موقع متخصص بالشؤون الصينية

أأنت صيني..؟ يا ريت..!

0

IyadTwaimi
صحيفة الديار الأردنية:
إياد التويمي:
الصين بلد الاختلافات والألوان المتعدده والألسن الألفية والثراء الفاحش  والمساحات الواسعة والتباينات ودولة ونظام الـ “مئة وردة” التاريخي .

الصين عالم قائم بذاته ومجتمعات تحتل يابسة ليس لها قرار ولا حدِ فضاء, ورغم ذلك نجد هناك انسان صيني يتميز بالجدية واحترام قيمة الوقت والعمل والوطن, فحوّل  الصينيون بلادهم الى وحدة مجتمعية متماسكة، يرنو اليها جيرانهم، فصارت الصين النامية دولة متنامية وكبرى، ثم عظمى لها موقع قائم بدأته في قاموس الشعوب المتحضرة بفضل براعتهم ومئة وردتهم المتفتحة في حقول واسعة في غرب وشرق ومواقع لا نهاية لها من التراب بلا حدود.

وعندما نقول عن الصين أنها عظمى، إنما نرى أن شعبها هو كذلك. فالثقافة الصينية تفترض ان يُصاغ الشعب على نمط قائده، قد كان ذلك في العصور القديمة وامتد الى اليوم حتى شهدت الدولة المتماسكة الاختراعات والفتوحات والانفتاح وطريق الحرير الى قارات العالم، إذ كان الصيني يراكم الثقافة وينسج ويغزل في معارج المعارف حتى غدا على نمط رؤسائه متجانساً، إلتحف بالتقدم وتدثر بالكثير من عوامل النهوض، فكان الانفتاح والاصلاح، لتكون الصين منافساً للعالم المتقدم تكنولوجياً, حتى أفقنا نكتشف خلال غفلة من زمننا النائم، ان انتاج الصين في الصناعة والزراعة يفوق انتاج العالم كله، ويُغرقه في السلع وتدني أثمانها، لينتقل العالم بالصين الى مكانة لم تسبق تاريخيا للصغير قبل الكبير.

خلال تلك الحقبات التطورية، صار العالم يتمنى ان يكون صينياً، ليرتاح من أعاصير التخلف ورياح “التغيير الى الخلف”، إذ بسبب التأرجع صار عامّاً، والتخلف غدا شاملا، لكن التقدم في الصين كان جديداً وطاغياً على عكس صورة مسيرة معظم الناس.

في الصين توجد صناعات كثيرة، لكن أهمها هو صناعة الانسان الجديد، المتقِن لحياته ونمطية مسيرته العلمية ونظرته الى الحياة…  صناعات الصين متنوعة وإنسانية في صورتها، وعلى أعلى مستوى من الإبهار والجمال والدقة والجودة والاتقان.. إنها صناعات مواكبة للتطور والتحديث دون نسيان التراث الصيني العريق ودون القضاء عليه, وحتى التراث نفسه يُطوَر في الصين ليكون ملائماً ومتناغماً مع روح العصر.. فيا ليتنا صينيون.. ياريت.. فلنكن كذلك .

·      كاتب وعضو في منتديات قراء مجلة الصين اليوم والاذاعة الصينية CRI.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.