موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين وروسيا تمضيان في تمويل مشروع مشترك للغاز

0

11

أعلن سيرجي إيفانوف رئيس ديوان الرئاسة الروسي أمس، أن موسكو وبكين توصلتا إلى اتفاق مبدئي بشأن آلية تمويل الصين لحصتها في مشروع “يامال” للغاز الطبيعي المسال.

وقال إيفانوف للصحافيين: “لقد تم بعد مباحثات ليلية مطولة، التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن آلية تمويل الجانب الصيني لحصته في مشروع “يامال” للغاز الطبيعي المسال بروسيا. وهذا أمر مهم جدا”.

ووفقا لوكالات أنباء عالمية، فقد أشار إيفانوف، إلى أن هذا المشروع متعلق ليس فقط بإنتاج حجم كبير من الغاز الطبيعي المسال، بل أيضا بتطوير البنية التحتية، مضيفا أنه تم بناء مطار حديث رائع هناك، وما كان سيتم بناؤه لولا حقل الغاز هذا، ما سيعطي زخما هائلا للاقتصاد، خاصة في منطقة القطب الشمالي، وسينشط كذلك صناعة السفن.

وكان أركادي دفوركوفيتش، نائب رئيس الوزراء الروسي، قد أعلن أمس الأول في ختام لقائه مع رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج، أن السلطات الصينية وعدت بالإسراع بتوفير التمويل لمشروع “يامال”.

والمساهمون في مشروع “يامال” هم “نوفاتيك” الروسية للطاقة بحصة تبلغ 50.1 في المائة، وشركة النفط الوطنية الصينية، و”توتال” الفرنسية بحصة 20 في المائة لكل منهما، وصندوق طريق الحرير الصيني بحصة 9.9 في المائة.

من جانبه، أوضح ليونيد ميخلسون، رئيس “نوفاتيك”، أن المساهمين ينوون حل مسألة إيجاد التمويل للمشروع بشكل نهائي خلال فترة الـ 2-3 أشهر القريبة المقبلة.

وكانت اللجنة المنظمة لقطاع التأمين في الصين، قد ذكرت في وقت سابق أن أكثر من 40 شركة تأمين وإدارة أصول أسست شركة استثمار، وجمعت 40 مليار يوان (6 مليارات دولار) لأول صندوق تمويل مشروعات الطاقة والبنية التحتية في الخارج. وقالت اللجنة في بيان إن الشركة الجديدة التي أطلق عليها اسم “تشاينا إنشورانس إنفستمنت ليمتد” ستعزز قطاع الطاقة الصيني من خلال توجيه جزء من أول استثماراتها لتمويل مشروع يامال الروسي للغاز الطبيعي المسال الذي تبلغ تكلفته المتوقعة 27 مليار دولار.

ومن المقرر أن يبدأ مشروع يامال إنتاج الغاز الطبيعي المسال في 2017، وسيضم ثلاثة خطوط تبلغ طاقتها الإنتاجية 5.5 مليون طن سنويا، ويتعرض مشروع يامال لصعوبات في جمع الأموال نظرا للعقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب تدخلها في الصراع في شرق أوكرانيا.

وقدم صندوق طريق الحرير الصيني بالفعل 700 مليون يورو لـ “يامال”، وحصل على حصة 9.9 في المائة في المشروع، ويعتزم قادة الصين أيضا تقديم ائتمان بقيمة 12 مليار دولار.

وأطلقت 46 شركة صينية تضم 27 شركة تأمين و15 شركة لإدارة أصول التأمين وأربع شركات خاصة شركة “تشاينا إنشورانس

إنفستمنت ليمتد” الجديدة ومقرها في المنطقة التجارة الحرة في شنغهاي، فيما ستكون حصة كل مساهم أقل من 4 في المائة.

وتمتد شبه جزيرة “يامال” في القطب الشمالي الروسي، على مساحة شاسعة بيضاء من الثلج والجليد في القطب وتضم ورشة أحد أكثر مشاريع الغاز طموحا في العالم، رغم تحديات الطقس القاسي والعقوبات الناجمة عن النزاع الأوكراني.

ومجمع يامال للغاز الطبيعي المسال تبلغ تكلفته 27 مليار دولار وتبنيه مجموعة “نوفاتك” الروسية مع “توتال” الفرنسية ومؤسسة البترول الوطنية الصينية، ويبعد 2500 كيلو متر عن موسكو.

وينشط نحو تسعة آلاف شخص في #الجزيرة، ليطلقوا ابتداء من 2017 مصنع تسييل الغاز الذي تفوق قدرته 61.5 مليون طن سنويا، على أن ينقل القسم الأكبر منها بحرا إلى السوق الآسيوية الاستراتيجية.

وفي انتظار خطوط إنتاج الغاز الطبيعي المسال، شيد اثنان من خزانات التخزين الأربعة سعة كل منها 160 ألف متر مكعب، على دعائم تخترق طبقات الأرض الدائمة التجمد.

وبحسب محللين فإن روسيا جازفت في هذا المشروع بالغ الصعوبة وباهظ التكلفة، فيما تنتج كميات كافية من الغاز لتلبية حاجاتها وحاجات زبائنها الأوروبيين، بسبب أنه يلبي حاجة استراتيجية ملحة، حيث سيتيح لروسيا تنويع صادراتها من المحروقات إلى آسيا.

وكان مدير “توتال” قد قال خلال زيارة إلى الموقع، إن شركته تستطيع تلبية حاجات السوق الأوروبية والسوق الآسيوية، وتحدث عن قاعدة جديدة لتوسع أنشطة شركته في الأراضي الروسية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.