موقع متخصص بالشؤون الصينية

مؤامرة خلف المهزلة.. كشف تلاعب #أمريكي في قضية #بحر_الصين_الجنوبي

0

135487260_14676132462451n

بقلم وانغ شياو هوي/ رئيس تحرير شبكة الصين

ظلت قضية “العودة إلى آسيا” هدفا سياسيا واستراتيجية عسكرية للإدارة الأمريكية منذ تولي براك أوباما الرئاسة، أما النزاع بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي الذي أثارته حكومة أكينو، فهي توفر ذريعة لعودة الولايات المتحدة إلى آسيا.
ففي يناير 2013، طلبت الفلبين من جانب واحد، التحكيم الدولي في قضية بحر الصين الجنوبي، وكانت تزعم أنها لا تريد من هيئة التحكيم سوى أن تصدر حكما بشأن الوضع والاستحقاقات البحرية لبعض الجرز لتلتف بذلك على الأحكام المعنية باللجوء إلى التحكيم.
وتعتبر تصرفات حكومة أكينو توجها نموذجيا للتلاعب بالقانون الدولي وانتهاكه، إلا أن الولايات المتحدة تجاهلت الوقائع والقوانين ودعمت عميلها الآسيوي بلا تردد. ويمكن القول أن الولايات المتحدة تربط نفسها بالفلبين منذ بداية الأمر، وتتحرك من خلال أربعة جوانب.
أولا: العمل مع حلفائها للافتراء على الصين
أصدر مسؤولون أمريكيون ووسائل إعلام أمريكية تصريحات حول بحر الصين الجنوبي تشوه صورة الصين وتصفها بـ”المقوض للنظام الدولي”، حيث أدلى وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بتصريحات تدين قيام الصين بأعمال إنشائية في بحر الصين الجنوبي، كما ساهمت اليابان كذلك باعتبارها “حليفا أمريكا” في فرض ضغوط على الصين.
ثانيا: التلويح باستخدام القوة لفرض ضغط على الصين
عززت الولايات المتحدة عملها العسكري في بحر الصين الجنوبي لإظهار عضلاتها وأرسلت في منتصف يونيو الماضي حاملتي طائرات إلى بحر الصين الجنوبي للمشاركة في العمليات المشتركة، كما أجرت اليابان كذلك تدريبات مشتركة مع الفلبين وقامت ببيع السلاح للأخيرة لفرض ضغوط أكبر على الصين بشكل مستمر، وأعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يوم الجمعة الماضي عن نشر نظام “ثاد” للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية، وكان وراء ذلك دوافع خفية.
ثالثا: زرع الفتنة بين الصين والآسيان
أشار الباحث بمؤسسة الفكر العالمية بالصين تشو ين إلى أن المساعي الأمريكية لتصعيد الأوضاع في بحر الصين الجنوبي تهدف إلى احتواء الصين. فبالنسبة للولايات المتحدة فإن تخريب العلاقات بين الصين ودول الآسيان عبر قضية بحر الصين الجنوبي هو أكثر وسيلة فعالية لتخفيف سرعة تقدم الصين وكذلك أفضل وسيلة وأقلها كلفة لتعزيز اعتماد دول جنوب شرقي آسيا عليها.
رابعا: قرار محكمة لاهاي
في حالة إصدار محكمة التحكيم قرارا لا يصب في مصلحة الصين، ستحقق الولايات المتحدة هدفها ولن يكون بحر الصين الجنوبي هادئا كما كان عليه في الماضي. وسيتم تخريب الظروف لحل القضية عبر المفاوضات السلمية حيث لن يتم حل النزاع بين الصين والفلبين بل سيزيد من حدته.
إلى جانب ذلك قامت الولايات المتحدة بترتيب دقيق حيث أعلنت وسائل إعلام أمريكية أن نتائج التحكيم ستعلن في 7 يوليو لإثارة توتر أعصاب الأطراف وبعد ذلك في 29 يونيو أعلنت أمانة محكمة التحكيم أنها ستعلن نتائج التحكيم في 12 يوليو. ويعتبر توقيت الإعلان خيارا تم تحديده بعد تخطيط دقيق، حيث تم تنصيب رئيس الفلبين الجديد في 30 يونيو وسيكون الإعلان عن نتائج التحكيم تشجيعا للحكومة الفلبينية الجديدة وسيحقق أكبر قدر من القضاء على إمكانية تحسن العلاقات الصينية الفلبينية بعد تولي ردوريغو دوتيرت الرئاسة.
خلاصة القول أن جميع التحركات الأمريكية في المناطق المجاورة للصين وخاصة في بحر الصين الجنوبي تأتي ضمن خطواتها لتنفيذ استراتيجية إعادة التوازن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ويكون الهدف من وراء ذلك هو احتواء الصين والحفاظ على الهيمنة الأمريكية في المنطقة. وتكون مؤامرة الولايات المتحدة واضحة بالنسبة للشعب الصيني وشعوب العالم كله. ولكن الصين اليوم لن تكون كما كانت قبل 100 عام، ولن ينجح أي عمل يضر بسيادة الصين وسلامة أراضيها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.