موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقالة خاصة: الاستفزازات الأمريكية تهدد بعسكرة بحر الصين الجنوبي

0

asean
تؤدي المحاولات الاستفزازية التي تقوم بها الولايات المتحدة لانتهاك سيادة بحر الصين الجنوبي إلى تخريب السلام والاستقرار الإقليميين وعسكرة المياه.

وذكرت تقارير أن القوات البحرية الأمريكية تستعد للقيام بعمليات “حرية الملاحة” وارسال سفن حربية إلى مسافة أقل من 12 ميلا بحريا من الجزر الصينية في بحر الصين الجنوبي. ومن الممكن أن تتم العمليات الأمريكية خلال أيام.

وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الشهر الماضي ردا على مطالبة الصين بسيادتها على بحر الصين الجنوبي إن الولايات المتحدة “ستحلق وتبحر وتعمل في أي مكان سمح به القانون الدولي كما تفعل في العالم كله.”

وقال جوش إيرنيست المتحدث باسم البيت الابيض يوم 8 أكتوبر إن قيام السفن الحربية الأمريكية بدوريات بالقرب من جزر صناعية بنتها الصين في بحر الصين الجنوبي “يجب الا يثير ردود فعل بارزة من الصينيين.”

ودعونا لا ننسى انه في شهر اكتوبر عام 1962, عندما قام الاتحاد السوفيتي ببناء مواقع صواريخ في كوبا – ليس في الاراضي الأمريكية – قال الرئيس الأمريكي آنذاك كينيدي بشكل واضح في خطبة بثها التلفزيون إن الولايات المتحدة لن “تتساهل مع وجود مواقع الصواريخ.”

ماذا يوجد على الارض يجعل الولايات المتحدة تعتقد ان الصين يجب ان تتساهل وستتساهل معها عندما تنتهك سفن أمريكية الاراضي الصينية في بحر الصين الجنوبي.

لن تتسامح الصين أبدا مع أي اعمال عسكرية استفزازية وانتهاك لسيادة تقوم به الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى, كما رفضت الولايات المتحدة هذا منذ 53 عاما.

وتتخذ الصين موقفا حازما وواضحا بشأن نزاعات بحر الصين الجنوبي. وتشكلت سيادة الصين وحقوقها على جزر نانشا والمياه المجاورة لها في بحر الصين الجنوبي عبر التاريخ الطويل ودعمتها الحكومات الصينية المتعاقبة ولديها اساس تاريخي وقانوني كافي وصلب.

ويجب ان يكون تعبين حدود البحار لبحر الصين الجنوبي وفقا “للعنوان التاريخي” الصيني للمنطقة, وفقا لما تنص عليه المادة 15 في ميثاق الامم المتحدة لقانون البحار.

ولطالما كانت الصين داعمة قوية لحرية الملاحة والسلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي بشكل بناء وفعال. وتعهدت الصين بالاستمرار في فعل هذا في المستقبل.

ولا يخدم بناء الصين لوسائل مدنية وعامة في جزر نانشا والصخور التي تقع في نطاق سيادتها الصين فقط ولكن يخدم أيضا الدول الساحلية الواقعة في بحر الصين الجنوبي.

وتم مؤخرا بناء منارتين على الشعاب المرجانية في المنطقة وساعدتا على ارشاد السفن المارة القادمة من انحاء العالم وحسنتا أمن الملاحة بشكل بارز.

على عكس ادعاءات الولايات المتحدة ستكون الولايات المتحدة مثل الدخيل الذي يؤدي إلى اثارة التوترات في بحر الصين الجنوبي عن طريق ارسال جنود وسفن إلى الاراضي الصينية باسم “حرية الملاحة.”

ولا تعد هذه اول خطوة تقوم بها الولايات المتحدة من أجل تقويض السلام والاستقرار الاقليمي الشيء الذي عملت الصين بجد عليه.

واقامت الولايات المتحدة خلال الاعوام الماضية تدريبات واسعة النطاق مع حلفائها في بحر الصين الجنوبي, ليستعرضوا قوتهم العسكرية.

وذكر الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع الأمريكية أن البلاد ارسلت الاف المسؤولين المدنيين والعسكريين وعددا كبيرا من الاسلحة إلى منطقة الباسيفك.

وقامت الولايات المتحدة بضم دول غير معنية ومن بينها اليابان في قضية بحر الصين الجنوبي وأثارت النزاع بين الصين واطراف أخرى ومن بينها الفلبين من اجل زعزعة الاستقرار في المنطقة واحتواء الصين.

وبأي حال من الاحوال لن تترك الصين الاشخاص الذين يقومون باعمال استفزازية يقوموا بخطوات في المياه التي يجب ان تتمتع بالسلام والصداقة والتعاون.

وتجاوز معدل التجارة الثنائية بين الصين ودول اعضاء في منظمة دول جنوب شرق آسيا العام الماضي 480 مليار دولار امريكي.

ولا يوجد لدى الدول المعنية بديل غير ان تتعامل بشكل مشترك مع النزاعات في بحر الصين الجنوبي التي تفرض تهديدا على تنمية ورخاء الاطراف في المنطقة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية يوم 18 سبتمبر ردا على تصريحات ابداها قائد القوات الامريكية في الباسيفك حول الدوريات التي تتم في بحر الصين الجنوبي إن الصين تدعم حرية الملاحة في البحار مثل الولايات المتحدة.

واكد المتحدث ان الصين تعارض اي تحدي للبلاد باسم حرية الملاحة ولسيادة الصين والامن في بحر الصين الجنوبي.

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارة قام بها إلى أوروبا في شهر مارس عام 2014 ان بلاده “لن تثير اي مشكلة ولكنها ستحمي بثبات حقوقها الشرعية.” عندما يصل الامر إلى السيادة وسلامة أرضيها.

وعلى الرغم من هذا مازال تعزيز الثقة المشتركة وإدارة النزاعات من خلال زيارات ومحادثات رفيعة المستوى اول اختيار للصين, وستتخذ البلاد من دون شك تدابير مضادة ضد الولايات المتحدة إذا لم تتوقف عن القيام باعمال عسكرية استفزازية تنتهك سيادة الصين.

ويجب ان يرى الاشخاص الذين لديهم رؤية في واشنطن بشكل واضح إصرار الصين على حماية السيادة الوطنية والامن الاقليمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.