موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق:تزايد قدرة الصين في المشاركة في الإدارة الاقتصادية العالمية

0


صحيفة الشعب الصينية:
شهد هذا العقد ولحد كبير قصة نجاح الأسواق الناشئة، وعلى وجه الخصوص الصين ممثلة الاقتصادات الناشئة التي أصبحت محركا مهما للنمو الاقتصادي العالمي. وأفضل مشاركة للصين هي في الإدارة الاقتصادية العالمية التي تقذي إلى تنمية الاقتصاد العالمي.

وقال شا تسوكانغ وكيل الأمين العام للشئون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة والذي شغل 40 عاما في السلك الدبلوماسي،أن مكانة الصين في تحسن مستمر في وضع الاقتصاد العالمي،كما أن قدرة الصين في إدارة الاقتصاد العالمي في تزايد أيضا.

قدرة الصين في مشاركتها بنشاط في عملية صنع القرار

قال شا تسوكانغ،إن شؤون الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية ترتكز على ثلاث مواضيع هي الأمن، حقوق الإنسان والتنمية.وإن التنمية الاقتصادية في الصين كان عاملا رئيسيا في ترشيحه لتولي منصب وكيل الأمين العام للشئون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة،مما يعكس المكانة المرموقة التي تحتلها الصين على الساحة الدولية.

وأضاف شا تسوكانغ ،أنه بعد توليه منصب مستشار للامين العام للأمم المتحدة شارك في كل مؤتمرات الأمم المتحدة حول تغير المناخ،كما كان شاهدا عن كل ما قيل عن مشاركة الصين في عملية المفاوضات في كوبنهاغن.لقد وعدت الصين بأنه بحلول عام 2020 سوف تحسن كفاءة استخدام الطاقة بنسبة 40% ، ومن اجل تحقيق ذالك، تعتمد حاليا على سلسلة من التدابير الداخلية القوية،وتبذل جهودا معنوية ومادية كبيرة من اجل ذلك.

إن الصين لم تشهد في زيادة بعض الانبعاثات إلا بعد الإصلاح والانفتاح،ومع ذلك، فإن ابعاثات الفرد في الصين ليست سوى 1/5 بالنسبة للولايات المتحدة.كما وضعت الدول الغربية على الصين ضغوطات في مؤتمر كوبنهاغن لتغير المناخ أجبرت الصين على الاضطلاع بالالتزامات،الذي يعتبر اكبر ظلم للصين. لقد قامت الصين بانجازات كبيرة من اجل الحد من الانبعاثات تفوق الكثير من الدول لكنها أكثر الدول تلقت انتقادات.كما بين مؤتمر تغير المناخ في كوبنهاغن أيضا ارتفاع التوقعات الخارجية للصين،نمو نفوذ الصين.

ويعتقد شا تسوكانغ أن الهدف من إصلاح الإدارة الاقتصادية العالمية هو تعزيز الاقتصاد العالمي نحو اتجاه أكثر عدلا وعقلانية.وإن العدالة والمعقولية هي أحكامه الذاتية.وعن معنى العدل ولمعقول يضيف شا تسوكانغ أنه يخشى أن يكون للبلدان المختلفة وجهات نظر مختلفة.لكن الكل ينبغي أن يتجه نحو العدالة والمعقولية في التنمية لان التنمية الاقتصادية في العالم ليست عادلة جدا وليست معقولة جدا في الوقت الحاضر.

كانت الصين المثال الجيد للامتثال للقواعد الدولية لفترة طويلة،بالرغم من أن بعض هذه القواعد ليست عادلة بالنسبة للبلدان النامية،لكن يتعين على الصين أن تمتثل لها. منذ التاريخ كانت القواعد الدولية مع القوي بدلا من الضعيف.بما في ذلك،ميثاق الأمم المتحدة الذي يفرض شروط المنتصر على المنهزم،بطبيعة الحال،فإن المنتصرين ينظرون لمصالح واحتياجات المنهزمين.يتعين على الصين العمل أكثر من ذلك و مشاركة نشطة في قواعد التنمية.

الخوف من انخراط الاقتصادات الأكثر نموا في الحمائية التجارية

يعتقد شا تسوكانغ أن فرص الصين في مشاركتها في النظام الاقتصادي العالمي بعد الأزمة المالية الدولية تتمثل فيما يلي:ـ

أولا، العمل بنشاط على تعزيز النظام التجاري المتعدد الأطراف من أجل التوازن ،والتنمية بطريقة برات أند ويتني، المعارضة بحزم جميع أشكال الحمائية التجارية. عند التحدث عن الحمائية التجارية فالجميع يعارض هذا المصطلح،ولكن في الواقع الأمر هو شعار أولئك الذين يعارضون النزعة الحمائية التجارية الذين يشاركون فيها.والمخيف في الأمر أن أصحاب الاقتصاد الأكثر تطورا منخرطين في هيئة الحمائية التجارية.

