موقع متخصص بالشؤون الصينية

في الذكرى الـ 66 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية والحُلم الصيني

0

khaled-dayan-china-holom

موقع الصين بعيون عربية ـ
خالد سعيد ديان*:

ها هي الذكرى السادسة والستون لتأسيس الصين الجديدة التي تصادف الأول من اكتوبر 2015 , تطفئ شمعتها إذاناً بالاحتفالية الشعبية الكبيرة, وشكراً وعرافاناً وامتنانا لشعبها وقياداتها التي بالست وناضلت من أجل الحرية وحياة كريمة.
وبهذه المناسبة الغالية على قلب الشعب الصيني وقلوب محبيهم وددت المشاركة بالكتابة عن الذكرى 66 لتأسيس الصين الجديدة , لأن من يعرف الصين ويعرف تاريخها وحضارتها لا يمكنه ان يغفل او يبخل بالكتابة او يخفي مشاعره واحاسيسه تجاه حضارة عريقة .
ولعل من يرجع الى التاريخ يجد ان الحضارة الإسلامية والصينية هما الحضارتان الأكثر رسوخاً وثباتاً من  الحضارات الأخرى , رغم تعرضهما للكثير من الحروب التاريخية التي تريد طمس هويتهما إلا أنهما ضلتان  راسختان رسوخ الجبال الشامخة تجاه كل المؤامرات التي تريد ان تجعل من تلك الحضارتان أثراً بعد عين.
نعم، إن الناظر إلى التاريخ وبالتحديد قبل إعلان الصين الجديدة عام 1949م على يد الزعيم الراحل
((ماو تسي تونغ)) ، يعرف أن البلاد شهدت أوضاعاً تُثقل كاهل صاحبها , كيف لا وأننا نسمع ونقرأ الكثير من الحكايات والقصص التي تحكي لنا عن كيفية الأوضاع المعيشية التي عاشها شعبٌ كافح من أجل الحرية ومعيشة طيبة في حقبة من الزمن دامت سنين عديدة , لكن التاريخ لم يتوقف عند هذه اللحظة بل سطر لهم تاريخهم العريق الذي أصبح إلى وقتنا الراهن يُؤخذ منه العلوم التي إضاءات للبشرية دروب المعرفة في معظم ميادين الحياة .
لحظة إعلان تأسيس الصين الجديدة هي لحظه تاريخية حيث أعلن الزعيم الراحل ((ماو تسي تونغ)) في الأول من أكتوبر من عام 1949م من أعلاء منبر في ميدان (تيان آن مين) بالعاصمة الصينية بكين عن ميلاد جمهورية الصين الشعبية لكل الصينين وللعالم, وهي انطلاقة جديدة نحو مستقبل تملؤه أحلام وطموحات طالما أصبحت حلم يراود الجميع .
ومضت السنين وتوالت على الصين العديد من الشدائد والأزمات التي عصفت بالصين نتيجة لبعض السياسات  الخاطئة ولكن ما لبثت طويلاً حتى بزع فجر الإصلاح والانفتاح على يد زعيمها المهندس الصيني ((دنغ شياو بينغ)) الذي بفضلة كانت سياسته هي الوحيدة لخلاص الصين وغيرها من الأمم من حيث القوة  الاقتصادية والتكنولوجية ففي هذه المرحلة من سياسة الإصلاح والانفتاح شهدت الصين العديد من التطورات في معظم ميادين الحياة وبالذات في الناحية المعيشية إنتقل فيها من مرحلة اللباس الدافئ والطعام الكافئ إلى مرحلة الحياة الميسورة , نعم فقد تجاوز الصينيون مرحلة تهدئة قرقرة البطون الجائعة وراحو يهتمون بنوعية ما يأكلون, إنطلاقاً من قولهم المأثور ((طعامك دوؤاك)) .
أيضاً بفضل سياسة الإصلاح والإنفتاح غيرت الحكومة الكثير من سياستها منها على سبيل المثال الغت الصين  نظام كوبونات الطعام وبدأ أهل الريف يأكلون الحبوب الناعمة , كذلك الغت الصين سياسة إحتكار شراء الغذاء توزيعه.
وعلية نقول إن ماقدمه مهندس سياسة الإصلاح والإنفتاح لبلده الصين الحبيب يفوق كل الأرقام والقياسات  المتوقعه , نعم إنها المعجزة الكبرى التي فتحت للصين أبواباً على العالم الخارجي لبناء علاقات وإنفتاح على  الآخر.
هناك ثمرات كثيرة اجترحها مهندس سياسة الإصلاح والإنفتاح، لكن ثمة أمور ومواقف ساهمت في تعزيز العلاقات بين الصين وبعض الدول على نحو واسع، كذلك ماحققته الحكومة الصينية اليوم بقيادة الحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيس الصين عام 1949، إذ طويت 66 سنة راكمت الصين خلال انجازات كبرى  والكثير من الإنجازات التاريخية التي منها عودة ماكاو وهونج كونج من المستعمر البرتغالي والبريطاني الى الوطن الكبير.
نعم، هذه هي الصين كما عهدناها دوماً فهي دولة تتميز بقياداتها الحكيمة التي تنشد السلام والأمن لأرجاء المعموره كافة، وليعيش كل فرد في هذا الكون بأمن وآمان .
في نهاية المطاف، أود أن اختم مشاركتي هذه بتفسير الرئيس الصيني (شي) لمعنى الحُلم الصيني، إذ قال، إن الحُلم الصيني هو حُلم للتعاون والتنمية والسلام والفوز المشترك ، ويهدف إلى تحقيق إزدهار الوطن  ونهضة الأمة وسعادة الشعب الصيني مثل ما تحلم به كل شعوب العالم .

*عضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب حلفاء الصين، ونادي قراء مجلة الصين اليوم باليمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.