موقع متخصص بالشؤون الصينية

“الصين 2015”: عام الاصلاح الشامل نحو إنجاز الحُلم الصيني

0

saleh-aydarous-ali-china-islah

موقع الصين بعيون عربية ـ
صالح عيدروس علي*:
ودّعنا قبل أيام قلائل عام 2015م بما اعتمل في طيّاته من أفراحٍ تداخلت بأتراحٍ، بحلوها و مُرّها، وقد شهدنا فيه أحداثاً عظيمة ومُفرحة، وأُخرى جسيمة ومُبكية، شملت مختلف البلدان وشملت البسيطة ومساحاتها الشاسعة، وأصابت شتى الأقطار والأمصار، وكانت جمهورية الصين الشعبية الصديقة خلالها في مركز وخضم التحوّلات والتغيّرات العالمية، التي إنتهت الى غير رجعة، وقد أشبعها المحللون بتقديرات المُتباينة.

 

الرئيس الصيني الحليف شي جين بينغ، الذي نعتز به وبسياسته ونهجه في قياداتنا المركزية والوطنية وكوادرنا للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين، كان أفصح – وبقوّة معنوية وسياسية وفكرية طاغية وذات أبعاد وطنية صينية وعالمية عميقة – في كلمة التهنئة التي سبق وجّهها للشعب الصيني الصديق بمناسبة حلول العام 2015م: علينا مواصلة الإصلاح، لأن السهم لايرتد بعد انطلاقه، ولا أحد يُحقّق انتصار الإصلاح إلا إذا كان شجاعاً .

 

وأضاف الرئيس شي بثقة بالزمن الجديد.. ينبغي  علينا أعتبار تعميق الإصلاح ودفع إدارة البلاد وفقاً للقانون على نحو شامل، وأمر ذلك بمثابة جناحي طائر وعجلتي عربة، ولتحقيق هدف أنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة بأكمله وفقاً للموعد المحدّد .

كلمات الرئيس شي الجوهرية كان لها وما يزال ردود أفعال إيجابية ومتميزة في العالمين العربي والاممي، لكونها تعكس في الحقيقة عِظم النمو الصيني السريع وأهدافه الانسانية الراسخة في جوهرها، إذ أنها تكشف عن تقييمه الإيجابي للعام 2015م، الذي كان بالنسبة للصين والصينيين عاماً طليعياً ورئيسياً للتعميق الشامل للأصلاحات العديدة/ ولإحراز مزيدٍ من الانجازات في مختلف المجالات. ونظرة على تقدّم وازدهار الصين، نرى ان العام الفائت كان شكّل نقلة نوعية في العمل السياسي/ والانجاز الاقتصادي والعلمي/، وبخاصة في صناعة التكولوجيا العالية والجديدة/، كما واصلت الصين النمو في الحقل المادي والمعنوي للحفاظ على مكانتها المتقدمة والعلية بين الامم، وللانطلاق منها كقاعدة نحو العام 2016، بما تختزنه بكين من مشاريع ومبادرات أُممية. لذا، أُخصّص مقالتي هذه وهي مكثفة ومفيدة وتعتمل بالحقائق الكِبار، لأهم الأحداث التي شهدتها الصين خلال العام المطوي 2015م .

 

ـ بعد النجاح الكبير الذي حققته الصين في أستضافة الالعاب الاولمبية الصيفية، في دورتها التاسعة والعشرين بالعاصمة بكين عام 2008م، نجحت بتاريخ 31/7/ 2015م لنيل شرف أستضافة الالعاب الشتوية لعام 2022م، بحسب ما أعلن رئيس اللجنة الاولمبية الدولية توماس باخ، من كوالا لمبور (ماليزيا): ستحتضن بكين الالعاب الشتوية 2022م، فقد فازت بفارق ضئيل على الما-آتا الكازاخستانيه في التصويت .

ونالت بكين 44 صوتاً مقابل 40 صوتاً لـ الما-آتا،  وأمتنع أحد الاعضاء الدوليين عن التصويت, وشكلت بعثة الملف الصيني من 11 فرداً بينهم عملاق كرة السلة السابق ياو مينغ .

وبهذا أصبحت بكين أول مدينة تستضيف الالعاب الصيفية والشتوية بعد أستضافة اولمبياد 2008م .

 

ـ بتاريخ 03/ 09/ 2015م أقامت الصين أحتفالات ضخمة بميدان العاصمة الرئيس والتاريخي- “تيان ان من”، استعرضت فيه قوتها العسكرية، بمناسبة الذكرى السنوية السبعين للنصر في الحرب العالمية الثانية وانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد الغزاة اليابانيين, وهذا اول احتفال تُقيمه الصين لإحياء ذكرى الانتصار في حرب المقاومة للتحرّر من اليابان وانتهاء الحرب الكونية الثانية .

وكان شارك في الاحتفال 12 ألف جندي وضابط من القوات المسلحة الصينية، بالاضافة الى 500 آلية و 200 طائرة حربية . ايضاً، شارك في ذاك الحفل المشهود نحو ألف عسكري من 17 بلداً أجنبياً، و30 من رؤساء وممثلي الحكومات الصديقة للصين، يتقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،  وبارك جيون رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية، وبان كي مون الامين العام للامم المتحدة .