تقوم الصين بتعزيز جولة الدوحة للتنمية لتحقيق نتيجة ناجحة وشاملة ومتوازنة في إطار منظمة التجارة العالمية.وفي الوقت نفسه،تصر الصين على الاستجابة والتعامل مع الخلافات التجارية بشكل صحيح، وتعزيز تشكيل نموذج حر ومفتوح، بيئة تجارة العالمية والنظام التجاري العالمي عادل. والصين صادقة ومخلصة لكل ما تقوله كما أن اتخاذها لسلسلة من التدابير الجادة هي حقيقة أيضا.

ثانيا، الترويج لإصلاح النظام النقدي الدولي،تحسين النظام المالي الدولي،حيث تحصلت الصين وغيرها من الدول النامية على سلطة اكبر في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي،وهذا بحد ذاته هو اعتراف بالتنمية التي حققتها الصين. لكن في الواقع هناك إصلاحات عديدة لم تكتمل بعد.وزيادة حق التصويت لا يكفي لتغيير الوضع الحالي لآلية أساسية غير العادلة،لان نمط استخدام حق النقد لم يتغير.وإذا لم يتغير هذا النمط فإنه من الصعب أن نقول بصوت عالي أن هذه الآلية غير العادلة.

بالإضافة إلى ذلك،تواصل الصين تعزيز إصلاح المؤسسات المالية الدولية،والترويج للاختيار العادل والقائم على الجدارة لإدارة المؤسسات المالية الدولية،والعمل بنشاط على تعزيز إصلاح نظام النقد الدولي،والتشجيع على إقامة عملة مستقلة،تزويد النظام، تغيير النظام النقدي الدولي واعتماد عملة احتياط دولية جديدة،وتنقيح المبادئ التوجيهية للمشاركة في الأسواق المالية الدولية،بما في ذلك المعايير التنظيمية المالية الدولية،معايير المحاسبة، وسلوك ومعايير وكالات التصنيف الائتماني في تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي،وقد شاركت الصين منذ عام 2000 في بناء 14 منطقة تجارة حرة.

وباختصار،فإن الأزمة المالية الدولية،وصعود اقتصادات الناشئة، جعلت قضايا النظام الدولي أكثر وضوحا،وأن هناك حاجة ماسة إلى الإصلاح. كما أن أهمية الكبيرة للصين في مجموعة ال 20،و التطورات الجديدة توفر للصين فرصة قوية للمشاركة في الإدارة الاقتصادية العالمية.

“التجربة الصينية” ومشاركة الصين في إدارة الشؤون الاقتصادية الدولية

يرى شا تسوكانغ أن التجربة الصينية كفيلة بان تكون مرجع قوي تساعد الصين في المشاركة في إدارة الشؤون الاقتصادية الدولية.كماأن ظروف الصين الفريدة تلعب دورا هاما في النظام الاقتصادي العالمي.

أولا، ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺨﺩﻤﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ التي ساهمت في صناعة التاريخ.كما أن ثقافة الود والتناغم والاحترام المتبادل في الثقافة الصينية تلعب دورا هاما واكبر في إدارة الشؤون الاقتصادية العالمية.

ثانيا،تعتبر الصين اكبر بلدان العالم من حيث عدد السكان،وهي اكبر دولة نامية. وفى الصين مناطق متقدمة فيها تكنولوجيا أكثر تطورا،كما في الصين أيضا المناطق المتوسطة والمناطق المتخلفة.وإن المشاكل التي يواجهها العام تواجهها الصين أيضا، لذلك فهي تتفهم قلق الدول المتقدمة،فالصين لديها مناطق متقدمة تواجه نفس التحديات التي تواجهها الدول المتقدمة في العالم..فمن الناحية الجغرافية،لديها الصين مناطق قاحلة ومناطق داخلية والعديد من الجزر لتي تعيش أوضاع صعبة لذا فإنها دائما تأخذ مثل هذه القضايا في العالم محمل الجد. و الصين لا تزال معرضة للكوارث الطبيعية أيضا.كما يمكن القول أن الصين هي عالم بحد ذاتها ولديها ثروة من الخبرات والتجارب والدروس يمكن أن تقاسمها مع العالم.

ثالثا، أصبح الاقتصاد الصيني بعد 30 سنة من النمو السريع قوة وطنية شاملة،كما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي ليحتل المرتبة الثانية في العالم. كما أن للاقتصاد الصيني مساهمة كبيرة في دفع بالاقتصاد العالمي إلى بر الأمان بعد الأزمة المالية التي ضربت العالم خلال الفترة 2009 و2010،ليصبح أول محرك للاقتصاد العالمي.ويأمل المجتمع الدولي أن تبذل الصين المزيد من المساهمات لخلق نمط إدارة الشؤون الاقتصادية العالمية العادل والمعقول.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.