موقع متخصص بالشؤون الصينية

مونيكا حنا تتحدث عن “توت عنخ” خلال زيارتها للصين

0

11

استضاف اتحاد عموم الصحفيين الصينيين، أمس الأربعاء، خبيرة الآثار المصرية الدكتورة مونيكا حنا، في لقاء صحفي تحدثت فيه عن الاكتشافات الأثرية الحديثة في مصر، من بينها الاكتشافات الحديثة لمقابر فرعونية تعود للدولة الحديثة في جبل السلسلة شمال أسوان وطريق حورس الحربي القديم أثناء حفر قناة السويس الجديدة.

وقالت حنا إن العلماء يعكفون على دراسة هذه الاكتشافات حاليا لأنها تلقي الضوء على بعض أجزاء من تاريخ مصر القديم.

وتناولت حنا خلال اللقاء، الذي عقد تحت رعاية السفارة المصرية بالصين ممثلة في المكتب الإعلامي التابع للسفارة، موضوع المسح الراداري لمقبرة توت عنخ آمون والتكهنات بأن الحجرتين اللتين كشف المسح عن وجودهما خلف جدران المقبرة قد تحتوي إحداهما على مومياء الملكة الشهيرة نفرتيتي زوجة الملك إخناتون والد الملك توت عنخ آمون الذي توفي وعمره 19 عاما.

وأشارت في هذا الصدد إلى حيرة العلماء بين الرغبة في التوصل إلى اكتشاف- إن صح- فقد يكون الأكثر دويا في تاريخ الاكتشافات الأثرية حول العالم منذ عقود طويلة، وبين خوفهم من أن يؤدي أي نوع من الحفر بالمقبرة إلى الإضرار بها.

وأكدت أن العلماء، في سبيل الحفاظ على مقبرة توت عنخ آمون من أي تلف، لا يجدون أي غضاضة في الانتظار لسنوات حتى يتم التوصل إلى طرق تكنولوجية أحدث لسبر أغوار الحجرتين السريتين.

ثم تناولت مونيكا حنا في حديثها المواقع التاريخية الرائعة التي تمتلئ بها مصر والتي يجهل السياح وجودها، مثل واحة سيوة ودير سانت كاترين ومدينة المنيا، وتحدثت بإسهاب عما حبا الله به تلك المناطق من جمال خلاب وطبيعة ساحرة، فضلا عما تحتويه من ثروات تاريخية وثقافية.

وتطرق الحديث كذلك إلى مشروعين من أكبر المشروعات التي تهدف إلى الحفاظ على ما تحتويه مصر من كنوز أثرية؛ وهما مشروعا المتحف المصري الكبير، الذي سيكون أكبر متحف للآثار المصرية في العالم، والمتحف الوطني للحضارة المصرية الذي سيستعرض تاريخ مصر بالكامل منذ الممالك المصرية الفرعونية القديمة وحتى العصر الحديث.

وتناولت متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، والذي كان دمر جزءا كبيرا منه في حادث إرهابي وأعيد تجديده ليفتتح قريبا، حيث وصفته بأنه يحتوي على أكبر مجموعة من الكنوز الإسلامية الفنية القديمة في الشرق الأوسط.

وبعد كلمتها، ردت خبيرة الآثار المصرية على بعض أسئلة الصحفيين الصينيين من مختلف وسائل الوسط الصينية المقروءة والمسموعة، حيث تحدثت في ردها على أول الأسئلة عن ترحيب مصر بالتعاون مع الصين في مجال الآثار سواء في مواقع الاكتشافات الأثرية أو في المجالات التقنية المتعلقة بالآثار وفي مجالات الحفاظ عليها وحمايتها وكذا في العلوم الخاصة بالنباتات القديمة.

