موقع متخصص بالشؤون الصينية

زيارة الأمير للصين حققت شراكة استراتيجية

0

11

استضاف المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية ندوة حول العلاقات القطرية الصينية وما شهدته من قفزة كبيرة خلال السنوات الماضية.

حضر الندوة سعادة السيد أركين أمير البك، نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، رئيس جمعية الصداقة الصينية – العربية والوفد المرافق له، وسعادة السيد لي تشن سفير جمهورية الصين لدى دولة قطر، وسعادة السيد سلطان بن سعد المريخي مساعد الوزير للشؤون الخارجية وعدد كبير من الدبلوماسيين وموظفي الوزارة.

وقال السيد أمير البك في كلمته الافتتاحية خلال الندوة إن العلاقات بين البلدين حققت قفزة كبيرة في السنوات الأخيرة، عبر تكثيف الزيارات والتبادل التجاري، واهتمام القيادتين في قطر والصين بهذا الموضوع، مؤكداً أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى بكين عام 2014 أعطت دفعاً كبيراً للعلاقات، ونقلتها إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية.

وأضاف أنه يدعم تطوير العلاقات على المستوى الشعبي أيضاً، ويعتقد أن التعاون بين مجلس الشورى القطري والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني سيعود بالفائدة على البلدين، مشيراً إلى أن هذه السنة هي السنة الثقافية القطرية – الصينية التي بدأت فعالياتها في البلدين، وأنها ستشهد تأسيس جمعية الصداقة الصينية – القطرية.

الاستراتيجية الدبلوماسية

ومن جهته أشار سعادة الدكتور حسن إبراهيم المهندي، مدير المعهد الدبلوماسي إلى أن توخي الاستراتيجية الدبلوماسية الناجحة بين البلدين هو الأمر الملح اليوم لتطوير العلاقات والارتقاء بها نوعياً.

وأوضح أن العلاقات الدبلوماسية القطرية-الصينية حديثة نسبياً، حيث أقيمت عام 1988 ثم توالت الزيارات بين المسؤولين، وبدأت الاتفاقيات تعقد، وارتفع التبادل التجاري، مشيراً إلى ضرورة استغلال فرصة السنة الثقافية القطرية الصينية لتأسيس علاقات شعبية. ومن ثم، تطرق سعادته إلى الدبلوماسية الشعبية معرفاً إياها بقوله “إنها التوجه إلى الناس بالناس… ” ويشمل ذلك التعليم والرياضة والفنون والإعلام ومنظمات المجتمع المدني… إلخ.

وأكّد مدير المعهد الدبلوماسي أن جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949 أعطت للثقافة دوراً مهماً في الدبلوماسية، وتأكد هذا التوجه واتضح أكثر فأكثر مع الزعيم دنغ شياو بنغ ومبدأ “الانفتاح والخروج” الذي أعلنه.

مضيفاً أن هناك تشابهاً في هذا التوجه المنفتح على العالم بين الصين وبين قطر، وأن هناك الكثير مما هو مشترك بين البلدين، بدءاً من تعرضهما لنفس الجروح الاستعمارية، وانتهاء بوجود جالية إسلامية كبيرة في الصين.

وأضاف: قطر بحاجة إلى التكنولوجيا الصينية، وأن هناك حاجة أيضاً لفتح قنوات ثقافية وإعلامية وعلمية وأكاديمية مشتركة، وتشجيع حركة الترجمة والنقل وتنظيم الندوات والمؤتمرات.

وقال سعادة السيد لي تشن سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة قطر خلال الندوة حول إمكانية تحويل النجاح الاقتصادي الصيني إلى نجاح دبلوماسي،”إن سياسة الصين الخارجية تقوم على أساس الدعوة إلى السلام والتعاون والتنمية في العالم. ومن أجل ذلك، لا بد من احترام ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، مع الاحترام المتبادل بين الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم اللجوء إلى القوة أو التهديد بها في النزاعات”.

وأضاف سعادته أن الدور الصيني في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط يزداد حضوراً مع اطراد التقدم الاقتصادي، وأن البعض يعترفون بهذا الدور، والبعض الآخر لا يعترفون، مشيراً إلى أنه بإمكان الصين أن تلعب دوراً أكبر في الحفاظ على السلام، وعبر عن ثقته في أنه سيكون بإمكان الصين مع استمرار تقدمها الاقتصادي أن تلعب دوراً أكبر في تحقيق الأهداف المذكورة.

وأكد السفير الصيني أن النية موجودة، وكذلك الاستعداد للتعاون مع كافة دول المنطقة للوصول إلى حلول سلمية للنزاعات، بما فيها سوريا، والهدف النهائي يبقى تحقيق السلام والاستقرار والتنمية.

وأضاف أنه لم يتم بعد تحديد تاريخ لزيارة الرئيس الصيني إلى قطر، مذكراً بأنه كان قد قام بزيارة إلى الدوحة عام 2008 عندما كان نائباً للرئيس. وأكّد أن بلاده تتطلع وتسعى إلى مزيد من هذه الزيارات المتبادلة لدعم العلاقات بين البلدين.

وعقب ذلك، تم توقيع “خطاب نوايا لتأسيس جمعية الصداقة القطرية الصينية وجمعية الصداقة الصينية القطرية”، وقعه من الجانب القطري السيدة نادية أحمد الشيبي، مساعد مدير المعهد الدبلوماسي، ومن الجانب الصيني السيدة لين يي، نائبة رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية، حيث تم الاتفاق على ما يلي: 1) العمل على تأسيس جمعية الصداقة القطرية الصينية وجمعية الصداقة الصينية القطرية.

2) يعمل الجانبان بعد إكمال إجراءات تأسيس الجمعيتين على دفع التعاون الودي الشعبي بين الدولتين في المجالات المختلفة من خلال إقامة ندوات ومؤتمرات ثقافية واقتصادية وتجارية وتكنولوجية وأكاديمية والعروض الفنية وتنظيم المعارض، وكل ما يتفق عليه الجانبان من نشاطات أخرى.

3) يتبادل الجانبان الزيارة كل عامين، ويمكن أن يتكون وفد كل منهما من مسؤولي الجمعية، ومن الشخصيات الثقافية والأكاديمية، ونخبة من الشباب ورجال الأعمال.

4) يحتفل الجانبان بالمناسبات الوطنية للبلدين وذكرى يوم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.