موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تدعو مصر للمشاركة في «قمة العشرين»

0
Egypt's President Abdel Fattah al-Sisi (L) shakes hands with Chinese President Xi Jinping during a signing ceremony in the Great Hall of the People in Beijing December 23, 2014.   REUTERS/Greg Baker/Pool   (CHINA - Tags: POLITICS)
من المقرر أن يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور قمة العشرين التي ستعقد خلال الفترة 4-5 سبتمبر في هانجزو بالصين.

وتأتي مشاركة الرئيس السيسي بناء على دعوة موجهة شخصياً من الرئيس الصينى شي جين بينغ لمصر لحضور القمة ضمن دولتين فقط للمشاركة من خارج المجموعة، وهو ما يعكس خصوصية ومتانة العلاقات بين البلدين، وفقا لصحيفة «الجارديان».
وقال السيسي خلال المقابلة، «بكل تأكيد إن مصر تدعم المبادرة لإحياء طريق الحرير… أخذا في الاعتبار أن مصر يمكنها أن تكون نقطة ارتكاز رئيسية لتنفيذ هذه المبادرة عبر المشروعات القومية التي تشهدها قناة السويس».
وقالت صحيفة الجارديان إن «الصين أمضت عدة أشهر في الإعداد لقمة العشرين، وذلك عن طريق زرع الأشجار، وإنشاء طرق ومنازل جديدة من أجل أن تترك انطباعا حسنا لدى المشاركين في القمة».

وتعد قمة العشرين واحدة من أهم التجمعات الدولية التي تضم أكبر الدول الصناعية، والتي يبلغ عددها 19 دولة بالإضافة إلى منظمة الاتحاد الأوروبي.

يبحث قادة دول مجموعة العشرين، التي تنطلق الأحد المقبل الموافق الرابع من سبتمبر، وعلى مدار يومين في مدينة هانغتشو بشرقي الصين سبل دفع نمط التنمية الإبداعية، وتحسين الإدارة الاقتصادية، والمالية، وتعزيز التجارة، والاستثمارات الدولية من أجل تحقيق التنمية المترابطة، والشاملة.

وتمثل مشاركة مصر في هذه القمة فرصة مهمة لمصر على الصعيد السياسي والاقتصادي لابد من استغلالها لتحقيق النتائج المرجوة منها ، في تعزيز أوجه التعاون التجاري مع الدول الحضور، وبناء علاقات اقتصادية مع دول جديدة ، تقوم على تحقيق المصالح المشتركة ، كما أنها فرصة مناسبة لطرح رؤية مصر وبرنامجها التنموي الذي تقوم به حالياً، وفرص الاستثمار المتاحة على أراضيها .

كما أنها تعدا تأكيد على دور مصر الاستراتيجي في المنطقة واستعادتها لمكانتها دولياً وإقليمياً ، كما أنها تأتي في وقت تسعى فيه مصر جاهدة إلى تعزيز تعاونها الاقتصادي مع مختلف الدول والاستفادة من تجارب الدول الكبار في النهوض باقتصادها الذي يعاني من التعثر جراء الإضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.

ويأتي انعقاد قمة مجموعة العشرين هذا العام، تحت شعار«بناء اقتصاد عالمي إبداعي، ونشيط، ومترابط، وشامل» في وقت مهم في ضوء تزامنها مع الفترة الحاسمة للتحول من آلية الاستجابة للأزمات إلى آلية الإدارة الاقتصادية طويلة الأمد في الوقت، الذي يشهد فيه الاقتصاد العالمي تباطؤا، وتعلق دول العالم أملا كبيرا على الصين لقيادة مجموعة العشرين في طرح أفكار، وبرامج جديدة تسهم في زيادة نمو الاقتصاد العالمي لدفع التنمية المستدامة له.

وقد شاركت مصر في وقت سابق من الشهر الماضي، ضمن دول مجموعة العشرين فى الإعداد لاجتماع القمة المرتقبة للمجموعة، حيث شارك الوزير المفوض راجي الإتربي، الممثل الشخصي للرئيس لدى مجموعة العشرين، على رأس وفد مصري في الاجتماع رفيع المستوى الذي عقدته المجموعة في جزيرة «شيامن» جنوب الصين لوضع الترتيبات النهائية للقمة التي من المتوقع أن يحضرها قادة دول المجموعة.