كما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، في خطابه الذي افتتح به العرض العسكري الضخم، أن بلاده ستخّفض عديد جيشها بمقدار 300 ألف عسكري، لكنه وإن لم يحدّد إطاراً زمنياً لخفض قوات الجيش، إلا أنه كشف عن ان الصين ستسير دائماً وبثبات على طريق التنمية السلمية ومضاعفتها, ويُقدّر الخبراء حجم الجيش الصيني الحالي بـِ2,3 مليون فرد، لكن الصين تواصل مساعيها الحميدة الرامية الى حل مسألة تايون وتوحيد الوطن، لذلك طرحت الحكومة الصينية المبدأ الأساسي حِيال التوحيد السلمي “بلد واحد و نظامان”، مايؤكد رغبتها الصادقة في تطور العلاقات بين جانبي المضيق، ودفع جهود توحيد الوطن مزيداً الى الامام, حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ في 07/ نوفمبر/ 2015م نظيره التايواني، ماينغ جيو، وقد عُقد هذا القاء بين قادة البلدين في سنغافورة، نظراً لاحتضانها الاجتماع الاول الذي كان عُقد بين مسؤولين من البلدين في عام 1993 بأشراف رئيس الوزراء السنغافوري الاول، كي كوان يون , وقد تحسنت العلاقات بين الجانبيين خلال السنوات السّبع الماضية في ظل حُكم ماينغ جيو .

 

ـ في 30/ نوفمبر/ 2015م أعلن مجلس إدارة صندوق النقد الدولي أعتبار العملة الصينية “يوان” قابلة للاستخدام في سلة عِملات السحب الخاصة الى جانب الدولار الامريكي، واليورو الاوروبي، والين الياباني، والجنيه الاسترليني، ويُعد هذا القرار انتصاراً للحكومة الصينية، كما يعني ايضاً اندماج الصين في النظام المالي العالمي وثمرة للنمو المستمر الذي حققه الاقتصاد الصيني وجهود الصين في سبيل تسريع الاصلاح المالي ودفع عملية تدويل اليوان .

 

ـ جهدت الصين منذ سنوات طويلة لتحقيق اجراءات ايجابية واستراتيجية لتطوير تقدمي للعلوم والتكنولوجيا من خلال انشاء مراكز الابحاث والمختبرات، وإرساء علاقات تعاون علمي في مجال التكنولوجيا المتقدمة مع العديد من البلدان، ما رفع بشكل كبير مستوى الابحاث العلمية المتقدمة في الصين، فحقّقت الصين خلال العام 2015م منجزات متميزة أغبطت العالم.

 

ـ جذب التقدم الذي أحدثه الصين في تكنولوجيا الفضاء أنظار شعوب الارض، ويتمثل ذلك في إطلاق القمر الصناعي (ووكونغ)، على إسم “القرد الملك” في رواية (رحلة الى الغرب) الخيالية، و “القرد الملك” يُمكنة تمييز وكشف حقائق الامور بعينية المتوهّجتين.

ومهمة القمر الصناعي الذي تم اطلاقة في 16/12/2015م اكتشاف جسيمات المادة المظلمة، ويدرس أكثر من 100 عالم البيانات التي سيرسلها ( ووكونغ )، ومن المتوقع نشر النتائج الاولية خلال النصف الثاني من العام الحالي 2016م.

 

ـ احتل الكمبيوتر الصيني العِملاق ( تيانخه2 ) المركز الاول في المؤتمر الدولي لأجهزة الكمبيوتر العملاقة الذي عُقد في مدينة اوستن الامريكية واحتفظ تيانخة2 بالصدارة العالمية 6 مرات متتالية منذ يونيو/حزيران 2013م.

 

ـ كما عرضت الصين في 02نوفمبر2015م أول طائرة ركاب كبيرة من تصميمها وصُنعها مخصّصة للرحلات القصيرة، وتعتزم بهذة الطائرة ذات الطراز (C919) منافسة طرازين من الطائرات للرحلات المتوسطة B737 الامريكية وبوينغ 320 الاوروبية “إيرباص”، ويبلغ طول الطائرة 39متراً ومدى طيرانها4075 كيلو متر، وتتسع لـ158 مقعداً.

ـ في عام 2015م حصلت العالِمة الصينية تويويو على جائزة نوبل في الطب لاكتشافها مادة “أرتيميسينين”، وهي مادة ستعمل على تخفيض معدلات الوفاة لمرضى الملاريا. والجائزة بمثابة وسام على صدر العلماء الصينيين كافة، وتقدير كبير لبحوثهم المستمرة من أجل صحة الانسان، فتهانينا الحارة وتقديرنا للصين كهيئة إدارية للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.

 

ـ مما لا شك فيه أبداً، أن إنجازات الصين خلال العام 2015م ، تشكّل دافعاً جديداً لانجاز الحُلم الصيني وبناء المجتمع الرغيد الحياة على نحو شامل، ولن يتحقق ذلك الا بتكاتف الجميع وبجهود مشتركة من لدن أبناء الصين جميعاً، بقومياتهم وأديانهم ومشاربهم وألوانهم وانشغالاتهم، وتعاونهم الوثيق مع أُمم وشعوب الكرة الارضية.
*كاتب وناشط ثقافي يمني، ومُمَثِل رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين في اليمن، ورئيس فرع “الاتحاد الدولي” باليمن، ورئيس نادي قراء مجلة الصين اليوم باليمن، ورئيس نادي مستمعي القسم العربي لاذاعة الصين الدوليةCRI باليمن، ورئيس نادي مشاهدي الفضائية الصينية CCTV “العربية” في اليمن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.