موقع متخصص بالشؤون الصينية

ذكريات عطرة.. أنا والقسم العربي لـCRI

0

abdelkaderhassan-chinese-radio

موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد القادر حسن عبدالقادر*:
من الطبيعي أن تكون العلاقات المصرية الصينية على مستوى رفيع من العَملانية وجيّدة جداً، ليس من خلال الروابط الرسمية بين الدولتين الصديقتين خلال العقود الكثيرة المنصرمة فحسب، بل أيضاً من أجل ان تبقى على مستوى رفيع وعالٍ بين مواطني البلدين على صُعد مؤسسية وشخصية، على مِثال الصِلات مع القسم العربي للاذاعة الصينية، الذي يُعتبر بحق سفيراً قديراً للصين في رياح العرب والعروبة، ولدى مصر ومختلف الأقطار والأمصار العربية كافة.
وهكذا، فإن علاقات الافراد مع مؤسسات صديقة تعتبر رافداً مهماً لعلاقات دولهم والدولة الصديقة لتنمية التفاهمات وتقارب الثقافات. وفي هذا السبيل بالذات، كانت رحلتي طويلة مع القسم العربي، لتأكيد هذه الفكرة الانسانية، التي تصب حتماً في مصلحة جميع المسالمين والمتثاقفين.
ولذا، فقد كانت رحلتي مع القسم العربي بإذاعة الصين الدولية، التي بدأت في العام 1996 ، مهمة جليلة ولازمة للتفاهم مع دولة صديقة وحليفة، ولتأكيد صداقتي معها وصداقة شعبي نحوها.
وفي الإطار الاهم ، ان القسم العربي لاذاعة الصين الدولية كان ابتكر تنظيم المسابقات بهدف جذب المستمعين إليه وتكثيرهم، ولتعزيز الصداقة معهم. وقد انخرطت شخصياً في هذا النشاط بقوة وعمق وايمان بأهميته الوطنية والاممية. وفي طريقي مع المسابقات، اقمت علاقات طيبة مع الاذاعة المصرية التي أفضت بي الى الاذاعة الصينية!، فتمكنت من الفوز في مسابقة أولى أقامتها إذاعة صوت العرب المصرية، بمناسبة يوم “شم النسيم”، وجائزة المسابقة كانت رحلة إلى مدينة الإسماعيلية المصرية، وكان سوياً معي في الرحلة، صديقي الأستاذ ياسر محمد عبدالغفار، وهو بالذات الذي عرّفني على القسم العربي لاذاعة الصين الدولية، وزودني ببعض المطبوعات الخاصة بالقسم العربي وشرح لي كيفية مراسلته، والاستماع إليه، عن طريق الموجات القصيرة.

وخلال فترة قصيرة جدا، كان تفاعلب سريعاً وإتّسم بالتواصل الدافئ مع القسم العربي من خلال الكتابة والكتابة وتطيير رسائل بريدية لبكين، وقد كان من نتائج ذلك، تشكيل قاعدة معلوماتية كبيرة عندي عن الصين، أي ان ثقافتي الصينية كمواطن مصري تعززت وتعمقت بفضل القسم العربي، وانعكست بالتالي على مصريين كثيرين من اصدقائي وزملائي، وعلى مواطنين مصريين عامة، سيّما لممارستي القراءة فالكتابة المستمرة عن الصين.
في ذلك الوقت كانت جمهورية الصين الشعبية مجهولة لكثيرين من المصريين، ربما للبعض من المستمعين العرب أيضاً، حيث كانت تجمعني صداقة حميمة بالعديد من الاخوة في العالم العربي، فبدأت بتعريف هؤلاء الأصدقاء على القسم العربي لإذاعة الصين الدولية، من خلال إرسالي المطبوعات الخاصة بالقسم إليهم عبر البريد العادي، ومن خلال الاتصالات الهاتفية، وبذلك بدأ عديد كبير من المستمعين المصريين التواصل مع القسم العربي بإذاعة الصين الدولية، والاستماع لأثيرها، وصاروا اصدقاء للصين.
وفي التواصل مع القسم العربي، استطاع عدد كبير من الأصدقاء والمستمعين تلمّس طرائق التواصل مع القسم، ومن ذلك الانضمام إلى رابطة مصرية تُعنى بالعلاقات مع القسم العربي. ومع مرور السنون توطّدت العلاقة بيني وبين القسم العربي، وكذلك بيني وبين العديدين من الأصدقاء في مصر والعالم العربي، وللاذاعة الصينية الفضل في ذلك.
وفي صِلاتي مع القسم العربي، شاركت في العديد من الأنشطة والفعاليات التي تهتم بنشر الثقافة الصينية بمصر، والتعريف بالقسم العربي، ومن هذه المشاركات مسابقة “أنا والقسم العربي بإذاعة الصين الدولية”، والمسابقة الكبرى لاولمبياد بكين 2008 ، ومسابقة “خمسون عاما على درب الحب والوفاء”، ومسابقة “تايوان الجزيرة الصينية الساحرة”، ومسابقة اليوبيل الذهبي للعلاقات الصينية السودانية، وحصلت منها على شهادة تقدير، ومسابقة الذكرى ال60 لتأسيس الصين الجديدة، ومسابقة “اليوبيل الذهبي للعلاقات الصينية الجزائرية”، ومسابقة “أصوات لا يمحها الزمان”، ومسابقة “رحلة في جنة الأرض”، وأخيراً مسابقة “الذكرى ال55 للعلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر”، وأحمد الله لأن الحظ حالفني لأكون أحد الفائزين بالجائزة الكبرى في هذه المسابقة، التي تم تنظيمها عن طريق بوابة الوفد الالكترونية بالاشتراك مع الإذاعة وسفارة الصين بالقاهرة.
لقد كنا نعلم أن نتيجة المسابقة ستُبث على الموقع الالكتروني لبوابة الوفد الالكترونية يوم 13 / 10 / 2011 ، ولكن الكهرباء انقطعت فجأة في ذاك اليوم، ويا للاسف، فقد كان هطول الأمطار شديداً، فلم نتمكن من مشاهدة نتيجة المسابقة، ولكن في حدود الساعة العاشرة مساءً، اتصل بنا مسئول العلاقات العامة ببوابة الوفد الالكترونية، يَزف لنا خبر نتيجة المسابقة، والفوز برحلة إلى جمهورية الصين الشعبية، بدعوة رسمية.
في الحقيقة، كنت خلال سنوات ماضيات انتظر تحقيق ذلك اليوم، حيث اننى من عشاق الصين وأتابع القسم العربي للإذاعة منذ أكثر من 15 عاماً، وتطلعات بشدة لزيارتها. ولفرط رغبتي بالسفر الى الصين، قمت بتجهيز كل الوثائق المطلوية بسرعة لم اعهدها في حياتي، وسلمت جواز سفري لسفارة الصين بالقاهرة والمسؤولين في مكتب الاذاعة بالعاصمة المصرية. وفى 07 / 11 / 2011 أُقيم احتفال بمقر سفارة الصين بالقاهرة، بحضور سعادة سفير الصين وحشد من المسؤولين الصينيين وجميع مدراء بوابة الوفد الالكترونية، ومعظم الصحفيين المصريين، وفى نهاية الحفل مُنحنا تذاكر السفر وبرنامج الرحلة الى الصين.
وللحديث بقية عن ذكرياتي في سبيل العلاقات الإذاعية المصرية الصينية.

*كاتب مصري وعضو ناشط في الاتحاد الدولي
للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء الصين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.