وقدم الممثل الشخصى لرئيس الجمهورية خلال اجتماع الممثلين الشخصيين لقادة دول المجموعة الرؤية المصرية تجاه الموضوعات الاقتصادية الدولية المطروحة على جدول أعمال المجموعة، وأهمها تباطؤ أداء الاقتصاد العالمي وسبل تحفيزه تجارياً واستثمارياً وتشغيلياً لتجنب الانزلاق مجدداً الى أزمة كساد، وكيفية الاستفادة من الفرص التى تتيحها التكنولوجيا الرقمية والصناعية المبتكرة لتحفيز النمو الاقتصادى العالمى.

ومن المنتظر أن تتضمن فعاليات قمة قادة مجموعة العشرين تنظيم ست قمم أخرى، وهي قمة الأعمال، والتجارة لبحث وضع خارطة الطريق لنمو الاقتصاد العالمي، وقمة المرأة، وقمة العمالة، وقمة المجتمع المدني، وقمة الشباب، وقمة فكر العشرين.

كما أنه من المتوقع أن يلقي الرئيس الصيني شي جين بينج كلمة في افتتاح قمة مجموعة العشرين التي يحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي فضلا عن تنظيم مؤتمر صحفي للرئيس الصيني لاستعراض نتائج هذه القمة.

وفي إطار التحضيرات لهذه القمة المهمة، أولت الصين اهتماما كبيرا بالانخراط بقوة في حوارات حيوية مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومجموعة (77) «تحالف مجموعة الدول النامية»، والدول الأقل نموا وغير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة.

وتأمل الصين في التوصل خلال قمة دول العشرين إلى خطة عمل خاصة تتعلق بأجندة التنمية المستدامة 2030 تنفذها المجموعة وكل دولة بشكل منفرد، وأن تكون جزءا من خطة التنمية للدول المشاركة في القمة على أساس ظروفها، واحتياجاتها.

ترتكز هذه الخطة على تبادل الخبرات، والدعم المتبادل خاصة للدول النامية، وأن يتم دمج عمل مجموعة العشرين، وأجندة التنمية المستدامة 2030 لتنفيذ إجراءات عملية في مجالات الاستثمار في البنية التحتية، والتصنيع، والطاقة، والأمن الغذائي، ومجالات أخرى ذات أهمية للدول النامية.

ويرى نائب وزير خارجية الصين الأسبق «خه يا في» ـ في تصريحات صحيفة له ـ أن هناك حاجة إلى وضع آلية للتنسيق السياسي والتحرك المشترك للاقتصاد الكلي على المستوى الوزاري بشكل فعلي، ولاسيما في مجال التواصل، وتنسيق السياسات المالية، والنقدية، والتجارية، ويمكن النظر في منح آليات تشاور وزراء المالية، ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين وظائف التنسيق والمراقبة بشكل حقيقي لتنفيذ القرارات التي يتخذها قادة مجموعة العشرين.

وأكد أهمية زيادة قدرة الدول النامية على مقاومة المخاطر المالية، والاقتصادية بما في ذلك التقلبات الكبيرة لأسعار السلع الأساسية وما يسببه ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي من نضوب السيولة المالية للدول النامية، وتجنب الصدمات، والأضرار الخطيرة على اقتصادها الوطني في ضوء مساهمة اقتصاديات الدول النامية بنصف الناتج الإجمالي العالمي، وتتجاوز نسبة مساهمتها في الاقتصاد العالمي 50 في المائة ما يمنحها الحق في اتخاذ القرار، والكلام عن النظام المالي، والاقتصاد العالمي الذي مازال ضعيفا.

وأوضح يا في أن مساهمة الاقتصاد الصيني في الاقتصاد العالمي تخطت في السنوات الأخيرة 30 في المائة ما يعني أنها المحرك الحقيقي لنمو الاقتصاد العالمي، وتأمل دول مجموعة العشرين، والاقتصاديات الأخرى أن تبرز الصين دورها القيادي خلال قمة هانغتشو وتطرح برامج جديدة لنمو الاقتصاد العالمي، وتنسق السياسات الاقتصادية الكلية من أجل حل التناقضات العميقة التي تربك الاقتصاد العالمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.