موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين والسودان ونحن

0

download

الانطلاقة الصينية نحو التقدم الصناعي في السلع الاستهلاكية بجميع أنواعها والكمبيوترات والسيارات وغيرها، وكذلك الصناعات الثقيلة التي غزت العالم وأصبحت مطلبا للجميع في كافة أصقاع المعمورة ، هذه الانطلاقة تستحق الوقوف عندها والاستفادة منها ونقل ما نستطيع لبلدنا حتى نحقق جزءا من الاكتفاء الذاتي في المجال الصناعي عن طريق أبنائنا المبتعثين الذين يدرسون هناك ويتجاوزون الثمانمائة مبتعث ، وهي فرصة حقيقية لا بد أن نستثمرها بشكل جيد.

ولكن ماذا يدرس طلبتنا وطالباتنا في الصين ؟ للأسف يندر أن تجد من يدرس تخصصات التقنية الصناعية، فالأغلب يدرس في تخصصات التسويق والطب وبعض العلوم الأخرى التي توجد في الكثير من الدول بينما تخصصات الصناعة التي تتميز بها الصين وهي سر تفوقها بين الأمم لا يتعلمها أبناؤنا.

وهذا يؤكد أن الابتعاث يسير بدون تخطيط فالمهم كم أرسلنا وكم تخرج بدون هدف أو طريق صحيح نستثمر من خلاله طلبتنا وطالباتنا ومبالغنا التي أنفقناها عليهم لنعود بالفائدة الكبيرة علينا وعلى مستقبل أجيالنا بإذن الله.

السودان بلد كبير وأرض خصبة ومياه وفيرة وأيد عاملة رخيصة ومدربة وتشجيع للاستثمار الزراعي، في المقابل يوجد لدينا التقنية والإمكانات المادية مع نقص في المياه، لماذا لا يتم استغلال هذه المزايا لإقامة مشاريع زراعية تؤمن حاجة مملكتنا من المحاصيل المختلفة والفواكه وغيرها، ونستطيع من خلالها الحد من استنزاف المياه الذي جفف منابع العيون في الافلاج والاحساء والخرج وخفض منسوب الآبار إلى درجة مخيفة بسبب التوسع في الزراعة ، فنحن نعتمد في شربنا واستخداماتنا اليومية على تحلية مياه البحر التي تستنزف من الدولة مئات الملايين وتصل إلينا بتكلفة زهيدة ولذلك جاءت خطوات منع زراعة القمح وبعدها الأعلاف في محلها وربما تتبعها خطوات أخرى .

ومن الأسلم الاعتماد على مصدر يؤمن الغذاء بتكلفة معقولة مع الحفاظ على مصدرنا المهم وهو الماء الذي لو استمررنا في استنزافه بهذا الأسلوب لا أعلم إلى أين سنصل .

من أهم الخطوات التي ساهمت في الحد من استنزاف الماء تحلية مياه الصرف الصحي التي وصلت درجة من النقاوة تستطيع شربها وهي خطوة مهمة إذا تم إيصال هذه المياه للمزارع ستخفض من استنزاف المياه الجوفية ، وحسب ما سمعت أن هذه المياه ستصل لمزارع ضرماء وما بعـدها وصـولا إلى القـويعية ومزارع جو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.