موقع متخصص بالشؤون الصينية

التنمية الصينية: جردة خاصة بتحقيق الرفاهية وبناء مجتمع الحياة الرغيدة

0

saleh-aydarous-ali-china-developement1

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
صالح عيدروس علي*:

 

قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949م كان الاقتصاد الصيني في غاية التخلف؛ وكانت الصين دولة شبة مغلقة أو مغلقة تماماً، لكنها في المقام الاول اعتمدت على قدرات شعبها وامكانياتها المتاحة في سبيل تحقيق التنمية المرجوة وكامل الانسجام داخلياً، وتدعيم التعاون والسلام خارجياً.

ومنذ انعقاد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية ال(11) للحزب الشيوعي الصيني عام 1978م في الفترة ما بين 18-22 ديسمبر بمدينة بكين، مهّدت الصين لطريق الاصلاح والانفتاح الفسيح، وبناء التحديث الاشتراكي، أو ماعرف بالتجربة الصينية، بما يتناسب مع ظروفها الوطنية وإحداث اصلاحات اقتصادية، تكون كفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي للصين، ومن ثم تحقيق مستويات الرفاهية للمواطن الصيني نحو تحقيق مجتمع الحياة الرغيدة، ليصبح الاقتصاد متطوراً اكثر، وتسير الديمقراطية نحو مزيد من الكمال، ولتسير نحو علو شأن العلوم والتعليم، ولتغدو الثقافة مزدهرة اكثر، والمجتمع متناغما الى درجة أعمق، ولتكون حياة ابناء الشعب رغيدة بشكل مرضي عنه ، بهدف بناء الصين بلداً اشتراكياً، حديثاً وقوياً، غنياً وديمقراطياً ومتحضراً.

وقد اشار مهندس سياسة الاصلاح والانفتاح الصينية دنغ شياو بينغ في ثمانينات القرن الماضي، الى ان الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي اشتراكية تهدف الى تطوير القدرة الانتاجية، على الصعيد الداخلي وتدعم السلام على الصعيد الخارجي.

في مطلع ديسمبر الحالي اصدر مكتب الاعلام في مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) كتاب ابيض بعنوان: (الحق في التنمية: فلسفة الصين وممارستها ومساهمتها).

وذكر الكتاب الابيض  إن الصين أسست نظاماً متكاملاً من التشريع والتنمية الاستراتيجية والتخطيط والمعالجة القضائية، لضمان حقوق مواطنيها في التنمية، كما أنها تواصل بذل الجهود لتحسين ذلك. وأضاف الكتاب الأبيض، ان النظام القانوني ذا الخصائص الصينية قام بتوفير أسـس قانونية لحقوق المواطنين في التنمية .

كما وأشار الكتاب الأبيض إلى قيام الصين بنشر وتنفيذ سلسلة من القوانين واللوائح التنظيمية لحماية الحق في التنمية لجميع المواطنين، وخاصة حقوق الأقليات القومية والنساء والأطفال والقاصرين وذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن أجل ضمان حقوق المواطنين في التنمية، أصدرت الصين خطط العمل الوطنية لحقوق الإنسان (2009-2010) و (2012-2015) و (2016-2020)، ساعية لمعالجة أكثر المشاكل القائمة التي تثير قلق العامة بشكل أكبر.

كما قامت الحكومة الصينية بتشكيل برامج أعمال خاصة في ميادين الاقتصاد والثقافة والمجتمع والبيئة، وقامت ببناء آلية معالجة قضائية للوقاية ومعاقبة التعديات على حقوق المواطنين في التنمية.

وفي العامين 2014 و 2015، خصصت الحكومة المركزية والحكومات المحلية إجمالي 2.47 مليار يوان و 2.95 مليار يوان لتمويل الإعانة القضائية، ما خدم أكثر من 80 ألف من الأطراف في العام 2014.

كما قامت الحكومة المركزية أيضاً ببذل جهود لزيادة فعالية المساعدة القانونية وضمان حق المواطنين الأشد فقراً في الحصول على الإعانة القضائية .

وخلال السنوات الخمس الماضية، ارتفع عدد قضايا المساعدة القضائية بنسبة 11.4 بالمئة سنوياً، كما تلقت النساء والأطفال وكبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة والعمال المهاجرون الريفيون خدمات مساعدة قانونية عالية الجودة ووقتية، بحسب الكتاب الأبيض الصادر.

كما ذكر الكتاب الأبيض، أن الصين تمكنت من انتشال 700 مليون شخص من الفقر على مدار أكثر من 30 عاماً، منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، ما يعادل أكثر من 70 بالمئة من تخفيض عدد الفقراء على المستوى العالمي.

