موقع متخصص بالشؤون الصينية

لماذا لم تنجح “أوبر” في الصين؟

0

defad9fb-1b06-4dae-a970-a862e271bc19

أعلنت شركة “أوبر” مؤخرًا تخارجها من سوق سيارات الأجرة في الصين عن طريق الاندماج مع منافستها “ديدي شوكينغ” في صفقة بلغت قيمتها 35 مليار دولار، فيما يمثل هزيمة للشركة الأمريكية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأشار تقرير نشره موقع “ذا كونفيرزيشن ” إلى أن “أوبر” وافقت على بيع عمليتها في الصين للشركة المحلية مقابل حصول مستثمري “أوبر” في الصين على 20% من “ديدي”.

وتمثل الصفقة هزيمة كبيرة للشركة الأمريكية العاملة في قطاع النقل، بعد معركة طويلة للسيطرة على السوق الصيني، مع حقيقة فشل شركات غربية أخرى مثل “جوجل” و”أمازون” في السوق.

ضحية لنموذج النجاح

– اكتشفت “أوبر” أن السوق الصيني يميل إلى المنافسة القوية مع وجود هوامش ربحية قليلة للغاية، بالإضافة إلى تحولها لضحية للنموذج التجاري الذي كان وراء نجاحها في العديد من البلدان الأخرى والذي يتمثل في تأثير الشبكة.

– يعتمد نموذج الأعمال الخاص بشركة “أوبر” على كونها المشارك الأول في السوق، ومن ثم تصبح قادرة على التطور والتوسع بسرعة لدرجة تمنع منافسيها من اللحاق بها، ليضطروا في النهاية إلى الخروج من السوق.

– تمكنت الشركة الأمريكية من تحقيق نجاحات ملحوظة في أسواق أخرى من خلال هذه الإستراتيجية، والتي تمنحها القدرة على توفير وسيلة نقل منخفضة التكلفة للعملاء، وتقديم حوافز لجذب السائقين.

– مع تزايد أعداد العملاء فإن هذا من شأنه أن يجذب المزيد من السائقين الذين يحصلون على أجور أعلى، وهو ما يعود بدوره بشكل إيجابي على سرعة الاستجابة للعملاء.

كيف حدثت الهزيمة؟

– نجح نموذج تأثير الشبكة في زيادة أرباح “أوبر” في الولايات المتحدة والعديد من المدن الأوروبية، إلا أنه في الصين نجحت شركة “ديدي” في الوصول لهذا النموذج أولا.

– كان نتاج الاندماج بين “ديدي داش” و”كيوادي داش” أن يسفر عن ظهور شركة “ديدي” والتي يعتقد أنها تسيطر على 80% من سوق نقل الأفراد في الصين، من خلال برنامج قوي للإعانات والحوافز.

– مع الدخول المتأخر لـ”أوبر” في السوق فإنها أصبحت الطرف الأضعف في المعادلة، وهو ما يتطلب تكاليف هائلة لجذب الركاب والسائقين، حيث سجلت الشركة الأمريكية خسائر بقيمة ملياري دولار تقريبا بسبب برامج الخصومات والعروض الترويجية في الصين.

– جاءت محاولة الهيمنة على السوق الصيني من قبل “ترافايس كالنيك” الرئيس التنفيذي لشركة “أوبر”، حيث استفاد من الأرباح المحققة في 75 دولة أخرى في دعم عمليات الشركة في الصين انتظارا لأرباح مستقبلية، إلا أنه مع فشل الشركة في السوق كان هناك حاجة ملحة للخروج بشكل مشرف، وهو ما قدمه عرض “ديدي”.

صعوبات وعقبات

– مثل السوق الصيني “مقبرة” لعدة شركات غربية، ورغم قيام “أوبر” بالعديد من الأمور التي تمثل استجابة لحساسية السوق في الصين من خلال إنشاء كيان مستقل تحت اسم “أوبر تشاينا” للدخول في شراكة مع مستثمرين محليين، إلا أنها انضمت للشركات الغربية الفاشلة.

– مع حقيقة وجود إغراء يتمثل في ملايين المستهلكين في الصين، إلا أن الواقع يظهر التنافسية الشديدة في البلاد، حيث إنه من الصعب حماية التكنولوجيا والمعرفة، بالإضافة إلى أن المنافسين غالبا ما يكونون ملكا للدولة مع عدم اضطرارهم لدفع عوائد على الاستثمار.

– تمتلك “ديدي” استثمارات كبيرة من شركتي “تينسنت” و”علي بابا”، بالإضافة إلى صندوق الثروة السيادي في البلاد، وشركة “آبل” الأمريكية.

فشل غربي في الصين

– مع وصول شركة ما إلى العالمية، فإنها عادة ما تحتاج لشريك يفهم السوق والثقافة المحلية والاتصالات والتوزيع، حيث يكون الهدف عادة شراء الشركة متعددة الجنسيات لشريك محلي، إلا أن الأمر في الصين يشهد اتجاها عكسيا مع صعوبة السوق، حيث تشتري الشركات المحلية نظيرتها العالمية العاملة في البلاد.

– في بداية العام الحالي باعت شركة “إس إيه بي ميلر” أعمالها في الصين إلى شركة “تشاينا ريسورس” المملوكة للدولة مقابل 1.5 مليار دولار، بينما تخارجت شركات أخرى مثل “تيسكو” و”جروبون”.

– غالبا ما تقوم الشركات الغربية بجلب المعرفة والخبرة والتكنولوجيا إلى السوق الصيني وتركها هناك، وهو ما حدث في حالة “أوبر” مقابل حصة تبلغ 20% من “ديدي”.

– يشير خروج “أوبر” من السوق الصيني إلى صعوبة الدخول المتأخر في الأسواق الشبكية، كما تشير الصفقة إلى صعوبة السوق الصيني والذي يمكن أن يوفر أداء قويا لكنه يشهد أيضا قدرة تنافسية مرتفعة، مع حقيقة امتلاك المنافسين المحليين في السوق لمعظم المزايا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.