس اقتصادي مشترك ينظم في بكين على نقطتين خلافيتين بين البلدين، هما دخول الشركات الأجنبية في شكل منصف إلى الأسواق الصينية واحترام الملكية الفكرية. ويُرجح البحث في الملف الحساس المتعلق بأوضاع حقوق الإنسان بعيداً من الأنظار وهي مقاربة يعتبرها المسؤولون الألمان أكثر فعالية من توجيه إصبع الاتهام مباشرة إلى الصين.

وثمة عقبات كثيرة في هذا المجال، بدءاً من المعرض الجاري المخصص للفنان والمعارض الصيني اي ويوي في برلين، وهو اكبر معرض ينظم ولم يتمكن هو نفسه من التوجه إليه بسبب حظر بكين.

وأشار كوندناني إلى أن مركل التي أغضبت الصينيين بلقائها الدالاي لاما عام 2007، لن تجازف هذه المرة في إزعاج شركائها في شأن هذه المسألة. وقال «من وجهة نظري ترتبط مسألة حقوق الإنسان أكثر فأكثر بالمصالح الاقتصادية لألمانيا». في حين أن هذا البلد «بحكم شراكته الاقتصادية هو على الأرجح أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي الذي يضغط على الصين» في هذا المجال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.