موقع متخصص بالشؤون الصينية

ترامب ليس في موقف يخوله التهوّر مع الصين (العدد 45)

0

ebulletin45-trump-tweets1

 

صحيفة غلوبال تايمز الصينية
5- 12- 2016
تعريب خاص بـ “موقع الصين بعيون عربية”
انفجر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في نوبة غضب ضد الصين مساء يوم الأحد. وقال على تويتر “هل سألتنا الصين ما إذا كان تخفيضها لقيمة عملتها خطوة جيدة، (ما يصعّب على شركاتنا التنافس)”، أو في فرض رسوم كبيرة على الواردات الأمريكية، (بينما لا تفعل واشنطن ذلك)، أو في انشاء مجمع عسكري ضخم في بحر الصين الجنوبي؟ لا أعتقد ذلك! ”
ليس مؤكداً ما إذا كانت فورة ترامب ضد الصين هي بسبب غضبه من بعض التعليقات التي وبّخته على تلقي اتصال هاتفي من زعيمة تايوان تساي إنغ ون، أو إن كانت تلك خطوة ذكية في سياق سياسة مدروسة تجاه الصين. على أية حال، لم يكن رده متوقعا.
لم يشر ترامب الى تايوان مطلقا ضمن حملته الانتخابية الرئاسية، كما أنه أهمل أيضاً قضية بحر الصين الجنوبي. ومع ذلك، فإنه يثير المشاكل ضد الصين قبل تأديته اليمين، ما يتناقض وسياسته الانعزالية. وبالنظر الى العدد الكبير من الشخصيات المتشددة في فريق ترامب، وتصرفاته التي لا يمكن التنبؤ بها، فإنه لا يزال من غير المؤكد وجود شخص ما يشجّعه على تحدي الصين.
وبغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء تصريحات ترامب المخزية، فمن المؤكد أن العلاقات الصينية الامريكية ستشهد المزيد من المشاكل مطلع ولايته في البيت الأبيض مقارنة مع جميع أسلافه. يجب أن نكون مستعدين بالكامل، سواء على الصعيد العقلي أوالجسدي، لهذا السيناريو.
يجب أن نقف بثبات ونحافظ على رباطة جأشنا. بإمكان ترامب إحداث جلبة كبيرة لكن ذلك لا يعفيه من قواعد القوى الكبرى. ليس لدى ترامب ما يكفي من الموارد للتعامل مع الصين بشكل تعسفي، وهي دولة نووية، وثاني أكبر بلد على الصعيد الاقتصادي وأكبر دولة تجارية. كلمات ترامب لن تصبح أفعالاً. بل وأكثر، إن معظم الشعب الأمريكي، باستثناء بعض المتطرفين السياسيين، لا يريد أن يخاطر بالغرق في صراع قوىً كبرى.
علينا أيضا أن نتكيف مع التغيرات الجديدة، بما في ذلك ديناميات جديدة للعلاقات الصينية الأميركية. وعلينا أن نبادر للتعامل مع التحديات الجديدة، وإيلاء المزيد من الاهتمام لأساس العلاقة بين الصين والولايات المتحدة، وكيفية تحقيق تــــــوازن استراتيجي بين البلدين وسط الخلافات.
تُظهر تصريحات ترامب الطائشة ضد قوة عظمى افتقاره الى الخبرة الدبلوماسية. قد يكون ترامب قد بالغ في تقدير قوة الولايات المتحدة. وربما يكون مهووسا بالفعل بالسلطة التي يوشك على الإمساك بمقاليدها، ويتمنى أن يسير العالم كله وراءه. قد يعتقد أيضا أنه إذا ما ارتعبت الصين، أكبر قوة بعد الولايات المتحدة، من واشنطن، فإن جميع المشاكل الأخرى ستُحل.
بغض النظر عما يعتقده ترامب، ينبغي أن تكون الصين عازمة على رفض طلباته غير المعقولة مطلع ولايته في منصبه الجديد، والتصدي له إذا ما أضرّت تحركاته بمصالح الصين، مهما تكن التدعيات على ديناميات العلاقة الصينية الأميركية. إذا ما تصرفت الصين بلين لمصلحة العلاقات الثنائية الفضلى، فإن ذلك سيشجع ترامب على أن يصبح أكثر عدوانية.
إن تغريدة ترامب التي هاجم فيها الصين هي مجرد غطاء لنواياه الحقيقية، والتي هي التعامل مع الصين بوصفها خروفاً دسماً واقتطاع قطعة لحم منه. يريد ترامب إحياء الاقتصاد الأمريكي، لكنه يعرف أن بلاده لم تعد قوة تنافسية كما كانت. انه يحاول نهب بلدان أخرى من أجل أن تزدهر بلاده.
يبدو أن ترامب يريد تحويل الولايات المتحدة إلى امبراطورية اقتصادية جديدة في القرن ال21 تحت قيادته، وهي على وشك تحطيم النظام الاقتصادي العالمي الحالي. ومع ذلك، لا يعرف ترامب أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر من النظام العالمي الحالي، ويريد إعادة تشكيل النظام العالمي بحيث تصبح المعادلة هي أن الفائز يحصل على كل شيء.
يتعين على الصين أن تُعدّ نفسها للتقلبات المحتملة في العلاقة الصينية الأميركية بعد أداء ترامب اليمين الدستورية. علينا أن نواجه استفزازات ترامب وجهاً لوجه، وأن نحرص على أن لا يستغل الصين مطلع ولايته. هذه الفترة الأولية ستضع أساس العلاقات الصينية-الأمريكية في السنوات الأربع المقبلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.