موقع متخصص بالشؤون الصينية

من الأزمة السورية إلى الصراع الإسرائيلي… مؤتمر العرب والصين يبحث التحديات السياسية

0

349

اختتمت أمس أعمال مؤتمر “العرب والصين.. مستقبل العلاقة مع قوة صاعدة” الذي نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على مدى يومين في الدوحة بالتأكيد على ضرورة التعاون المشترك في مجال الطريق والحزام والتعامل مع قضايا المنطقة على أساس الحل السلمي الشامل.

وتناولت جلسات اليوم الختامي المواقف الصينية من الصراع العربي- الإسرائيلي ومن الثورات العربية، وتطرقت إلى تأثير علاقات الصين مع القوى الإقليمية الكبرى في علاقاتها مع العرب.

وأكد المشاركون في جلسة خصصت لتقييم موقف الصين من الصراع العربي الإسرائيلي الموقف المساند لحقوق الشعب الفلسطيني الذي التزمته الصين منذ اغتصاب الأرض الفلسطينية وإنشاء الكيان الصهيوني الذي ناصبته الصين العداء، لأن القيادة الصينية حينها رأت فيه تجسيدا “للإمبريالية” في المنطقة.

مقاطعة إسرائيل

وأشاروا إلى أن الصين واصلت مقاطعة الكيان الصهيوني لعقود قبل أن تبدأ في التعامل الدبلوماسي معه في عام 1992 وتطورت بعدها العلاقة بين الطرفين بشكل مطرد في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية الأمنية، وتزايدت المبادلات التجارية بينهما لتصل في عام 2015 إلى 10 مليارات دولار.

وأكدوا أن إسرائيل سعت إلى تغيير مواقف الصين منها ومن حقوق الشعب الفلسطيني عبر تسويق مفاهيم منها أنّ إسرائيل دولة مستقرة لا تتعرض لثورات تُهدد استقرارها، وأنّ لديها القوة الكامنة للمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وأنها دولة متطورة اقتصاديًا وصناعيًا، وخصوصًا في التكنولوجيا المتطورة؛ سواء المرتبطة منها بالصناعات السلمية أو بالصناعات الأمنية – العسكرية، وأنها تحظى بعلاقات متينة ومتميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

واعتبر متحدثون بالجلسة أن موقف الرأي العام الصيني من القضية الفلسطينية ومن الصراع العربي- الإسرائيلي شهد تحولا في السنوات القريبة الماضية.

النموذج الإسرائيلي

وأشاروا إلى أن ذلك التحول برز على نحو واضح، في وسائل الإعلام الرسمية الصينية ووسائل التواصل الاجتماعي.. ففي وقت تنشط فيه حملات المقاطعة لإسرائيل، اقتصاديًا وأكاديميًا وثقافيًا وعسكريًا، في عدد من دول الاتحاد الأوروبي، نجد النقيض في الصين؛ من جهة قوة العلاقات والتأييد والإعجاب بالنموذج الإسرائيلي بل إنّ الأمر يصل إلى استخدام عبارات عنصرية ضدّ الفلسطينيين حتى في اعتداءات إسرائيل عليهم.

الحق الفلسطيني

وفي ضوء هذا الرأي سعى الجانب الصيني إلى التأكيد على دعم الصين للحق الفلسطيني العادل وأنّ الحكومة الصينية تُعوّل في التعاون العربي الصيني على قضايا اقتصادية وتجارية تتركّز في تطوير فكرة مبادرة الحزام والطريق لافتا إلى أن الصين مرشحة لأداء دور الوسيط في الصراع العربي الإسرائيلي لأنها طرف محايد وليست لها نزاعات مع أيّ طرف من الأطراف.

الثورات العربية

وضمت الجلسة التي خصصت لمناقشة موقف الصين من الثورات العربية باحثين صينيين فقد قدّم الباحث جن ليانغ شيانغ المداخلة الأولى بعنوان: “السياسة الصينية تجاه العالم العربي في سياق إقليمي متغير”، أوضح فيها أن دول المنطقة تؤاخذ الصين على أنها تسعى لتحقيق الربح التجاري فحسب في علاقاتها معها، كما تشعر هذه الدول بالإحباط، لأنّ الصين غير قادرة على موازنة الهيمنة الأمريكية في المنطقة. في المقابل الصين اضطلعت بدور مسؤول وبنَّاء في المنطقة خلال العقد الأخير فقد كانت مساهمًا اقتصاديًا ووسيطًا يتفادى لفْت الأنظار وفي المستقبل ستتّسم سياسة الصين تجاه الشرق الأوسط بالثبات والتنمية في آنٍ واحد. ومن المؤكد أنّ الصين ستعزز علاقاتها بدول المنطقة ولن تقتصر في ذلك على الطاقة، وأنّها ستعزز أيضًا علاقاتها بدول المنطقة بطريقة أكثر شموليةً، خلافًا للقوى العظمى الأخرى.

المصدر: جريدة الراية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.