موقع متخصص بالشؤون الصينية

غانا الصغيرة تحتضن مشروعاً صينياً “عملاقاً”!

0

tarek-issaka-ghana-china-project
موقع الصين بعيون عربية ـ
طارق إيساقا*:
تعتبر افريقيا بحق قارة صديقة للصين، ويستحيل أن نجد هناك بلداً واحداً لا يعرف الصين ولا يتاجر معه على أوسع نطاق. وبصدد توصيف العلاقات بين الصين والقارة السمراء، وقوتها ومتانتها واتساعها، يقول باحث في العلوم السياسية ومدير مركز الكنانة في القاهرة، لم يذكر إسمه في يومية صحيفة “الغد” الاردنية بالانترنت، أن الصين: “استطاعت تقوية علاقاتها الاقتصادية مع أفريقيا عبر منتدى التعاون الصيني – الافريقي الذي أنشئ بمبادرة من بكين عام 2000 وضم ستا واربعين دولة إفريقية، ومن أهم إنجازاته إسقاط 1,2 بليون دولار من ديون القارة. وهناك ايضا ًمجلس الاعمال الصيني – الافريقي الذي أنشئ في نوفمبر 2004 بغرض دعم استثمارات القطاع الخاص الصيني في كل من الكاميرون، وغانا، وموزمبيق، ونيجيريا، وجنوب إفريقيا، وتنزانيا، كما ان التجارة المتبادلة بين الصين وأفريقيا تزيد حالياً على ثلاثين بليون دولار.
الى ذلك نقرأ في اخبار نيسان المنصرم، توقيع وزير المالية بغانا ايمانويل سيث، مع السفير الصيني فى أكرا سان باهونج، اتفاقية لتنفيذ (مشروع ال100 بئر) بغانا، وذلك بعد تبادل التفاصيل والمذكرات الإيضاحية. ويعد هذا المشروع، مشروعا لمنحٍ يتم تنفيذه من قِبل الحكومة الصينية، لتزويد غانا بإمدادات آمنة تضمن وصول المياه إلى المجتمعات الريفية والمدن الصغيرة في برونغ أهافو والمناطق الشمالية والغربية والشرقية والجزء العلوي من المنطقة الغربية ومناطق فولتا، والتي ستستهدف خدمة ما لا يقل عن 300 ألف شخص.
وتؤكد الصين أن المشروع من شأنه ان يوفّر فوائد فورية وطويلة الأجل، مثل تقليل نسب ظهور الأمراض الناجمة عن المياه الملوثة/ والتحرر من القيود للنساء والأطفال/ وتحسين ظروف وأوضاع الصناعة والتجارة والأعمال الاستثمارية، بينما استقصاء الجدوى الاقتصادية فقد تم إجراؤه من جانب الخبراء الصينيين قبل عام، حين تبادل فريقا العمل الصيني والغاني بقيادة مؤسستي المياه والصرف الصحي المحليتين، وجهات النظر والآراء بشأن موقع البناء ونوع الآبار ونسبة الطلب على المياه ومسؤوليات كل طرف بهدف ان يوفر المشروع فوائد فورية شعب غانا.
المشروع الصيني صار وصفه في الصحافات الافريقية والعالمية “بالعملاق”، ذلك ان جمهورية غانا الصغيرة قدّمت للصين كل التسهيلات في سبيل ان تنجح مبادرتها الانسانية هذه، ولأن تصير نافعةً لشعب غانا بفضل جهود بكين وخبرائها الذين سارعوا الى القيام به بدون تأخير، وبعثوا فوراً بكل طواقمهم وفرقهم وتقنياتهم، وجهزوا كل صغيرة وكبيرة لإنجاحه، وجعله مثلاً يُحتذى ليس لافريقيا فقط، بل وللعالم أجمع.

افريقيا نجحت بجذب الاستثمارات الصينية بسبب قدرتها على الاقناع والولاء لكلمتها أولا، ولتعاونها النشط والمفيد بدون عقبات مع شعوب القارة ثانياً، وثالثاً لرغبتها تفعيل المبادرات والمشاريع فوراً، حيث لا وجود لأية عمليات فساد. فالصين لا تتهاون في هذه المسألة، وتحاسب كل من تسوّل له نفسه العبث في هذا المجال القذر..
ومن الطبيعي ان تستفيد افريقيا من الصين في مجالات اخرى، غير التقنية والصناعية، ولنقل الصحية والعلاجية منها، فقد صارت الادوية والمنتجات الصحية في افريقيا رخيصة ومتاحة للجميع بخاصة عُشبة الجنسينغ، ذلك ان بلاد الصين من أشهر دول العالم في دراسات ونتائج البحث في علوم الاعشاب والفاونا والفلورا. والصين جد معروفة باعتمادها عى استعمال الاعشاب في كثير من علاجاتها وحتى الشاي الاخضر الصيني، الاصلي تحديداً، يستخدم في مساقات العلاج من أمراض واعراض عديدة!
الإفادات الصينية لافريقيا كثيرة وواسعة، والمرض الذي يتم علاجه بأعشاب صينية لا يتم علاجه حتى بأدوية اوروبية! واريد هنا ان اذكّر القراء، أن عشبة الجنسينغ الصينية معروفة جيداً فهي تطيل العمر/ وتنقذ الانسان من الهرم والتلف/ ولديها نفع في زيادة طاقة الانسان ووقايته. والصين بهذا وبغيره الكثير غدت محبوية في افريقيا الى حد كبير كبير، ففوائد الصين العلاجية للافارقة ناجحة وناجعة/ وهم يدعون لها بمزيد من التألق والنجاح لخدمة البشر أجمعين وبخاصة الفقراء والمتألمين والبسطاء منهم.

*مُستعرب ومنشغل بالدراسات الاسلامية وعضو ناشط في هيئة الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين في جمهورية غانا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.