موقع متخصص بالشؤون الصينية

الشركات الصينية تسعى للتحكم باقتصاد العالم

0

11

بالرغم من حالة الركود التي يعاني منها اقتصاد الصين وانخفاض قيمة عملتها في الوقت الحالي إلا أن الشركات الصينية التي تدعمها قيادة حكومية هناك قد طورت من نهج صياغة خططها الإستراتيجية الاستثمارية للمستقبل لآفاق زمنية يمتد مدى التحكم بنتائجها إن نجحت لتوقيت أثار مخاوف كبار المحللين الاقتصاديين العالميين بسبب توجهها كلها واتفاقها للحصول على نتيجة واحدة تنتهي كل تقارير التحليل الاقتصادي عندها وهي النية بالسيطرة على اقتصاد العالم.

وبمتابعة لآخر أخبار الصفقات التجارية المنفذة من الشركات الصينية الضخمة التي شكل بعضها تحالفات مالية موحدة لتقوية مركزها ورأس مالها فيما كانت الأخرى قادرة على الدخول أو بالأصح التسلل إلى الاقتصاد العالمي بمفردها فقد نجحت تلك الشركات الصينية في نهاية الربع الأخير من عام 2015 وبداية الربع الأول من عام 2016 في إتمام صفقات شراء للاستحواذ الكامل أو الجزئي على شركات أوروبية وأميركية وآسيوية عريقة وكبيرة في مجالات صناعية وإنتاجية مختلفة ومتنوعة حول العالم.

ومن تلك الصفقات التي تمت شراء شركة سي.إن.بي.سي النفطية الصينية لشركة بترو كازاخستان العاملة في آسيا الوسطى والمسجلة في كندا وقيمتها ٤.١٨ مليارات دولار أميركي في أكبر عملية تجارية للتملك الخارجي من نوعها خارج الصين حتى الآن وتتبع شركة سي.إن.بي.سي لشركة بتروتشاينا العملاقة والتي تعتبر خامس شركة نفطية في العالم. كما استحوذت شركة بكين انتربرايسيس البيئية التابعة لإدارة حكومة بلدية العاصمة الصينية بكين بالكامل على شركة اي.اي.دبليو الألمانية العاملة في مجال إدارة وإعادة تدوير وإنتاج النفايات وذلك بشراء أصولها واستثماراتها بالإجمال مقابل صفقة انتهت بالاتفاق لدفع ١.٥ مليار دولار أميركي في أكبر عملية تملك لشركات أجنبية وبالتحديد صينية في ألمانيا.

وفازت أيضاً شركة واندا الصينية الاستثمارية الضخمة بعرضها المقدم من بين منافسيها في شراء شركة لاجندري بيكتشيس السينمائية الأميركية العريقة وذلك مقابل ٣.٥ مليارات دولار أميركي لتمتلك بذلك شركة واندا الصينية كافة الحقوق الفكرية والثقافية بالكامل لشركة لاجندري بيكتشيس الأميركية المنتجة للأفلام والانتفاع من استثماراتها السابقة والحالية وبالتأكيد المستقبلية. ومن صفقات التملك والمشاركة الجزئية فقد دفعت مجموعة تحالف كونسورتيوم المالية المؤلفة من ثلاث شركات صينية ضخمة مبلغ مليار دولار أميركي للاستحواذ على حصة الأغلبية في شركة فينا ليمان التركية المشغلة لمحطة ميناء كومبورت التركية التي تعتبر ثالث أكبر الأرصفة التجارية في تركيا ويتألف تحالف كونسورتيوم المالي من شركة النقل البحري واللوجستيات الحكومية الصينية وشركة تجار الصين الدولية القابضة وشركة سي.آي.سي القابضة الصينية.

وكانت الشركة الصينية للنفط البحري كنوك والتي تعتبر من أكبر الشركات الصينية العاملة في مجال إنتاج النفط في الصين قد أعلنت في وقت سابق عن تقدمها بعرض شراء ضخم بقيمة تقريبية تتجاوز ١٥ مليار دولار أميركي لشراء إحدى شركات البترول العريقة في قارة أميركا الشمالية دون الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى بخصوص اسم الشركة النفطية الأميركية الشمالية أو نوعية الصفقة إذا كانت جزئية أو استحواذ بالكامل عليها. وهناك أيضاً شركة هاير الصينية المتخصصة في صناعة الأجهزة المنزلية والتي نجحت في شراء قسم إنتاج الأجهزة المنزلية في شركة جنرال إليكترك الأميركية العريقة بقيمة 5.4 مليارات دولار بهدف توسيع نطاق وجودها العالمي والوصول لكافة الأسواق والمستهلكين بحسب البيان الذي نشرته هاير بعد إعلان تملكها لوحدة المنتجات المنزلية من جنرال إليكترك.

ويبدو بأن هذا التقدم والنجاح المخيف الذي انتهجته هذه الشركات الصينية إلا أن بعض العوائق تقف أحياناً في طريقها ومنها ما حدث من لجنة الاستثمارات الأجنبية بوزارة الخزانة الأميركية بعد أن رفضت مؤخراً عرضين تقدمت بهما شركات صينية منفردة وأخرى متحالفة لشراء كامل أو تملك نسبي لأسهم وأصول واستثمارات شركات تقنية أميركية تعمل في مجال التكنولوجيا المتقدمة بحجة عدم استيفاء أو مطابقة الشروط المطلوبة لإتمام تلك الصفقات بحسب التصريح الرسمي لمتحدث لجنة الاستثمارات الأجنبية في وقت سابق من بداية عام ٢٠١٦. ويرى المحللون الاقتصاديون العالميون أن هذا التحرك النشط للشركات الصينية في استثماراتها الخارجية يعني شبه سيطرتها الكاملة حالياً وفي المستقبل القريب على مجالات صناعية ضخمة حول العالم ومن أهمها أسواق البترول والنفط وهذا بالتأكيد سيجعلها في المرحلة التالية قادرة على التحكم بنسبة كبيرة ومؤثرة من اقتصاد العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.