موقع متخصص بالشؤون الصينية

منظمة شانغهاى للتعاون ليست منظمة حلف شمال الأطلسي الشرقية

0


صحيفة الشعب الصينية:
تنعقد القمة السنوية لمنظمة شانغهاى للتعاون يوم 15 يونيو الحالي في العاصمة استانا بمناسبة الذكرى العاشرة لإنشائها، والتي تأسست في شانغهاى عام 2001. وتضم المنظمة الإقليمية الصين، وروسيا، وقازاقستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، واوزبكستان.وبالرغم من أن 10 سنوات من تاريخ إنشاء المنظمة قصير للغاية،إلا أن انجازاتها وتأثيراتها الكبيرة في العالم بالفضل إلى مبادئها التنظيمية الصائبة التي تعكس الوقائع الموضوعية في العالم الراهن وتتماشى مع تيار تطور التاريخ.

بطبيعة الحال هناك بعض البلدان التي تولي اهتماما بالمنظمة مع نوع من الحرص دوماً.

وعلقت صحيفة« نيويورك تايمز »على صفحاتها قائلة،أن منظمة شنغهاي للتعاون تظهر أنها مستعدة للحفاظ على الأمن في المنطقة دون وجود الولايات المتحدة. وتساءلت «كريستيان ساينس مونيتور» في مقالها ما إذا كانت الصين وروسيا تعتزمان إقامة حلف شمال أطلسي أخر في منطقة أسيا الوسطى وتنافس حلف شمال الأطلسي.كما يعتقد بعض الباحثين الامريكيين في أسيا الوسطى أن الجهود الرامية من منظمة شانغهاى للتعاون لتعزيز

دول آسيا الوسطى هو من اجل إلغاء القاعدة الأمريكية ومنع الآلية الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة في آسيا الوسطى.

إن هذه الحجية تعكس نوعا ما عقلية تحدي “ شرطي العالم” على وضعه العالمي، وهي أيضا الحكم على الآخرين بالقياس الذاتي.ومنظمة شانغهاى للتعاون لم تخطط للتحول إلى تحالف عسكري يكون منافساً لحلف شمال الأطلسي.وقد نفي أمين عام منظمة شنغهاي للتعاون مراد بك إيمانعلييف بصراحة و أمام الملأ أنه ليس هناك أي نية في أن تتحول منظمة شانغهاى للتعاون إلى تحالف عسكري.ونفى السفير الروسي لدى الصين سيرجى رازوف أن تكون منظمة شانغهاى للتعاون معادية للتحالف الأطلسي.وقال أن احتمال أن تصبح منظمة شانغهاى للتعاون تحالفا عسكريا هو بعيد جدا،والأكثر من ذلك هو أن المنظمة لم تنشأ لتكون منافسا لحلف شمال الأطلسي.

إن منظمة شانغهاى للتعاون لن تتطور إلى تحالف عسكري،ومع ذلك فإن الحفاظ على الأمن في المنطقة هي من مهماتها الأهم. تأسست منظمة شانغهاى للتعاون في يونيو عام 2001 بعد أن كانت آلية مفاوضات حدودية بين الصين وروسيا وقازاقستان وقرغيزستان وطاجيكستان تأسست في عام 1996. وقد تطورت حاليا إلى منظمة إقليمية تمتد عبر قارتي آسيا وأوربا وتضم في عضويتها الدول الخمس المذكورة أعلاه وأوزبكستان بالإضافة إلى 4 دول مراقبة هي الهند وباكستان وإيران ومنغوليا

تلتزم المنظمة منذ بداية تأسيسها بمبدأ ” الثقة المتبادلة والمنفعة المشتركة والمساواة والتعاون واحترام التنوع الحضاري والسعي للتنمية المشتركة “، وتعمل جاهدة في سبيل تعزيز تضامن الدول الأعضاء ودفع تنميتها اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وحماية الأمن والاستقرار في المنطق.‏وبعد مرور 10 سنوات من تأسيسها،قامت منظمة شانغهاى للتعاون بـ 10 مناورات عسكرية متعددة الجنسيات للتدريب على مكافحة الإرهاب، مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة وغسل الأموال،الأمن وغيرها من الأحداث الدولية الكبرى.

وخلال 10 سنوات مقبلة، لا تزال منظمة شانغهاى للتعاون تواجه خطورة الوضع الأمني في المنطقة.وقد كانت مناورات عسكرية مشتركة بين أعضاء في منظمة شانغهاى للتعاون والتي أطلق عليها ” تيانشان-2 (2011)” لمكافحة الإرهاب والتي أجريت يوم 6 مايو هذا العام في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في شمال غرب الصين هو اقتراح من الصين،تهدف إلى تعزيز الأمن في الدوائر القانونية والأمنية ورفع مستوى الاستعداد القتالي وتعزيز عمليات العسكرية الروتينية،وتدخل هذه التدريبات أيضا في إطار التدريبات العسكرية لمكافحة الإرهاب بعد مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.كما أن طبيعة التدريبات العسكرية التي تشارك فيها دول أعضاء منظمة شانغهاى للتعاون لمكافحة الإرهاب الإقليمي تختلف تماما في طبيعتها مع مناورات العسكرية المتكررة في مناطق العالم في الماضي القريب.

إن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن لا يعنى إلا خطوة تمهيدية لإعادة انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة وخطوة إيجابية تعزز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب فقط.إذ أن بن لادن قتل لكن الإرهاب لم يمت بعد.في الواقع،فإن نشاط القوى المتطرفة الإرهابية يتزايد في منطقة آسيا الوسطى مرة أخرى، حيث يركز الإرهاب الدولي على إتباع الإستراتيجية الجديدة في آسيا الوسطى،وقد بدأت النشاطات الإرهابية في اتجاه تعزيز ” التوطين” في أسيا الوسطى.إن استعداد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بانسحاب نشاطها عام 2014 من أفغانستان جعل الوضع الأمني في أفغانستان أكثر غموضا،في حين أن بعض من الإرهابيين عبر الحدود من شمال أفغانستان إلى دول أسيا الوسطى لتهديد الأمن في آسيا الوسطى.بالإضافة إلى ذلك،فإن العلاقات الاقتصادية والثقافية بين أسيا الوسطى والشرق الأوسط على نحو أوثق،وبعض الظروف المتشابهة،فبعد دخول بعض بلدان آسيا الوسطى دورة الانتخابات،فإن تأثير وضع الشرق الأوسط سيكون مباشرا على استقرار في منطقة أسيا الوسطى.وفي هذا السياق،فإن التعاون الأمني بين أعضاء منظمة شانغهاى للتعاون سوف يواجه المزيد من التحديات.

في إطار مواصلة منظمة شانغهاى للتعاون تعزيز تعاونها العسكري، لم يتم تشكيل تدريبات عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب فقط بل أرست آلية تعاون لتدعيم دور الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب.ومع ذلك،يقتصر التعاون العسكري بين أعضاء المنظمة على مكافحة الإرهاب، وفي نفس الوقت الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة ،وهذا يتم تحديده غرض وطبيعة منظمة شانغهاى للتعاون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.