ثم تعرضت لأوجه الشبه بين مصر والصين في الثقافة والحضارة والتاريخ، فهما أقدم حضارتين عرفهما العالم، وأضافت أن هناك تشابها كبيرا في عدة مجالات أهمها علوم الفلك والهندسة. وتحدثت عن انعكاس الاهتمام بالتاريخ على العلاقات بين الشعوب في العصر الحديث، حيث إنه يفتح مجالات واسعة للتبادل الثقافي بين الدول، مسيرة إلى مبادرة “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” وكيف أنها تتيح فرصا كبيرة للتعاون بين البلدين في شتى المجالات ومن ضمنها بالطبع المجال الثقافي.

وردا على أحد الأسئلة، تناولت الخبيرة الفلسفة الحديثة في مصر بالنسبة لعرض الآثار في المتاحف، حيث يتم النظر إلى كل قطعة أثرية على أنها تنقل حكاية من التاريخ وليس على أنها مجرد قطعة فنية من الماضي، مضيفة أن التوجه في مصر الآن أصبح مختلفا عن ذي قبل، فالآن أصبح هناك إدراك أكبر بين الناس لأهمية الحفاظ على كنوزهم الأثرية التي تشكل هويتهم وتاريخهم وميراثهم الحضاري، مشيرة إلى الحملات الشعبية المتعددة الموجودة للحفاظ على الآثار والحضارة المصرية، والتي تدفع الحكومة إلى العمل بشكل أكثر أعمق وأوسع مع منظمات المجتمع المدني التي تسعى للحفاظ على هوية مصر حاضرا ومستقبلا.

ثم تناولت سرقات الآثار والحاجة لحملات دولية لحماية التراث الحضاري العالمي من الضياع، حيث دعت إلى إعادة النظر في اتفاقية اليونسكو للعام 1970 التي تنص على حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات التاريخية والأثرية بطرق غير مشروعة، ولكنها لا تعطي الدول الحق في استعادة الآثار التي سرقت منها قبل عام 1970، كما دعت إلى إبرام مزيد من اتفاقيات التعاون بين دول العالم للقضاء على تجارة الآثار المنهوبة، وكذا رفع مستوى الوعي العام لدى شعوب العالم بشأن جرم شراء الآثار المسروقة.. وأشارت إلى أن قمة مجموعة العشرين التي ستستضيفها الصين في شهر سبتمبر المقبل ستكون فرصة ذهبية من الممكن أن تقوم خلالها مصر والصين معا بإطلاق مبادرة لإعادة صياغة القوانين والاتفاقيات الدولية للحد من سرقة الآثار وحماية الموروثات الحضارية والثقافية للشعوب جميعها.

وطالب بعض الصحفيين أن يكون هناك معرض متجول للآثار الفرعونية في الصين، ومزيد من التعاون بين مصر والصين في مجال الآثار، بينما اقترحت مونيكا حنا أن يتم تنظيم معرض أو منتدى حول النساء في المراكز القيادية في التاريخ المصري والصيني القديم.

وكانت خبيرة الآثار المصرية مونيكا حنا والمستشارة الإعلامية المصرية بالصين هدى جاد الله قد التقيتا قبل اللقاء الصحفي بالسكرتير التنفيذي للاتحاد تشو شاو شين، الذي أعرب عن حرص الصين على زيادة التعاون مع مصر في مختلف المجالات ومنها بالطبع المجالين الثقافي والإعلامي.

كما كانت الدكتورة مونيكا حنا قد ألقت محاضرة، أمس الثلاثاء، أمام الطلبة بجامعة اللغات والثقافة ببكين وذلك خلال افتتاح الدورة الـ13 للمهرجان الثقافي العالمي للجامعة، وفي إطار فعاليات العام الثقافي المصري الصيني 2016 والتي عقدت برعاية الجامعة والسفارة المصرية بالصين وبتنظيم مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية التابع للسفارة واتحاد الشباب ورابطة الطلبة بالجامعة ومركز الدراسات العربية التابع للجامعة أيضا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.