موقع متخصص بالشؤون الصينية

إستراتيجية العلاقات الروسية الصينية ومصير العالم

0

mhamad-tweimi-south-china-sea

موقع الصين بعيون عربية ـ
محمد حسن التويمي*:
متابعة التصريحات الصحفية والأخبار الصينية والروسية من مصادرها الأولى، في بيجين وموسكو، تمنحنا الأمل بأن البلدين الصديقين، يسيران على الطريق الصحيح، وبأننا بتنا نشهد، وأخيراً، إرساء قواعد متينة للمستقبل البشري برمته، تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الشعوب والبلدان، وبخاصة الضعيفة منها، التي تتطلع الى الندّية والمساواة في التعامل والعلاقات العالمية.
موسكو وبكين تسيران بثقة ومنذ عدة سنوات في طريق واحد مستقيم لا تشعّبات فيه، وهو يتماثل مع الاستقامة التاريخية لشارع غوركي الشهير في موسكو.
ونثق بأن اللقاءات والتنسيقات بين فخامة الرئيسين فلاديمير بوتين وشي جين بينغ عميقة سياسياً، وبأن تفاهمهما شامل وتام، ويَمتَد إلى مختلف مجالات التعاون، فلم يَسبق للبلدين ان تعاونا كما يتعاونان اليوم، ولم تبلغ الثقة بينهما شأوناً وشأناً عظيماً كما بلغته في زمننا الحالي.
إن ما يَجري بين قيادتي وشعبي البلدين لم يَسبق للعالم أن شهد مثيلاً له. فمن التنسيق والتبادلات العميقة في مجال الاقتصاد والتجارة الأنفع؛ الى التناغم في مجال السياسة والدبلوماسية الثنائية للبلدين وفي المنظمات الدولية وتجاه قضايا وملفات العصر الشائكة؛ الى التعاون الواسع بين القيادتين العسكريتين للدولتين.. وغيرها الكثير من أوجه العمل الصيني – الروسي، بين الجارين والصديقين التاريخيين..
مؤخراً، يوم الجمعة الماضية، إلتقى الأدميرال سون جيان قوه، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية، بنائب وزير الدفاع في روسيا الفيدرالية، أناتولي أنتونوف، حيث تعهد الجانبان بتعزيز التعاون العسكري.
وكان واضحاً من خلال الصور التي تناقلتها الصحافة الصينية، بأن أجواء اللقاء كانت حميمية بامتياز، وهو دلالة على عمق العلاقات الثنائية والتفاهم الشامل والاستراتيجي بين البلدين. لذا، وصف الأدميرال سون جيان قوه، العلاقات الصينية الروسية بأنها “شاملة” بين الجانبين و “تسير “بشكل جيد”، كما وأنها “تعاونية – عسكرية جيدة”. وتبادل الجانبان خلال اللقاء الآراء عن الوضع الأمني الدولي، ووصفاه بأنه “الأكثر تعقيداً”.. لهذا فقد خلُصا الى أنه يتحتّم عليهما القيام بـ”تعاون ثنائي وثيق”. من جانبه، أشاد نائب وزير الدفاع في روسيا الفيديرالية أناتولي أنتونوف بالتعاون المُثمر بين وزارتي الدفاع في البلدين، وأعرب عن استعداده للتعاون العسكري مع الصين في مواجهة التهديدات الأمنية، التي من بينها الارهاب الدولي، وفي إطار منظمة شانغهاي للتعاون.
واللافت للانتباه بامتياز، أن قيادة الجيش الروسي أعلنت خلال المباحثات مع الصين، بأن لديها “رغبة كبيرة” في إجراء المزيد من التدريبات العسكرية البحرية المشتركة وتدريبات في مكافحة الارهاب مع الجانب الصيني، وهي رسالة ذات أبعاد عسكرية لكل الدول التي تقوم بعسكرة بحر الصين الجنوبي، وتطلق تهديدات خطيرة، رغبة منها باحتلال الاراضي التاريخية للصين وروسيا، ومنها مجموعة جُزر الكوريل والجُزر الصينية في بحر جنوب الصين، من خلال نشرها المزيد من صواريخها على حافة الحدود الصينية – الروسية، ولاستهداف الصين وروسيا بتدمير مواقعهما الاستراتيجية والحيوية في حالة قيام الحرب الشاملة بجريرة تلك القوى الاستعمارية التقليدية، التي تخطط لإعادة استيلائها على بعض مناطق البر الواسع أيضاً في روسيا والصين وأرضٍ اخرى جديدة.. سيّما في شرقي سيبيريا، وفي مناطق عديدة بشرقي وغربي وجنوبي الصين.
عالم اليوم يخوض مواجهات حارة واخرى باردة، ونحن نأمل ان تقوم الصين وروسيا بتبريد الأجواء الدولية، وسحب البساط من تحت اقدام مَن يهدفون الى حروب ونزاعات جديدة، فكل شعوب العالم تتطلع اليوم بعيون شاخصة الى موسكو وبكين، وتطالبهما بمزيد من التعاون والعمل لخدمة السلام العالمي وأمن الشعوب وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي المضمون، بالتعاون بالذات مع هذين البلدين الصديقين والحليفين..

*مسؤول متابعة المطبوعات والنشر والملف الاسلامي بالصين للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين وعميد النشر الإذاعي في رَاَبِطَة الَقَلَمِيِّين الاَلِكْتْروُنِيّةِ مُحِبِّيِ بُوُتِيِن وَرُوسيِّهَ فِيِ الأُردُن وًالعَالَم العَرَبِيِ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.