موقع متخصص بالشؤون الصينية

الحوار الإستراتيجي والإقتصادي بين الصين وأمريكا

0

ahmad-kaysi-china-usa-dialogue

موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي*:
بالرغم من الإنجازات التي تم تحقيقها خلال الحوار الإستراتيجي الإقتصادي بين الصين وأمريكا عبر عدة سنوات مضت, إلا أن أمريكا لا تثق بنفسها وبسياستها العدوانية والمحبة للسيطرة على أي إتفاقية أو قرار عالمي إقتصادي أو في أي مجال يفيد الشعبين أو الإنسانية بشكل عام.
لذلك تسعى أمريكا وبإستمرار إلى زيادة الضغوطات على الصين بكافة المجالات الإقتصادية والسياسية والعسكرية, وتثير الفتن والخلافات وتحرض جيران الصين عليها, لتبقيها مشغولة عن قضايا ومصالح المنطقة والعالم, وتلهيها بنزاعات مفتعلة مع جيرانها وإخوتها في منطقتها وفي آسيا بشكل عام.
الصين تسعى دائما لوضع إتفاقية بينية بين البلدين تعمل من خلالها على محاربة الفساد, وإسترجاع الأموال التي تم تبيضها بطريق مباشرة أو غير مباشرة …..وغيرها من الأمور التي تحافظ على إقتصاد البلدين والعالم, وأمريكا وقراراتها وتصرفاتها الرعناء لا تخدم البلدين ولا الشعبين ولا العالم, ولا تساعد على إيجاد الحلول المناسبة والتي ترضي الجميع بقضايا المنطقة والقضايا العالمية.
رغم أن هناك ثلاث نقاط أساسية مرتبطة في الإنجازات التي تحققت بين البلدين عبر عدة سنوات وهي:-
1- حجم الإستثمار بين البلدين, فإجمالي قيمة الإستثمارات من الصين للولايات المتحدة تفوق إستثمارات أمريكا في الصين.
2- شراكة الصين بحل القضايا الإقتصادية والسياسية الدولية, وعلى سبيل المثال وليس الحصر, الملف النووي الإيراني والذي كان للصين الدور الكبير لحل هذا الخلاف بين أمريكا وأوروبا وإيران, وهذا الدور قضى على التوتر بين تلك الدول, وضمن تصدير الطاقة للعالم أجمع بأسعار مستقرة مما يؤدي إلى إستقرار وإنتعاش الإقتصاد العالمي.
3- إصرار الصين على السير نحو إتفاقية محاربة الفساد وتبيض الأموال في الأمم المتحدة, والإتفاقات البينية في منظمة أوبك.وتطبيق جزء منها بثنائية الدولتين.
وهذا كله جهد صيني مع حلفائها, بعضها بموافقة أمريكا والبعض الآخر بموافقة الأمم المتحدة, فأمريكا ورغم توقيع عدة إتفاقيات مع الصين إلا أنها دائما وأبدا تسعى إلى تقزيم الدور الصيني إقتصاديا وسياسيا وفي كل المجالات,ومثال على ذلك أن أمريكا تحاول تقييد الصين في التقدم التكنولوجي الذي إستفادة منه البشرية جمعاء وتمنع تصدير بعض التكنولوجيا إلى الصين, وتتهرب من تطبيق إتفاقية الإستثمار المباشر وتعزيزه بين البلدين لتأمين فرص عمل للشعبين…وغيرها من الأمور التي تعزز التبادل والتعاون والمنفعة المشتركة للبلدين والشعبين والعالم أجمع.
لذلك تسعى أميركا دائما إلى إشغال الصين بأزمات ثنائية مع جيرانها وغيرهم وبكافة الأمور والمجالات, ولكن الصين بحكمة قيادتها والحزب الحاكم تستطيع التعامل مع هذه الشيطنة الأمريكية وبكل الأوجه الشرعية والقانونية فتلجأ إلى الأمم المتحدة وإلى حلفائها الروس والإيرانيين بالذات وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى والهند وأمريكا الجنوبية لحل أي توتر تفتعله أمريكا هنا وهناك, ولإفشال مخططاتها الجهنمية وأطماعها التوسعية بالسيطرة على العالم وعلى الأرض وما عليها لا سمح الله ولا قدر.

*باحـــــــث وكاتـــــــــب أردنـــــــــــــي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.