ونوه الكتاب الأبيض الى  إن معدل الحياة المتوقعة في الصين، ارتفع من 35 عاماً في العام 1949، إلى 76.34 عاماً في العام 2015، وهو المعدل الأعلى  بين الدول النامية.

كما شهد قطاع التعليم ارتفاعا في المستوى أيضاً، ففي العام 1949 كان أكثر من 80 بالمئة من الصينيين أمّيين، فيما كانت نسبة الأطفال المنتظمين في المدارس ممن هم في سن التعليم 20 بالمئة فقط.

أما في العام 2015، بلغ المعدل الصافي للأطفال المنتظمين في المدارس الابتدائية 99.88 بالمئة، مقابل 87 بالمئة لنظرائهم في المدارس الثانوية، فيما قارب مستوى التعليم العالي في الصين نظيره في الدول متوسطة النمو.

وأضاف الكتاب الأبيض أن مؤشر تنمية الإنسان الصيني في العام 2014 صُنف في المركز 90 بين 188 دولة، وهو حاليا ضمن مجموعة التنمية العليا للإنسان ، مستشهدا بـ “التقرير الوطني لتنمية الإنسان الصيني 2016” الذي تم إصداره من قبل الأمم المتحدة.

وقال الكتاب الأبيض إن الحقوق في العيش والتنمية هي أولوية وأساس حقوق الإنسان ، مضيفاً أن الحق في التنمية يجب التمتع بها ومشاركتها بين الجميع.

كما اهتمت الصين من خلال الكتاب الأبيض بملف التنمية العالمي، إذ أنها  قدمت قرابة 400 مليار يوان (حوالي 58 مليار دولار أمريكي ) من الدعم التنموي إلى 166 دولة ومنظمة دولية في السنوات الـ60 الماضية .

وبحسب الكتاب الأبيض، قامت الصين، ثاني أكبر اقتصادات العالم حالياً، بتدريب أكثر من 12 مليون موظف من الدول النامية، وأرسلت أكثر من 600 ألف شخص لتقديم دعم تنموي في الدول الأخرى . ومن بينهم، ضحى 700 بأرواحهم في سياق هذه البرامج.

ولاحظ الكتاب الأبيض أن الصين ستجعل من صندوق التعاون بين الجنوب والجنوب وسيلة لتعزيز النمو الاقتصادي ومعيشة الحياة في الدول النامية.

كما بيّن الكتاب الأبيض أن الصين ستزيد من استثماراتها في الدول الأقل نمواً، وتخفف وتلغي قروضاً لبعض الدول، وتؤسس مركز المعلومات للتنمية الدولية، وتعمق تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”.

وفي السنوات الـ5 المقبلة، حسب البيان، ستكمل الصين مشروع الـ6 “مائة برنامج” الذي يستهدف الدول النامية ، وهي 100 برنامج لتخفيض الفقر و100 برنامج للتعاون الزراعي و100 برنامج للدعم التجاري و100 برنامج للحماية الايكولوجية والتغير المناخي و100 مستشفى وعيادة و100 مدرسة ومركز تدريب مهني.

وأشار الكتاب الأبيض إلى أن الصين ستقدم 120 ألف فرصة تدريب و150 ألف منحة دراسية إلى الدول النامية ، كما ستقوم بتدريب مهني وتقني لـ 500 ألف موظف من الدول النامية .

وذكرالكتاب الأبيض  إن الصين ظلت تنفذ التزاماتها بنشاط تجاه مختلف الاتفاقيات الدولية التي تدفع التنمية الصديقة للبيئة.

كما وان الصين قد أصبحت أول دولة في العالم تصيغ استراتيجية وطنية للتعامل مع تغير المناخ وتنفذها، مبيناً كذلك أن الصين بذلت جهودا كبيرة لدفع التوصل إلى اتفاقية باريس بشأن تخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة ليتم اعتمادها وتنفيذها.

وجدير بالذكر أنه وبحلول نهاية عام 2015، بلغ إجمالي مساحة الغابات في الصين نجو 208 ملايين هكتار، تغطي 21.66 بالمائة من إجمالي مساحة الأراضي الصينية، وفقا للكتاب الأبيض، الذي زاد بأن الصين تتمتع بـ2740 منطقة محمية طبيعية تبلغ مساحتها الإجمالية 147.03 مليون هكتار.

وذكر الكتاب الأبيض أن الرقابة على تلوث الهواء في الصين تشهد تقدما مطرداّ، مشيراّ إلى أن نسبة استهلاك الفحم بين مجموع الطاقات المستخدمة تتناقص سنة بعد سنة، في حين تزداد أنواع مختلفة من الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة النووية.

وأضاف أنه منذ عام 2006، انخفض استهلاك الطاقة لكل 10 آلاف يوان (حوالي 1450 دولارا أمريكيا) من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 34 بالمائة، الأمر الذي يوفر 1.57 مليار طن من الفحم، وأكثر من نصف الطاقة التي يتم توفيرها من قبل العالم كله في هذه الفترة.

كما ذكر الكتاب الأبيض أن العدد الإجمالي لمستخدمي الهواتف في الصين بلغ نحو 1.54 مليار شخص بنهاية العام 2015، بينهم حوالي  1.3 مليار شخص من مستخدمي الهواتف الخليوية،.بينما يصل قد سجل عديد مستخدمي الإنترنت في البلاد 688 مليون شخص.

ونقرأ في صفحات الكتاب الأبيض ، إلى تحسن معايير مستوى معيشة الشعب بشكل ملحوظ في البلاد، حيث ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 1978 وحتى 2015، من أكثر من 200 دولار أمريكي إلى أكثر من 8000 دولار أمريكي.

علماً بأن دخل الفرد القابل للتصرف في المناطق الحضرية في العام 1978، وصل الى 343.4 يوان فقط ، مقابل 133.6 يوان لنظيره في المناطق الريفية.

وفي العام 2015 وصل دخل الفرد القابل للتصرف في عموم أرجاء الصين إلى 21966 يوان، بواقع 31195 يوان للمقيمين في المناطق الحضرية، و 11422 يوان لنظرائهم في المناطق الريفية.

وقام الصينيون بـ127.86 مليون رحلة خارجية في العام ذاته، شملت 121.75 مليون رحلة خاصة، وذلك وفقا للكتاب الأبيض الصادر.

كما ذكر الكتاب الأبيض  إن الصين ظلت تنفذ التزاماتها بنشاط تجاه مختلف الاتفاقيات الدولية التي تدفع التنمية الصديقة للبيئة، وبأنها  أصبحت أول دولة في العالم تصيغ استراتيجية وطنية للتعامل مع تغير المناخ وتنفذه، وقد بذلت الدولة الصينية جهوداً كبيرة لدفع التوصل إلى اتفاقية باريس بشأن تخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة ليتم اعتمادها وتنفيذها.

كما ذكر الكتاب الأبيض  أن عدد المنظمات غير الحكومية التي تم تسجيلها عند مكاتب الشؤون المدنية في الصين قد وصل إلى 670 ألفا في يونيو 2016 .

وقال الكتاب الأبيض ا إن هناك 329 ألف منظمة جماهيرية ، و 5028 صندوقا، و336 ألف هيئة خاصة غير ربحية .

وأضاف البيان، الذي أصدره مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة (مجلس الوزراء)، أن تأثيرات وخدمات هذه المنظمات غير الحكومية توسعت لتشمل قطاعات التعليم ، والعلوم والتكنولوجيا، والثقافة، والصحة ، والرياضة ، والجمعيات الاجتماعية ، وحماية البيئة، والرفاه العام، والأعمال الخيرية، والاقتصاد الريفي، وغيرها من المجالات المتعلقة بالحياة العامة .

وبحسب الكتاب الأبيض ، فقد عزّزت الصين بيئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، لتشجعهم على المشاركة في الفعاليات الثقافية والرياضية .

وقال الكتاب إن الصين تملك أكثر من 300 ألف محطة اتصال يساعد المتطوعون فيها ذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث بلغ عدد المتطوعين 8.5 مليون متطوع مسجل حتى نهاية عام 2015 .

وقبل نهاية عام 2014 ، أنشأت الصين 1515 غرفة قراءة خاصة للمكفوفين في المكتبات العامة على جميع المستويات في أنحاء البلاد ، إضافة إلى تأسيس 65918 مكتبة إلكترونية عامة ، لتخدم رئيسياً كبار السن والعمال الريفيين المهاجرين، وذلك حتى نهاية عام 2015 .

*كاتب يمني متخصص بالقضايا الصينية، وممثل رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين في اليمن، ورئيس فرع الاتحاد الدولي باليمن، ورئيس منتدى ، نادي قراء مجلة الصين اليوم باليمن ، ورئيس نادي مستمعي القسم العربي لاذاعة الصين الدوليةCRI باليمن، ورئيس نادي مشاهدي الفضائية الصينيةCCTV العربية باليمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.